سودان فيلم فاكتوري” مدرسة سينمائية فاتحة على الشارع

الخرطوم: طلال عفيفي
خرجت مبادرة (سودان فيلم فاكتوري) منذ تدشينه قبل أربعة أعوام عددا مقدرا من السينمائيين الأذكياء، نساء ورجالا، تحايلوا على عقبات متوالية لتحقيق مشاريع سهلة ممتنعة، قليلة التكلفة غنية المعنى. هؤلاء هم رصيد (سودان فيلم فاكتوري) وهي تخطو نحو الاستقلال، على عاتقهم تقع مسؤولية التجربة السينمائية التي بدأت بورشة عمل وها هي اليوم مدرسة قائمة بذاتها. أملي أن يتقدم الشطار هؤلاء لشغل الساحة الثقافية في السودان بالسينما بل تثوير التعبير البصري بصيغ جديدة حريفة مبتكرة.
هدف سودان فيلم فاكتوري إنتاج سينما مستقلة وبديلة، سينما لا ترتهن لموجهات السوق والذوق التجاري بل بحال مشاهدها، بقضايا الحياة والاجتماع التي تلح في بلادنا، سينما شاغلها الإنسان تعبر عنه كصاحب قضية وموقف ورؤية.
السينما التي تتصدى سودان فيلم فاكتوري لإنتاجها موضوعها الوعي، نسعى لتطويرها بالتعاون والجهد الجماعي، نتوسل إليها مفاهيم جديدة لصناعة الأفلام ومحاورة الجمهور ونروض حساباتها بالترشيد والابتكار.
لتحقيق هذا الهدف تعمل مبادرتنا على تطوير الصلة بين السينما والفنون المجاورة، الرسم والتلوين والتصميم والنحت وحتى الشعر. هذا هو المناخ الذي نسعى أن ينطلق منه صناع السينما الجديدة في بلادنا. لسنا في هذا الخصوص في عزلة بل نعول على تجارب السينما المستقلة في أفريقيا والعالم كمصدر إلهام ومعرفة وشركاء تعاون وحوار. أملنا أن نجعل من الفيلم الجديد مادة يحج إليها الناس ثم تدخل بيوتهم بما تيسر من الوسائط المتاحة، لا نتقيد بشاشة العرض بل نشق الطريق إلى جمهورنا بالممكن، بعد أن نجحنا في شد انتباه المنشغلين بالفنون من خاصة المثقفين.
تواجه السينما في السودان غير معضلات الرقابة وشح الإمكانيات وضعف البنية التحتية، تحدي البحث عن مفاهيم جمالية وبصرية طازجة لا تحاكي أحدا ولا تحاول التماهي مع أي من الأنماط الجاهزة. في هذا الخصوص ننقب في سودان فيلم فاكتوري عن طرائق جديدة للتعبير تحاور عناصر الثقافة والاجتماع في السودان الممتد عبر الصحراء والسافنا إلى مدارج خط الاستواء.
لتحقيق ما نرنو إليه نسعى إلى التعاون الوثيق مع الجامعات ومراكز البحوث والهيئات الثقافية المهتمة بالسينما ودورها الاجتماعي، وقد توصلنا عبر تجربتنا الماضية إلى صيغ أثبتت نجاحها، سنعمل على تطويرها. في بالنا توطين السينما المستقلة في السودان وتغذيتها بشبكة علاقات عبر العالم. ننطلق في ذلك من قاعدة المبادرة المحلية، وتراث سوداني غني في العون الذاتي والتضامن الأهلي.
ربما سهل تبخيس سودان فيلم فاكتوري أول نشأتها كجماعة هواة يجمعهم حب السينما، لكن الحقيقة أن عددا مقدرا ممن تلقوا التدريب في المشروع امتهنوا المهارات السينمائية مصورين ومخرجين وغير ذلك وظلوا على صلة وطيدة بالمبادرة. بذلك أصبحت سودان فيلم فاكتوري جماعة محترفة قضيتها السينما إذا جازت العبارة.
إن عملية التدريب وتطوير المعارف السينمائية المفاهيمية والمهنية ستظل مسألة أساسية في خطتنا المسقبلية. فوق ذلك نطمح أن تكون سودان فيلم فاكتوري “مركز عمليات” سينمائيا، ملتقى للفنانين ومكتبة بصرية وإرشيفا للسينما السودانية والأفريقية وساحة للعرض.. بكلمات قليلات مدرسة للإبداع فاتحة على الشارع.
اليوم التالي
من هو طلال عفيفي .!
وماهى الشهادت التى حصل عليها ومن اى جامعه ..
ماهى افلامة..!!
هو يعرف نفسه على انه مخرج سينمائي .!! لكننى لم اشاهد له اى عمل ..!!!
تفقبل تحياتى