
والمعذبون يتحدثون فاستمعوا لهم
******
الذين غادروا السودان غربة اغترابا وبعدا ، معظهم كانوا موظفين ومهنين يتقاضون أجورهم حسب المتاح والمتوفر وواقع الحال ، لكن لطموحهم الزائد او الوضع الانسانى المزرى جعلهم يمتطون الصعاب وحتى المجهول لمغادرة السودان طلبا للكرامة او عزة النفس او تحقيق الطموح المرغوب الذى لم يتوفر فى السودان فاستبدلوا حاجتهم الذاتيه على انتماء الوطن وحاجته إليهم.
أما رصفاءهم بالداخل فإنهم ما أشرق صبح وأطل مساء الا دعوا الله ان يخارجهم من هذا السودان ودونكم وكالات السفر ، ومكاتب الجوزات والتزاحم الكبير ، من اجل امتلاك جواز سفر انتظارا لامل قادم بعقد عمل راعى مواشى او اى عمل فى دول الخليج او الهجره لكندا او اللوترى لامريكيا . وآخرين يجوبون الصحارى فى هجرة غير شرعيه وركوب المجهول والسنبك فى البحار والمحيطات لعلهم يجدون فى المجهول مخرجا لو كان ثمنه حياتهم التعيسه فى بلدهم الطارد .
هذا هو حال السودانيين الذين يتصايحون اليوم باسم السودان وكرامه السودان فى الخارج ويدعون لاستمرار الحرب وتدمير المرافق والمنشات على رؤوس من فيها .
الحرب لا كرامه ولا عزة فيها البته من يريدها فلياتى حاملا سلاحه ويقاتل لا ان يحرض المكتويين بالتعساء والبؤس فى بلد اصلا لا كرامة لانسان فيه ولا قيمة له بارضها . الكل بها يدعوا الله المخارجه منها لسوء ، من يديرون أمرها او يقودونها ساسة وحكاما وقادة .
انتماء الصدفه الجغرافى لا يبنى بلد ولا يحفظ كرامة انسان. فلياتى من يأتى غازيا او مرتزقا طالما انه يمتلك قيم الانسانيه وحرمة العقول.
هو القول الصامت الكامن فى معظم اهل السودان لكنها المكابره وخداع الذات تمنع البوح بصادق القول