حكايات قديمة..مع ود البنا..!!

يحكي العم محمد جُبارة السائق في مجلس أبو حراز الريفي (زمان) عن الأستاذ عبدالله البنا حكاية تصلُح لأن تكون موثقة مطبوعة في ورقٍ فاخر محفوظة في إطارٍ من ذهب تُمنح لكُل موظف حكومي جديد للإطلاع عليها قبل مباشرة وظيفته وقبل دخوله في دهاليز السياسة واستطعامه من ملذاتها ، قال الرجُل بلسانه أنّ الأستاذ عبدالله البنا كان رئيساً للمجلس الريفي وقد خصّص له المجلس عربة تقله من قريته عمارة البنا إلى المجلس لكنّه لم يكُن يستغلها أبداً لشأن خاص ولم يسمح بتركها معه في منزله إلا أيام جلسة المجلس..
دَرَج المجلس وقتها على منح من ينتسبون إليه نهاية كُل شهر مواد تموينية تحتوي على جوال سُكر (كبير) وشاي وصابون وصفيحة زيت كبيرة (قروانة) وغيرها من المواد التموينية الأخرى ، يقول وضعت الأغراض التي تخُص الأستاذ في العربة وذهبنا ، كعادته أدخل يده في جيبه بعد وصولنا منحني مصاريف ثم ودعنّي وعندما رآني لم أتحرك سألني مالك أخبرته بأنّ الأغراض دي تخُصك رفعوها ليك ناس المجلس ..
سألني عنها أغراض شنو يا ولدي .. ؟
لم يترُكني حتى أُكمل ذِكر أصنافها استوقفني ضاحكاً ثمّ قال ..
شيل الحاجات دي وأمشي أنا ما بعطِن توبي في دهن الحكومة ودخل إلى منزله ..
من يقتفي أثر هؤلاء ومن سبقوه ومهدوا له الطريق قطعاً لن يتوه وما ينبغي له أن يتوه وهل يتوه ومن وجد الطريق سالكاً نظيفا ، حتماً سيصل في النهاية إلى حيثُ يُريد ، ومن ذهب مُتعمداً يسلُك في الشائك الوعر من الطُرق فقد اختار لنفسه التوهان المُفضي للفساد والهلاك ، وهكذا الحياة تدور عجلتها وتزدهِر بتجارب من سبق عندما نستصحب معنا القيّم النبيلة والأعراف الجميلة المُمسكة للناس في مجتمعاتها والمُحصِنة لنسيجهم المُتماسك من التهتُك والهادية لهم للتعايش مع بعضهُم البعض ..
كُلما نقبنا في تاريخ هذه البلاد نجد فيه كم من الكُنوز القيّمة مُلقاة بإهمال في كُل بُقعة داخل هذا الوطن يُغطيها غُبار الإهمال وعدم اهتمام من يُمسِكون القلم لكتابة التاريخ وشُح من بيدهم مفاتح خزائنه الممتلئة بكُل جميل ، التاريخ في بلادنا يجب أن ينتقل من الصدور والشفاه بتجرُدٍ وشفافية إلى الكُتب ومواعين الحفظ الواسعة المُتاحة في عالم اليوم حتى لا ينفصل الجيل الحالي الغارق في بحار التكنولوجيا المليئة بالغث و السمين النافع والمشغول عن تاريخه بها ، يجب أن نهديه ونضع له فيها مثل هذه النماذج المُشرِفة التي لم ولن يجد مثلها في حاضره ..
الأستاذ عبدالله البنا عليه الرحمة كان أديباً وسياسياً معروفاً بجانب وظيفته كرئيس لقسم اللغة العربية في كُلية غوردون وقد قام بتدريسها لعدد من الرموز السودانية أمثال الزعيم الأزهري والبروفيسور عبدالله الطيب وغيرهما ..
القوم يغرقون اليوم بكاملهم في دِهن الحكومة ويحرمون غيرهم من المسوح ..
والله المُستعان ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “..من يقتفي أثر هؤلاء ومن سبقوه ومهدوا له الطريق قطعاً لن يتوه وما ينبغي له أن يتوه وهل يتوه ومن وجد الطريق سالكاً نظيفا..”

    لكننا ابتلينا بمن هم “إخوان مسلمين” و هم أوسخ من عاش على ظهر البسيطة. ياخي ديل فضائل سلوك سيد الخلق لم يؤثر فيهم، تقول لي شيخ البنا؟ هسع إذا فيهم واحد قرأ كلامك دا، صدقني طوالي ستتبادر إلى ذهنه “هبالة” شيخ البنا.

  2. “..من يقتفي أثر هؤلاء ومن سبقوه ومهدوا له الطريق قطعاً لن يتوه وما ينبغي له أن يتوه وهل يتوه ومن وجد الطريق سالكاً نظيفا..”

    لكننا ابتلينا بمن هم “إخوان مسلمين” و هم أوسخ من عاش على ظهر البسيطة. ياخي ديل فضائل سلوك سيد الخلق لم يؤثر فيهم، تقول لي شيخ البنا؟ هسع إذا فيهم واحد قرأ كلامك دا، صدقني طوالي ستتبادر إلى ذهنه “هبالة” شيخ البنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..