مقالات وآراء سياسية

الإعلام البديل صوت الثورة

حيدر المكاشفي

انعقد قبل يومين ملتقى الاعلام البديل تحت عنوان (دور الاعلام البديل في الفترة الانتقالية)، وشرف الملتقى وخاطبه كل من رئيس الوزراء حمدوك ووزير الاعلام فيصل، وقد وفق منظمو الملتقى في اختيار موضوعه الذي يتناول دور الاعلام البديل في الفترة الانتقالية، فمما لاشك فيه أن لوسائط الاعلام البديل وناشطيه دوراً كبيراً منتظراً خلال الفترة الانتقالية، وهو في تقديري الخاص دور يفوق ما يمكن أن تلعبه أجهزة الاعلام التقليدي، وقد رأينا كيف لعبت وسائط الاعلام البديل المختلفة وعلى رأسها الفيسبوك والواتساب أدواراً مشهودة ومشكورة حتى تكللت الثورة بالنجاح، فقد كانت جميع تطبيقات الاعلام البديل فصيلاً متقدماً في الثورة وشريكاً أصيلاً للثوار شاركتهم الثورة كتفاً بكتف وقدماً بقدم وهتافاً بهتاف وكلمة بكلمة، وكانت هي بحق وحقيقة الاعلام البديل الحر الذي فتح للثوار الشباب من الجنسين منافذه وفضاءاته عندما فر منهم وتحاشاهم الاعلام التقليدي المقهور والتابع والمؤدلج رغبة منه في موالاة النظام أو رهبة، الا من رحم ربي من الصحف مثل هذه الصحيفة اليومية (الجريدة) وغيرها أخريات غير يوميات مثل الميدان، البعث وأخبار الوطن، وعلى الضفة الأخرى كان ينشط بعض ناشطي النظام المخلوع في وسائط التواصل الاجتماعي محاولين عبثا التبخيس من نشاط الثوار الاسفيري الكثيف والحديث والزراية به والتقليل من شأنه، وكأنما هؤلاء الشانئين يجهلون حقيقة أو يتعمدون جهلا التأثير الكبير لهذه الأدوات الحداثية في تشكيل وتوجيه وقيادة الرأي العام، فطفقوا يكيلون ببلاهة صحيحة أو مصطنعة لحاجة في أنفسهم الشتائم لناشطي الأسافير ويسخرون منهم ومن نضالهم الاسفيري فكانوا يطلقون عليهم مسمى مناضلو الكيبورد، ويعتبرون أن نشاطهم هذا مجرد طرقعة وفرقعة أصابع على الكيبوردات لن تزيل شعرة من رأس النظام دعك من أن تسقطه، وظلوا على وهمهم هذا عاكفين حتى فاجأهم عكوف الناشطين على حواسيبهم وموبايلاتهم وطرقعاتهم على الكيبوردات بطرقعة وطرشقة النظام وتفتيته بددا..

وقولا واحدا في حق وسائط الاعلام البديل، أقول انني في غنى عن احصاء مجالات الدعم الذي وفرته وسائط التواصل الاجتماعي لثورة ديسمبر وثوارها الشباب حين عزعليهم النصير في الاعلام الموالي المدجن، فهم من خبروا هذه الوسائط واتقنوا التعامل معها وتفننوا في توظيفها لخدمة أهداف الثورة، وصدق رئيس الوزراء حمدوك حين قال أن الإعلام البديل ووسائط التواصل الاجتماعي هي التي خلقت الثورة، وتبقى مطالبته للناشطين في الإعلام الجديد بمواصلة المشوار لبناء السودان الجديد، هو ما نأمل أن يكون الملتقى قد خرج به عبر توصيات تدفع باتجاه أن يكون للاعلام البديل ذات قوة الدفع التي رافقت مسار الثورة حتى نجاحها، فالمرحلة الآن هي مرحلة بناء الدولة بعد انجاز الثورة..

 

حيدر المكاشفي

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. اين موقع السواد الأعظم من الشعب السوداني من هذا الإعلام البديل؟ أين جدتي بتول، وأين حاج محمد؟ هل توجد إحصائية دقيقة عن عدد مستخدمي الإنترنت باهظ الثمن في السودان؟ أكاد أجزم أن معظم الناشطين الذين قادوا الثورة عبر تطبيقات الإنترنت الحديثة المختلفة هم من المغتربين، حيث أنهم يتمتعون برخص سعر، وسرعة وديمومة الإنترنت النسبية. الإنترنت في السودان ضعيف للغاية وباهظ الثمن وبطيء للغاية، ويقطعونه أحيانا لأسباب أمنية وسياسية، كما أنه يستخدم من قلة قليلة جداً من سواد الشعب السوداني. أنا شخصياً لم يكن لي حساب في في الفيس بوك إلا منذ بضعة أسابيع فقط! لأنني بصراحة اعتبر الفيس بوك (كشف حال ساكت، ولم أدخله إلا لكي أحصل على معلومات عن صحفية نابهة ذات مداد دفاق وعقلية واسعة الآفاق، وبعد كدا لم تعرني اهتماماً فرجعت القهقري نادم أسفاً). نحن يا سيد حيدر أمه لم يزل فيها هاتف (ربيكا)، يباع ويشترى.. هذا الهاتف القوي بالذات خدم مزارعي الجزيرة خدمة غير مسبوقة إذ أصبحوا يديرون مزارعهم بقدرة أكبر عبر تواصلهم مع العمال.
    في نفس الوقت الذي نثمن فيه دور الإعلام البديل في قيادة الثورة إلا أننا يجب أن نركز على الإعلام التقليدي فهو لم يزل المتنفس الرحيب لقطاع كبير من الشعب السوداني. معظم السودانيين في الريف يحرصون على حضور نشرات الأخبار، والتحليلات السياسية بالمذياع والتلفاز.
    تحييد القطاع الإعلامي والتقليدي – وأحيانا تحيزه للحكم السابق-حتى الآن لن يساعد في تفكيك النظام وإقناع جموع الشعب السوداني الصامتة بنزاهة الثورة ونزاهة قادتها وتبشيرهم بسودان جديد……….
    كنت أشاهد الآن على إحدى القنوات الفضائية السودانية التي يحرص عدد كبير من السودانيين على مشاهدتها، كنت أشهاد في تقرير مصور من جامعة الخرطوم عن انتشار (ظاهرة) التدخين بين الشباب في عهد الثورة!!!!!
    هل حقيقة أصبح تدخين الفتيات ظاهرة؟ هل تملك جدتي بتول وخالي عبد الرسول القدرة على قراءة وتحليل الأخبار؟
    الأجهزة الإعلامية التقليدية مقنعة أكثر وتقاريرها ترسخ في الذاكرة أكثر…………… ثم يجب ألا نهمل أكثر المنابر
    قدماً وهي المساجد، أنني اعتقد أن خطبة واحدة فقط في مسجد يمكن ان يكون لها تأثير أكثر من الفيس بوك واليوتيوب والفيس بوك والانستجرام الخ ……………….. مصلو الجمعة التي يتأهبون لها منذ العاشرة صباحاً لأ يغشون هذه الوسائل غير التقليدية بل ولا يعرفونها أصلاً…………………. الدعوة إلى التركيز على الإعلام البديل في ترسيخ اقدام الثورة دعوة إلى ترك الأبواب مشرعة للحزب المنحل لكي يبث سمومه عبر الوسائل التقليدية وهي نفس الوسائل التي استخدموها في السابق للوصول للسلطة التي استمروا فيها ثلاثة عقود كاملة من عمرنا. انتبهوا أيها السادة…..( غرفة السيرفرات الموجودة في برج الاتصالات ركها على جردل موية وترقد سلطة (صلطة) ويصبح السودان Totally Blackout .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..