مقالات وآراء سياسية

الصادق نفسه يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب

حيدر المكاشفي

وصف الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة موقف الحزب الشيوعي من الحكومة الانتقالية بتحالف الاضداد، لجهة أن الشيوعي بحسب المهدي ينتقد الحكومة وهو جزء من الحاضنة السياسية لها (قوى الحرية والتغيير)، وأطلق المهدي على موقف الشيوعي مثلاً شعبياً مؤداه أن الشيوعي يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب، أي أن الشيوعي يلعب دور الصياد والصيدة في آن واحد، ولكن المفارقة أن الصادق نفسه ينطبق عليه مثله الذي أجراه على الشيوعي (يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب) بأكثر مما ينطبق على الشيوعي، ولو تجاوزنا كل الانتقادات السابقة التي وجهها الصادق للحكومة الانتقالية ولتحالف (قحت) الذي هو جزء منه، وأشرنا فقط لحديثه المتكرر والمتواتر عن الانتخابات المبكرة لكفى ذلك دليلاً على أنه يجري مع الكلاب لتقصير عمر الحكومة الانتقالية لاقامة الانتخابات التي يعتقد أنه جاهز لها وسيكتسحها..

كان ذلك هو دأب الامام الصادق منذ أيام المعارضة، دائما ما يرمي الآخرين بما فيه شخصيا ثم يحاول عبثا الانسلال من ما رمى به غيره، فقد سبق له أن ذم المعارضة لتراخيها وتكاسلها عن بذل الجهد لاسقاط النظام، فقال في توبيخ المعارضين (ﻣﺎﻓﻲ ﺯﻭﻝ ﻳﺘﻔﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﺳﻴﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ)، ولمن تشكل عليه من شباب الثورة عبارة (فنقلة)، ﻨﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻨﻘﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻙ ﻭﺗﺨﻠﻒ ﺭﺟﻼ ﻓﻮﻕ ﺭﺟﻞ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺨﻤﺨﺔ، ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻨﻘﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻤﻮﻥ ﻭﺧﻤﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺃﻭﺍﻟﺴﺮﺣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺭﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﺍﺑﻠﻴﺲ، والامام حين قال ذلك في المعارضة التي كان هو من أكبر رؤوسها، كان هو للأسف أكبر (المتفنقلين) منذ تهتدون والى ما قبل نجاح الثورة بقليل ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﻟﺪ ﻭﺍﻻﺭﺍﺷﻴﻒ ﺷﺎﻫﺪﺓ، وطريقة الامام هذه في النهي عن الشئ والاتيان بمثله، ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻳﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺧﺎﺗﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻓﺰﺟﺮﻫﺎ ﻭﻧﻬﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼً ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﺘﻤﻲ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻬﺐ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻳﻠﻮّﺡ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻨﻔﻌﻼً ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺇﺫ ﺑﺪﺕ ﻛﻔﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻗﺎل السامعين ﻭﻗﺪ ﺻﻌﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺃﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺗﻠﺒﺴﻪ؟، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ..وعلى كل حال نتفق مع ﺍﻹﻣﺎﻡ الصادق ﻓﻲ ضرورة دعم الحكومة الانتقالية واسنادها وعدم اضعافها حتى تكمل دورتها وتنجز أهداف الثورة وتمهد الأجواء لانتخابات حرة ونزيهة (لا مخجوجة ولا مفبركة)، ولكن لا ضير بل المطلوب أن يتم انتقاد الحكومة عندما تخطئ أو تتنكب طريق الثورة..

 

حيدر المكاشفي

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. انت طالما متفق معاهو في تاييد الحكومه فما فائدة اللف والدوران الكاتبو دا … اكيد تكون نفسك تكتب لكن ما لاقي شئ تكتبو … كسرة انت بتلعب دور شنووووو؟

  2. جنى الصديق عبد الرحمن محمد احمد المهدى ده محتاج (لكنسلت) مشكل من خبراء تاريخ واطباء نفسيين كى ينظروا فى حالته الخرف راكبو من ساسو لراسو وكم شهد العالم زعماء آمثاله ودوا بلادهم فى ستين داهيه !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..