كلمات لعمر هارب (شعر)

(1)
ما تبقى ..فوضى العمر ، وخريف الذاكرة
الفجيعة الاولى ..حين رأيت خط الشّيبُ برأسي
حين ولّى الشباب وضؤه.. وزحف المشيب
ليغسل عتمة الرأس
وليعمدني كاهنا بالنسيان والخوف
وليُعرِّي الذات ويورق الجسد
*******
للعمر ضفة واحدة…الذكرى
والف مرفإٍ للنسيان..والف حكاية في طورها الاول
العمر سردٌ لرواية الليل وشهقة الشباب
بفجاءة الشيب ..وعشر محطات في زمن الحبور
******
مُذ عرفنا ان النهر يحيض ..ما عدنا نعترف بالجسد
سيان عندي مادام النخل ُ يحترق واقفا
ويمارس الحشمة وقت العري
وملايين الفراشات تطفئُ الف شمعة متقدة
والرب في علياءه يمارس الغرور
(2)
عشرة اعوام من الانبهار وتقديس الذات
والافق اخضر… ما تغيّرنا
تغير فينا نبض اشتهاء الفصول
واذدهرت مواسم فجيعتنا
تغيّر مذاق قهوتنا وما عدنا نكترث
للاشياء ..للرب.. للروح والحزن
ومتى يحيض النهر ويفنى الحسد
سيان عندي مادمنا عبرنا خط الشّيب في عز الشباب
ومددنا الموائد للعمر
ومارسنا العهر والتزندق والانفعال جهرا وتملقنا الكلمة
*******
العمر عنف اللغة … وهياج قاع البحر
وعلى مطفأة النسيان نفضنا رماد السجائر
وكفنا زمن المغيب في الجسد
وحين قرأتُ الوطن وتفاصيل الاشتهاء فيه
سويته ونفخت فيه من روحي ونزفت وعريت
ساعدي ليراه القادمين من جوف الغياب
هاهي اوشام الوطن في تضاريس الذات
(3)
هذا منبع الفجيعة والنهار سلوان الروح ودفقان الدم
عصير الشرق ومائدة تحت الاصيل
وطن بكفي امرأة… ان انت رأيته شاخ العمر لحظة
واصبح طفل من الالوهية والخلود
********
وها قد اتى شتاء العمر
ودب في الاوصال واذدهرت مواسم الموت
وايراق الذات
من يحاكي ويسرد للكون هذيانه
ماهذا الوجود غير عمرنا ماهذا النفور والحياء
نطلب الموت من العمر رحمة بنا
ماعاد للجسد شطٌٌّ للامان
شتاء الموت دب في النفس
هذا الخلاصُ.. خلاصي ، هذه الثمرة تحمل عنفوان الخطيئة
هذا الشارع الممتد تحت الغسق ، وما ينساب
من خمرٍ …عطرٍ…لوطن مجدول على كف الصخور
لهذا العمر والذات المغرقة في الخبل
نمنح ما تجدد في نبض شرايينا دما
[email][email protected][/email]