ظاهرة باتت تشكل هاجساً للعدالة شهود زور للبيع ..!!

شهادات الزور باتت تعرض للبيع بمبالغ مالية تحدد حسب نوعية القضية، كما أن هناك أشخاصاً على استعداد لدفع المبالغ المالية التي يطلبها شهود الزور من أجل كسب دعواهم القضائية، الأمر الذي ينذر بانحراف سلوكي واجتماعي خطير وسط المجتمع نتيجة تنامي ظاهرة شهود الزور الذين أصبحوا يمتهنون الإدلاء بشهادتهم في قضايا لم يكونوا طرفاً فيها أو حضوراً عند حدوثها، كما أن لديهم استعداد ليمين غموص، دون مبالاة لمخاطر شهادة الزور التي يترتب عليها إلحاق الضرر بالأبرياء وضياع حقوق المظلومين.. الأمر الذي يطرح عدة أسئلة ما هي دوافع شهادات الزور وكيف يتم الاتصال بشهود الزور، وهل هناك قانون قضائي يحاكم شهود الزور، وما هي إمكانية اكتشاف المحاكم لشهود الزور؟

التأثير على العدالة:

يقول مختصون في مجال القضاء والمحاكم إن شهود الزور متواجدون في كل مكان تدفعهم أسباب متعددة للإدلاء بشهادات الزور لصالح أشخاص حججهم القضائية ضعيفة، ولكن ظاهرة شهادة الزور لاتزال محدودة في السودان ولم ترتقِ إلى مستوى التأثير على سير العدالة بصورة كبيرة كما أن المحاكم تبذل جهوداً كبيرة لاكتشاف شهود الزور وتقديمهم للمحاكمة وفقا للقانون الجنائي لسنة 1999 الذي يحاكم الأشخاص الذين يدلون بمعلومات كاذبة أو يشهدون الزور للتأثير على سير العدالة.. المحامون يساعدون المحاكم في كشف شهود الزور عبر الأسئلة المتخصصة التي يوجهونها للشهود أثناء التداول بالمحاكم، الأمر الذي يؤدي إلى ارتباك شهود الزور ويظهر عليهم الاضطراب بينما القضاء الذي يتابع الإفادات بصورة دقيقة يستطيع بسهولة تمييز شهود الزور من بين الشهود الحقيقيين ويضيف المختصون بالقضاء والمحاكم أن شهادة الزور في كثير من الأحيان تكون في قضايا الميراث والتوكيلات القانونية وعمليات البيع والشراء وقضايا الأراضي واستخراج الأوراق الثبوتية، لكن ظاهرة شهادة الزور لاتشكل مصدر قلق للعاملين بالقضاء والمحاكم لأنها لازالت محصورة في ضعاف النفوس والذين يعانون من خلل نفسي في تركيبتهم الاجتماعية والذين ليس لهم وازع ديني، لأن الله توعد الذين يشهدون الزور بالعذاب العظيم في الآخرة والابتلاءات والمحن في الدنيا.. هناك حالات شهادات زور ضبطت بالمحاكم وحكم فيها على شهود الزور، فمثلاً في إحدى المحاكم الجزئية لاحظ القاضي شخصاً شهد باستمرار في قضايا الورثات فوجه إليه سؤالاً واحداً هل أنت تعرف كل المتوفين الذين تشهد في قضاياهم فلم يستطع الشخص الإجابة على السؤال، فأمر القاضي بالتحري معه فاتضح أنه شاهد زور يدلي بشهادته مقابل مبلغ مالي محدد يتم الاتفاق عليه، وقدم شاهد الزور إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن.

فحص المستندات:

يقول الأستاذ ضو البيت محمد إبراهيم أستاذ القانون بجامعة الخرطوم: القانون يمنع شهادة الزور ويعاقب عليها كجريمة منصوص عليها في قانون العقوبات السوداني، كما أن الدين الإسلامي توعد شهود الزور بأشد العقوبات في الآخرة فيما شهود الزور في الأعراف السودانية أشخاص منبوذون في المجتمع بصفة عامة، و الذين يدلون بشهادات الزور يواجهون أوضاعاً نفسية سيئة تتمثل في الخوف من عذاب الآخرة والخوف من عقوبة المجتمع والخوف من عقوبة القانون التي تحاكم شاهد الزور بالسجن والغرامة أو العقوبتين معاً بنص المادة «104» والذي أورد بأن كل من يشهد زوراً أو يدلي بأقوال كاذبة وهو يعلم ذلك أو يكتم الحق أثناء أدائه الشهادة أو جزء من الحق الوارد في وقائع الدعوى بصورة تؤثر على الحكم ويختلق بينة باطلة قاصداً التأثير على الحكم في الدعوى القضائية يحكم عليه بالسجن لفترة لا تتجاوز خمس سنوات أو الغرامة التي تحدد بناءً على عوامل أخرى خاصة بالقضاء.

يقول الأستاذ الفكي شول لوال أستاذ القانون بكلية القانون جامعة الخرطوم شهادة الزور واحدة من الجرائم المخلة بسير العدالة ولذلك القضاء عند تداول القضايا يقوم بفحص المستندات بصورة دقيقة من أجل تبيين الحقائق فالمحكمة أثناء التداول تستطيع كشف شهود الزور بسهولة من خلال الإفادات التي يدلون بها، فشهود الزور يأتون لدعم قضية لصالح أحد المتخاصمين ولذلك عند كشف شهود الزور يعاقبون أمام محاكم، خاصة إذا كانوا يعلمون الحق وأدلوا بشهادات للتأثير على سير العدالة.. فشهود الزور في الغالب يقومون بذلك لسببين أولاً هناك دوافع أو أغراءات مالية تقدم لشهود الزور، وثانياً بعض شهود الزور يشهدون الزور انتقاماً من أشخاص محددين، فشهادة الزور جريمة منصوص عليها في قانون العقوبات ولكن يصعب القضاء عليها بصورة نهائية، بينما يمكن الحد منها بالإجراءات الموجودة حالياً بالمحاكم.

اختلاف البينة.

يقول الأستاذ المحامي محمد عبد المتعال جودة أستاذ القانون الجنائي بأكاديمة العلوم القانونية لتدريب القانونيين: شهادة الزور تحدث في كل المجالات القانونية كواحدة من عناصر الجريمة التي تؤثر على سير العدالة وتغير اتجاهات الحكم في القضايا المختلفة، فشهادة الزور أصبحت ظاهرة منتشرة في الأحوال الشخصية كالزواج والطلاق والنفقة، فيما خطورة شهادة الزور تتمثل في ضياع حقوق الأفراد، فشهادة الزور تتعدى الإدلاء بالمعلومات الكاذبة إلى اختلاق البينة، فانتشار ظاهرة شهادة الزور ناتج من انعدام الوازع الديني وضعف الثقافة القانونية فشهادة الزور باتت تؤثر على المداخلات الاجتماعية وسلوكيات المجتمع بعد ظهور أشخاص يشهدون الزور مقابل أجر مالي.

ويضيف الأستاذ محمد عبد المتعال جودة: انتشار شهادة الزور يخلق ضرراً بالمحاكم والمحامين، ولذلك لابد من مكافحة شهادة الزور على المستوى الرسمي والشعبي، فشهادة الزور تدخل فيها مثلاً المستندات الرسمية التي تحتوي على معلومات غير صحيحة، الأمر الذي يتطلب من السلطات الرسمية بالدولة التدقيق في استخراج المستندات الرسمية التي بدأت نسبة الأخطاء فيها تتلاشى في الآونة الأخيرة بفضل جهود الأجهزة الرسمية كما يجب على المحاكم تسهيل ملاحقة شهود الزور قضائياً فالمادة 135 لاتسمح برفع دعوى قضائية ضد شهود الزور إلا بعد الحصول على إذن من المحكمة المعنية فيما استخراج الإذن يحتاج لوقت، فتسهيل إجراءات مقاضاة شهود الزور يحاصر الظاهرة التي باتت تواجه المحامين وكل العاملين في العدالة، ويواصل الأستاذ محمد عبد المتعال جودة شهادة الزور بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة بالتزامن مع الظواهر الاجتماعية السالبة كالزواج العرفي وانتشار الجريمة والثقافات الوافدة التي تروج لها الوسائط الإعلامية المختلفة.

صحيفة آخر لحظة

تعليق واحد

  1. شهادة الزور وقول الزور هذه اهم جانب من حياة الاسلاميين وخصوصا الجبهة الاسلامية الحاكمة بالسودان اس اساس نظامهم وبدونها لا حياة سياسية او اجتماعية او اقتصادية لهم على الاطلاق وهم من نشرها رسميا بالبلد – اعوذ بالله من الجبهجية الملاعين

  2. رساله اخويه لشهود الزور :
    اخوتى والله نهايتها كوم تراب … كلما تهم بادلاء شهاده اذكر ظلمه القبر وعزابه … والله يجازي الكان السبب …

  3. هناك نقطة مهمة لم يتطرق اليها الاستاذ/ لتوضيح بعض الأمور في شاهد الزور وهي منتشرة بكثرة واتسأل هل يمكن ان يغير الشاهد اقواله امام القضاء بفعل اعمال الشعوذة ؟ فاذا كانت الاجابة بنعم فهل يعتبر هذا الشاهد شاهد زور ؟ فاذا كان الجواب بنعم فهل يمكن عرض الشهود لتوضيح بأن الشاهد أو الشهود في حالة غير طبيعية (مسحورين) لأنه من غير المنطق ان يأتي صاحب قضية بشاهد يشهد ضده ليس بشاهد واحد وانما بعدة شهود ليأتون ويشهدون ضده حتى وكيل صاحب القضية وبسبب هذه الأعمال في مجتمعنا تضيع الحقوق

  4. ياساعة شنو الخمج ده الجبهة الأسلامية هي سبب وجود شهود الزور ايه الكلام الفارغ ده؟ نعم الأنقاذ جات بقوة السلاح وحكمت بالحديد والنار ودمرت وخربت لكن يمتد الأمر لشهود الزور في المحاكم عيب وراجع الموضوع . السبب اننا استوردنا الثقافة المصرية والأخلاق المصرية التي اشتهر بها احبابك واشقاءك المصريين وادخلنا كل هذه العادات منهم وطبعا الدجل السياسي وادعاء الوطنية والأنتماء وكل حركاتهم المكشوفة وانا شايف انو هجومك مركز دائما علي الأسلام مستغلا الأنقاذ والحركة الأسلامية في السودان للهجوم علي الأسلام . فرق بين الأسلام وما يحدث علي ارض الواقع. والناس عندما ضاقت بهم السب لجأ التافهون الي استيراد هذا لأسلوب في الفجور والظلم من اخوانك المصريين وضاعت كل القيم السودانية الأصيلة التي اشتهرنا بها فلا تتهم بالباطل وانت تعلم تماما من اين اتت هذه الممارسات الحقيرة

  5. شهود الزور هؤلاء موجودن قبل قيام ثورة الانقاذ بل قبل قيام مايو وقد سمعت عنهم كثيرا ورأيت مكان تجمهم وانا صغير يعني قبل اكثر من ثلاثين عاماً وهم مجموعة معروفة يتواجدون في منطقة المحطة الوسطي بامدرمان شرق البوستة وهؤلاء فئة تظهر في وجوههم علامات الاجرام والكذب ووجوههم عليها قبرة ترهقها قترة يعني السبب زي ما علق بعض الناس ليس الانقاذ

  6. الأخوة القناص ودابي الليل مشكورين علي توضيحكم واضافاتكم فشهود الزور عادة مستوردة ممن كانوا ولا زالوا فراعنة ويدعون ذلك حتي الان وهل الزواج العرفي استوردناه من الجنوب كله عادات المصريين والأريتريين والصوماليين اسوأ شعوب الأرض ويدافع عنهم من هو منهم ولكم الشكر اخوتي اما الساعة او العمرابي فمن هذا الشخص يعلق بداع وبدون داعي ارجو ان يحقق ويتحقق قبل ان يرد

  7. موجودون من زمان دى ماشكله لكن القضاة والمحامين اصبحو ما نزهين دى الا فى عهد الكيزان ما ملاحظين و برضو ظاهر فى وجوههم:lool: ولاده كمان خمج

  8. يعنى قضية الاقطان رايحة رايحة — بعدين يا جماعة الحنس بالقسم حارثنا من كبيرنا لان القسم يعنى احترام الانسان لعقيدته و فاقد الشى لا يعظيه كيف نرجو نزاهة من من لا عقيدة له — بس تامل فى الخطايا الت استحلها هؤلاء القوقاء و اقصد كبارنا هل سيكون للاسلام مكان فى هذا الباد المنكوب بعد ان تربى اغلبيته على السحت و اكل الحقوق

  9. الجوع كافر

    التحذير من شهادة الزور :

    حذر الإسلام من شهادة الزور: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله و عقوق الوالدين ألا و قول الزور ألا و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ] رواه البخاري.

    فشاهد الزور قد ارتكب عظائم،: أحدهما: الكذب والافتراء، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) غافر 28ثانيهما: أنه ظَلَمَ الذي شهد عليه حتى أخَذََ بشهادته: ماله وعرضه وروحه. ثالثهما: أنه ظلم الذي شهد له بأنه ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار، وقال صلى الله عليه وسلم: : «مَن قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار» أخرجه البخاري.

    رابعهما: أنه أباح ما حرمه الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض .. انظر : الكبائر للإمام الذهبي ص 95.

    شاهد الزور يفسد المجتمع بفعله ويجلب له اللعنة من الله لو انتشر هذا الداء الخبيث والمرض العضال.

    خامسها: تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة بتبرئتهم من الجريمة بالشهادة الباطلة ، وبذلك تقوض دعائم الأمن حيث يتجرأ الناس على ارتكاب الجرائم واقتراف الآثام وادعاء ما ليس لهم اتكالا على وجود تلك الفئة المجرمة التي تحرف شهادة الزور مقابل أطماع مادية أو حمية جاهلية .

    سادسها: وبالجملة فإنه يترتب على شهادة الزور إباحة المحرمات وانتهاك الحرمات وإزهاق النفوس المعصومة وأكل الأموال بالباطل ، والحكم والمحكوم له أو عليه بالباطل خصماء لشاهد الزور عند أحكم الحاكمين يوم القيامة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..