أعزاء على قلب ‘قائد الثورة’.. منبوذون من الثوار

على الساحل القريب من طرابلس يقبع مئات المهاجرين الافارقة في مخيم مريع للاجئين الذين فقدوا الامل في العثور على عمل وغير قادرين في الوقت نفسه على العودة الى ديارهم.

فوسط هذا الخراب المليء بنفايات مركز تدريب سابق للقوات الخاصة التي كانت تابعة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يأمل هؤلاء اللاجئون كل يوم في ان ياتي احد ليعرض عليهم عملا او يحمل اليهم طعاما، حتى وان كانت حياتهم اليومية مطبوعة خصوصا بالعنصرية والهجمات والسرقات.

ويروي انطوني الذي كان يعمل في ورشة بناء قبل النزاع الذي اجبره على اللجوء الى مخيم سيدي بلال "منذ ان وصلنا الى هنا نامل ونتوسل الى الله عسى أن تأتي المساعدة يوما من مكان ما".

واضاف "تعرضت للضرب المبرح والنهب مرات عدة حتى هنا في المخيم. واحيانا عندما نخرج الى الشارع يقذفنا الناس بالحجارة بسبب لون بشرتنا".

ومعظم المقيمين الـ700 في المخيم هم من الشبان النيجيريين الذين هربوا من طرابلس اواخر اب/اغسطس الماضي عندما سقطت العاصمة في ايدي قوات المجلس الوطني الانتقالي.

وكانوا يغسلون السيارات ويحرثون الحقول ويعملون في الورش.. في اعمال لا تجذب الليبيين لكنها حظرت عليهم منذ ان استعان معمر القذافي بشكل مكثف بمرتزقة من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى بهدف قمع التمرد.

والسكان المحليون الذين كانوا بالكاد يتقبلون وجود افارقة عزيزين على قلب "قائد الثورة" باتوا لا يخفون عداءهم لهم وبات صاحب الجلدة السوداء غير مرحب به في ليبيا الجديدة.

"ووجود افارقة هناك يطرح مشكلة" كما قال ببرود مقاتل سابق موال للمجلس الوطني الانتقالي مكلف امن المخيم.

واضاف "انه ليس وضعا سليما. فهم ياكلون بشكل سيئ ويتقاتلون فيما بينهم وبعضهم جاءوا بدون جواز سفر ويحملون معهم امراضا وذلك فقط للعبور الى اوروبا".

واستطرد "الافضل طردهم الى بلادهم".

وقد غادر مئات الاف المهاجرين فعلا ليبيا منذ اندلاع النزاع في شباط/فبراير الماضي، لكن من بقي في سيدي بلال يمثلون جزءا صغيرا جدا من عشرات الالاف ما زالوا في البلاد بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وفي المخيم يقول معظم المقيمين انهم بالرغم من انتهاء المعارك لا يشعرون بالامان ويريدون العودة الى ديارهم. لكنهم لا يستطيعون ذلك بدون المال وجوزات السفر وفي غياب تمثيل قنصلي نيجيري في طرابلس.

و"بعضهم لا يريدون العودة لانهم جازفوا بكل شيء للوصول الى هنا" على ما قال جيريمي هاسلام رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا "لكن هناك اخرين تواقون للعودة وهم ينتظرون بيأس اذنا موقتا للسفر".

واضاف ان "الوضع دقيق لاسيما وان المجلس الوطني الانتقالي يريد على ما يبدو تقييد سياسته الخاصة بالهجرة وتقليص المساعدة للمخيم تخوفا من ان يستقر فيه المهاجرون بصورة دائمة".

واعتبر انطوني الذي يرغب في البقاء بالرغم من المخاطر "الان مع تحرير ليبيا من نير الحكومة السابقة يفترض ان تكون ليبيا حرة بالنسبة للجميع".

وتابع ان "العودة الى عائلتي فارغ اليدين لن تكون فكرة جيدة".

لكن اولئك الذين يحلمون مثله بمستقبل في ليبيا الجديدة هم قلة نادرة. وقال لاري (33 عاما) الاب لثلاثة اولاد "جئت الى هنا للعمل وكسب المال لعائلتي. لكن عندما بدأت الازمة تغير كل شيء. والان اريد فقط العودة الى دياري وبدء حياتي من جديد".

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..