أهم الأخبار والمقالات

ثورة ديسمبر المجيدة قالت: (تسقط بس) صائدة البمبان وجردل مان وشفع المواكب ومتاريس الغضب

الخرطوم/ حواء رحمة
ثورة ديسمبر المجيدة التي انطلقت في ١٩/ ديسمبر ٢٠١٨ كانت بداية الشرارة لنهاية نظام الرئيس المخلوع عمر الشير الذي حكم البلاد طوال الثلاثين عاما الماضية ، وكانت الثورة قد بدأت بمدينة عطبرة عندما خرج اول مرة طلاب مدرسة عطبرة الصناعية رفضا لزيادة سعر السندوتش ومن ثم اعقبتها تظاهرات غلاء المعيشة ثم تحولت لهتاف مطالبا باسقاط النظام وتمدد الهتاف فاشتعلت الثورة في عدد من الولايات قبل أن تخطط الخرطوم لموكب ٢٥ ديسمبر الذي توجه الى القصر لتسليم مذكرة مطالبة بتنحي الرئيس قبل أن يتعرض الى القمع بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع مما اوقع شهداء وجرحي .

تسقط بس …
هذه العبارة جسدت اصرار الشعب وتصميمه على اقتلاع النظام وكان لمواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت اعلى نسبة تفاعل ولفتت انظار العالم لما يجري في السودان دورا هاما في انجاح الثورة، حيث عمل الناشطون والمدونون ورواد المواقع على بث روح الثورة في نفوس الشعب السوداني حتى دخلت الثورة ونبض نفسها في كل بيت عاني من بطش وظلم النظام الهالك فارادوا لها أن تسقط فسقطت فعلا بأصرار الثوار وجسارة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل كسر قيد الوطن .

حكاية البمبان …
المواكب خلطت كيان النظام …
قبل أن يعلن تجمع المهنيين عن تنظيمه للمواكب كانت التظاهرات تخرج عفوية داخل الاحياء شعارها السلمية الا انها تواجه القمع من القوات الشرطية ، وبعد اعلان تجمع المهنيين لتسير المواكب وتنظيمها عبر لجان الاحياء وفقا لجداول توزع على الاحياء وخلق هذا الحراك ارباكا للحكومة البائدة مما دفعها لاستخدام العنف وتعمدت قوات الشرطة ضرب المتظاهرين بالبمبان مباشرة على الاجساد مما ادي الى وقوع اصابات خطيرة وصلت استشهد على اثرها عدد من الثوار واصابة بعضهم اصابات خطيرة تسببت في بتر الاطراف واصابة العيون والرأس ومن الذين فقدوا اعينهم الشاب سامح واصيب ايضا المناضل عمر الطيب بشلل رباعي وفقد النطق .
وفي ظل هذا الحراك تعاظم خطر استخدام الغاز المسيل للدموع وكان الشباب المتظاهرين قد وجدوا عدة طرق الى صد البمبان فظهر ما بعرف بجردل مان ، وجرد مان لقب لثائر ويوجد في كل موكب مهمته اخماد البمبان بأستخدام جردل بلاستيك ليقلل من تسربه .
صائدة البمبان …
رفقة فتاة شجاعة تصدت الى قوات الشرطة بالرغم من الخطر المحيط بها الى أنها استطاعت ارجاع عبوتين من البمبان الى قوات الشرطة الامر الذي خلق منها ايقونة بأمتياز ، وظهرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت قبولا واستحسانا وزادت من حماس الثوار والكنداكات .

شجن ايقونة في القيادة
ظهرت شجن سليمان في القيادة العامة ولفتت اليها الانظار من خلال البوسترات التي تحملها يوما مكتوب عليها عبارة او هتاف جديد فوجدت تفاعالا من المعتصمين والمعتصمات واصبحت واحدة من الايقونات وقالت في احدي الحوارت التي اجريت معها أن من اجمل الاشياء التي حدثت لها عودتها الى السودان فهي من مواليد المملكة العربية السعودية
ودرست بها حتى مرحلة الجامعة واشارت الى أن فكرة كتابة البوسترات كانت عن دافع ورغبة في المشاركة في الاعتصام
واول عبارة كتبتها  لقد كرهني فيك لكيزان يا وطني .

شفع هيبة وجبرة ..
ومن المشاهد العالقة بذهن ثورة ديسمبر المجيدة هي مشاركة الاطفال في المواكب حيث شهدت العديد من المواكب مشاركة اطفال باعمار مختلفة وكان للاطفال المراهقيين داخل الاحياء دور في اشعال الاطارات ( اللساتك) ووضع المتاريس منعا لدخول تاتشرات الامن والشرطة واعاقتها لاجل عدم اعتقال الثوار والكنداكات .
كما شهدت المواكب مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المواكب واعتصام القيادة وكانت لهم فعاليات ايام الاعتصام مشاركين في معركة تحرير الوطن من القبضة الانانية التي مارسها النظام البائد طوال الثلاثين عامأ..

العلم ونشيد العلم …
لم تغب عنا صورة الشاب الذي تم اعتقاله وكان اسيرا تحت سياط الامن وهو ملقي ومكبا على وجه ويرفع بيده العلم حرصا منه بأن لا يسقط او تتراجع الثورة فكان ملهما للثوار بجسارته ومن هذا المشهد اصبح العلم العلامة التي لا تغيب عن أي موكب او مظاهرة وكان ترديد نشيد العلم هو الجرعة المنشطة للقلوب لتنبض بالحماس والوطنية .

اطعام الثوار …
ظلت بيوت في الاحياء التي كانت مشتعلة ومحاصرة أبان انطلاق الثورة مشرعة الابواب ليحتمي بها الثوار ، وكانت النسوة يقدمنا الطعام والماء للثوار بجانب البصل والخل للتخفيف من اختناقات البمبان وقدمت هذه البيوت شهداء وجرحي ومعتقلين وتعرض بيوت للتفتيش والخراب والحرائق مثال لها منزلين بالحاج يوسف ومنطقة بري ، ومن الشهداء الذين احتمي الثوار ببيوتهم ومنهم الشهيد معاوية بشير خليل الذي تلقي رصاصة قاتله داخل منزله ببري الدرايسة ، حينما هاجمت قوات امنية منزله واتهمته بأيواء متظاهرين وكان الشهيد معاوية حمى المتظاهرين من بطش القوات الامنية لمظاهرة ببري فاطلقت عليه القوات الامنية رصاصة ليرتقي شهيدا .

متاريس الغضب ..
المتاريس اكثر من ازعج القوات الامنية التي عجزت عن ملاحقة المتظاهرين في الشوارع فاصبحت تطاردهم داخل الاحياء الا ان الشفاته عملوا على اغلاق كافة الطرق المؤدية الى داخل الاحياء الامر الذي اعاق تحرك التاتشرات ومركبات الشرطة ( الدفارات ) .

جدول المواكب ..
اكثر ما ارهق القوات الشرطية والامنية هو جدول المواكب والذي توزع ما بين فعاليات ومواكب مرعبة لا تهدأ ليلا ولا نهار وكانت الساعة الواحدة ظهرا موعد كابوس قوات الشرطة التي اصبحت محاصرة بالهتافات السلمية من كل صوب وحدب وكان لهتاف ( يا بوليس ماهيتك رطل السكر بقي بكم ) من الشعارات التي رفعها الشعب في مسيرته التي انتصرت على كل محاولات التشوية والاتهامات .

تعليق واحد

  1. (لم تغب عنا صورة الشاب الذي تم اعتقاله وكان اسيرا تحت سياط الامن وهو ملقي ومكبا على وجهه ويرفع بيده العلم حرصا منه بأن لا يسقط او تتراجع الثورة فكان ملهما للثوار بجسارته ) …..شعب شجاع وشباب لايهابون الموت……اللهم أحفظ شبابنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..