مقالات وآراء سياسية

إذا لم تستحيا فأكتبا ما شئتما

كمال الهِدي

. طالعت مقالاً لمزمل أبو القاسم حمل عنوان ( سري للغاية) فتذكرت الحديث الشريف ” إذا لم تستح فأصنع ما شئت” .

. لم يستوقفني كثيراً حديث مزمل (الحريص) علي الثورة، بالرغم من أن الثوار عندما كانوا يلتحفون الشمس ويتوسدون الأرصفة أمام القيادة ظل مزمل يتغزل في المجرم المطلوب دولياً أحمد هارون.. لم يستوقفني ذلك كثيراً لأن (ركوبه) للموجة ليس وليد اليوم.

. لكن استفزتني إشادته بقرار للنائب العام يقضي بإيقاف فتح البلاغات ضد بعض من يُتهمون بالفساد المالي إلا وفقاً لشروط محددة.

. أثنى مزمل على القرار بدعوى أن بعض الأبرياء والشرفاء قد تعرضوا لتشهير غير مرغوب.

. فئة مزمل من الكتاب يصرون دائماً على تقديم ن(نصف حقيقة) ليوظفونها بدهاء ل (خم) القاريء المتعجل.

. فهو عندما يشيد بمثل هذا القرار يغفل عمداً حقيقة أنه لم يتقدم حتى ببلاغ فساد ضد شداد، بل سعى عبر سلسلة مقالات طويلة لإغتيال شخصية الدكتور عبر توجيه اتهامات متلاحقة.

. فلماذا تحللون لأنفسكم ما تحرمونه على غيركم!!

. نتفق تماماً على عدم اتهام الناس بالباطل، ولو أنني شخصياً لا أظن أن الاتهامات التي تطال الكثيرين أتت من فراغ، فالعود المافيه شق ما بقول طق.

. وبدلاً من تعقيد الأمور كنت أتوقع من النائب العام والجهات العدلية أن تشجع السودانيين علي فتح بلاغاتهم في كل من يُشتبه فيه، وبعد ذلك يستطيع البريء أن يثبت براءته.

. أقول ذلك لأن المنهوب ضخم جداً والمفسدين بالآلاف، بل بالملايين.

. فالكيزان ما كانوا يسمحون للشرفاء بفتح كشك ليمون لكي يسترزقوا منه ما لم يكن مرضياً عن صاحب العمل، دع عنك أن تصبح رجل مال يُشير له الناس.

. فمع مثل هذا الثراء الفاحش للملايين لابد من فتح المجال لأكبر شريحة من المظلومين لفتح بلاغات ضد المفسدين.

. وحتى لا يفلت هؤلاء مثلما هرب الكثيرون بأموال الشعب يفترض أن تبدي الجهات العدلية حرصاً أكبر على استرداد الأموال المسروقة ومحاسبة كل من مارس فساداً أياً كان شكله.

. أما هذا التراخي والمماطلة التي أتاحت للبعض فرصاً ودفعتهم لإحراق بعض المباني لإخفاء الأدلة فليس مرحب بهما.

. وطالما أن مزمل يقول أنه تناول هذا الموضوع للمصلحة العامة لأن جرائدهم سُخرت للقضايا العامة لا للدفاع عن أنفسهم ما كان عليه أن يدعم فكرة تعقيد فتح البلاغات حتى لا يتكاسل الثوار ويكتفوا بالفرجة على المفسدين وكأننا لا ثُرنا ولا رحنا ولا جينا.

. وضمن هذا السياق لابد من سؤال: ما دامت صحفكم حريصة على المصلحة العامة وكشف المفسدين  لماذا كنتما أنت وضياء وآخرين مرافقين دائمين لمجرم مطلوب للعدالة الدولية اسمه عمر البشير في طائرته الخاصة!

. ولماذا كنتم تدافعون وتشيدون بأحمد هارون وحاج ماجد سوار وجمال الوالي والكثير جداً ممن أفسدوا حياة السودانيين ودفعوهم لثورة أراكم قد ركبتم موجتها!!

. الحديث عن أن فلاناً لم يتول منصباً رسمياً كمبرر لدرء تهمة الفساد عنه حديث مردود، فكم من لصوص أثروا في عهد الساقط دون أن تكون لهم وظائف يعرفها الناس.

. والغريب أن مزمل الذي يزعم أن صحفهم حاربت الفساد ظل هو وبعض حاشيته يرددون أن جمال الوالي لم يشغل منصباً رسمياً حتى يُتهم بالفساد، مع أن الوالي ترأس مجلس إدارة بنك الثروة الحيوانية دون أي مؤهل يمكنه من ذلك، وهذا في حد ذاته فساد ما بعده فساد.

. ختم مزمل مقاله بعبارة منقولة عن من وصفه ب  (الزميل الصديق) ضياء الدين بلال.

. تقول عبارة ضياء المنقولة ” لا نشغل أنفسنا كثيراً بمكائد الليل، ومؤامرات الصغار في أزقة قاع المدينة.”

. استفزتني العبارة و تساءلت في قرارة نفسي: من يكون هؤلاء الصغار الذين يهيمون في أزقة قاع المدينة!

. ولا أدري من يكيد ويتآمر على رؤساء تحرير وناشرين تواءموا مع أشد المتآمرين على شعب السودان لؤماً (الكيزان).

. لا يهمني إن كان لكما عداء شخصي مع أناس بعينهم.

. لكن ما أنا واثق منه تماماً رغم بعدي عن البلد أنك وضياء وبقية الشلة قد استفدتم لأبعد مدى من السلطة الحاكمة طوال الأعوام الماضية.

. وإلا فلماذا لم نر زملاء أصحاب موهبة مثل شبونة في طائرة رأس نظام الطغاة!!

. ثم ألم تكن الأجهزة الأمنية متحكمة في سوق الإعلانات بشكل كامل، فكم كان عدد ما كانت تحصل عليه صحفكم يومياً من الإعلانات! . من حق كل منا أن ينسب نجاحه المالي لإجتهاده ومثابرته، لكن للآخرين عقول تتأمل وتحلل وتستنتج.

. كما أن الاجتهاد خشم بيوت ولكل طرائقه وأساليبه في هذا الاجتهاد.

. وعموماً ما دمتم قد استفدتم من نظام المخلوع بأي شكل من الأشكال تصبح بيوتكم من زجاج، وفي هذه الحالة ليس من الحكمة أن تلقوا بالحجارة على بيوت غيركم، كما أن التواضع طيب وجميل، ومن تواضع لله رفعه.

. فساد الانقاذ لم يبدأ عند مأمون حميدة ولا ينتهي بإتهامات توجهونها لدكتور شداد واتحاده.

. فرؤوس الفساد كانوا البشير وأشقائه وقوش ولم أقرأ سوى لصديقي شبونة وقلة لم تكونا بينها ممن طعنوا في أفيال الفساد. إبان حكم (الساقط) محبوبكم البشير.

 

كمال الهِدي

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ياخي شيل مزمل ده من راسك عشان ترف تعيش . .
    هسي انت خالي ناس الرزيقي وحسين خوجلي وماسك في مزمل

    1. مشكلة كمال ده عاوز الثورة تصفي ليه مشاكله الشخصية
      منذ بداية الثورة كل كتاباته عن الصحفيين و الصحف و القنوات التلفزيونية
      كأن مشاكل البلد كلها في الصحافة و الصحفيين.
      هل انت لما كنت في السودان هاجمت البشير و أشقاءه؟
      ربنا سبحانه وتعالى قال: (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ..)، و ما قررته النيابة و أشاد به مزمل هو تطبيق هذه الآية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..