الفاشر شهادة تقدير للعسكرية السودانية

اعلان الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع بالسيطرة على الفاشر وما نقل عن الجيش بحدوث انسحاب تكتيكي يعني أن معركة الفاشر قد اسدل الستار عنها والبقية تفاصيل. معركة الفاشر شهادة إجادة وتقدير للمقاتل والعسكرية السودانية ايا كانت ضفتهما.يأتي ذلك لان سيطرة الدعم السريع على العاصمة وقتها وكل فرق دارفور .جعلها في حكم الساقطة فعليا لكنها صمدت لعام كامل تقريبا.ويعود ذلك الى اجادة تكتيكات الدفاع والشجاعة النادرة في تطبيقها والتضحية دونها وابتكار اساليب خاصة لتعزيزها من قبل الجيش السوداني وحلفائه.ما يستحقون عليه التقدير ورفع القبعات والترحم على كل شهدائهم والدعوة بالشفاء لجرحاهم والعودة الحميدة لمفقوديهم.
في المقام الآخر كان الاصرار الشديد على الهجوم والسيطرة على الفرقة والتضحية بقادة لهم مقاماتهم لدى الدعم السريع والصبر لتحقيق ذلك وتطبيق كل اساليب الهجوم يدعو لانصافهم بعيدا عن النعوت المتبادلة.
ولكن ينبغي السؤال،لم كان كل ذلك ؟ وكل هذا العدد من الضحابا؟
في البداية كنت ممن يرون ان قيادة الجيش،قد جعلت من الفاشر نقطة استنزاف لقوات الدعم السريع والمشتركة.لكن سؤالا منطقيا جعلني اغير الفكرة وهو؛ وماذا عن قوات الجيش بداخل الفرقة؟ الاجابة على هذا السؤال تتطلب الاحاطة بحقائق لا يجب اغفالها هي:
اولا: الفرقة كانت الثانية بعد نيالا خارج الخرطوم للسيطرة على الحدود في منطقة ظلت ملتهبة حتى قبل ظهور حركات دارفور الحالية
ثانيا: زادت اهمية الفرقة بعد تعزيزها اثر الهجوم على مطار الفاشر من قبل قوات العدل والمساواة وتدمير عدد من الطائرات ثالثا،: كل القوات المنسحبة من نيالا والجنينة والضعين وزالنجي بعد سيطرة الدعم السريع عليها دخلت فيهاالحقائق السابقة جعلت منها خط الدفاع الاول عن شمال السودان خاصة بعد سيطرة الجيش على العاصمة.لكن الاهم جعلها مصدر تهديد دائم لمناطق سيطرة الدعم السريع بتجريد المتحركات اليهابذا اكتسبت الفرقة اهمية شديدة لدى الطرفين،فكان ان طبق الجيش فيه كل اساليب وتكتيكات الدفاع فيها بينما طبق الدعم السريع كل الهجوم للسيطرة عليها.
ويجب الا تجعلنا اي ضفة نقف فيها من هذه الحرب بعيدين عن انصاف العسكرية السودانية والمقاتل السوداني.ومعهم بالطبع مستنفريهم .سيما وان المشتركة قد ادخلت النساء في القتال .
اما الساسة،فإن مواقفهم ايا كانت يدفع الجنود اثمانها وهذا في تقديري ما لم يراعوه.
اما المجتمع الدولي والاقليمي فقد جعلها نقطة لتمرير سياساته.فرغم قرارات الامم المتحدة حولها،الا انه كان ينفذ اجندته عبر الفاشر بتسليح الاطراف حسب الحاجة ما بدا واضحا بتحسين تسليح الدعم السريع بعدما صار اقصاء الاخوان المسلمين من المشهد في الشرق الاوسط سياسة امريكية. فمبعوث بايدن توم بريللو كان قد ابدى قلقه على المدنيين بنهاية فصل المطر في العام الماضى وهو في الواقع كان ضوءا اخضر للدعم السريع لمواصلة عملياته. لذلك فأن دماء كل الضحايا نتاج لمواقف الساسة والمجتمع الدولي.



