موت الرئيس.. هل وصلنا إلى مستوى التعويل على ملك الموت؟

ظاهرتان سلبيتان لافتتان صاحبتا وفاة محافظ البنك المركزي حازم عبد القادر. أولاها بدت ربما بروح الدعابة والنكتة ثم انتقلت بالتداول إلى ما يشبه اليقين لدى البعض. وهي إيراد دعوة الشيخ مهران التي نشرها تعليقاً على التضييق في سحب النقود دعا فيها(اللهم من ضيق علينا فضيق شرايين قلبه وقبره) .ومؤدى نشر هذا هو أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعوته بأخذ المرحوم بما دعا بها عليه!!وذهب الناس أبعد من ذلك بالقول لو أنه دعا على الرئيس نفسه !!
الثانية وقد نسجت على نفس المنوال . وتفيد بخبر سري وعاجل بنقل الرئيس إلى مستشفى القلب عقب تشييع حازم لانخفاض ضربات قلبه وأن هنالك استعدادات تتم بسرية لنقله للسعودية. وزاد البعض على ذلك بأنه تم تجهيز طاقم الجراحة الألماني لذلك !!؟
أن يتم التداول على مستوى الدعابة والنكتة ، فلا ضير. أما أن يستمر الأمر إلى درجة ما يشبه التصديق بالبحث عن السيناريوهات المحتملة نتيجة موت الرئيس ومن سيخلفه ، فهي قمة الغفلة والمأساة. ويتفاقم الأمر لو تحدث به مناضلون مشهود لهم بمناهضة النظام ودفعوا فواتير مواقفهم سجناً ومطاردة .
لم التفت كثيراً لقول القائلين باستجابة الله سبحانه وتعالى لدعوة الشيخ. فدعاؤه قد استند على عدم تسهيل صرف نقوده المودعة في البنك. فمع تسليمنا الإيماني القاطع بقدرة الله تعالى واستجابته لدعاء المظلوم ، إلا أن ذلك يعني أن دعوات من لا يملكون النقود أصلاً والثكالى والأرامل الذين راح أهلوهم ضحايا للنظام منذ جثومه على صدورنا، وكل الذين أوذوا سجناً وتشريداً وتعذيباً وتجويعاً وترويعاً ونهشاَ بالغلاء الفاحش والأمراض وغير ذلك من صنوف الأذى ، لا وزن لها عند الله تعالى يعادل وزن دعاء ذلك الشيخ !!وهذه لعمري إطالة عمر لفِرىً سادت فينا زماناً طويلاً أُوسر بها شيوخ وتمرغ ورثتهم في نعيم نالوه من ورائهم. فكيف يستقيم هذا لأناس يتطلعون إلى تغيير جذري في المجتمع لا يعيد تقسيم الثروة والسلطة بين الجميع فقط. بل يؤكد على وعد المظلومين والشُعْث الغبر عند الله تعالى بالاستجابة ؟
أما الثانية فهي قمة الملهاة السوداء .وتعني ببساطة تمني أن غير ذات الشوكة تكون لنا!! وتداولها على نطاق واسع يثبط من همم ويرسم أوهاماً وتمنيات لدى العامة والبسطاء. والذين تسعى كل هموم المقاومين لتجميعهم في خندق المقاومة. ما يجعل انجرار نشطاء في مواقع المقاومة إلى هذا الشراك ، تنفيساً لما ينفخون فيه.
أخشى أن يعني ذلك أننا نفضل صابون البودرة على لوح الصابون. وأننا تناولنا للماجي لم يكن فقراً فقط. لكنه ثقافة إستسهال.
سادتي وسيداتي . للثورة والتغيير مطلوبات نعرفها جميعاً. فاسعوا إليها، ودعوا التعويل على ملك الموت . وإلا فانتظروا إلى يوم القيامة .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سأل أعرابي النبي صلي الله عليه وسلم عن دابته أيعقلها أم يتوكل. فقال له الرسول الكريم “اعقلها وتوكل”.

    المتأمل لحال الشعب السوداني يرى صنفين من الناس:
    *هناك من يقول أن المصائب التي حلت بالشعب السوداني هل عقاب من الله وليست مسؤولية الحاكم، والحل يكون بالرجوع لله والتوبة والدعاء

    *وهناك من أنكر الدعاء والتضرع لله لكشف البلاء وإهلاك الطغاة ودعا للركون فقط للثورة ومواجهة النظام

    وبرأينا المتواضع فإن الأسلوبين لا يتعارضان بل يكملان بعضهما البعض، فالكثيرون قد دعوا على النظام ليل نهار، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، فالدعاء سلاح المؤمن وهو أشد فتكاً من الصواريخ الباليستية، ونفس هؤلاء الناس يتهيأون للمشاركة في العصيان المدني القادم أو أي فعاليات تطيح بالنظام الحاكم لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.

    أيها المواطن الكريم المناضل: اعقلها وتوكل.

  2. الدعاء حيلة العاجز، لا تتوقع ان يقوم الله بعملك وانت نائم، اذا لم تذاكر لن تنجح ولو دعت لك كل امة محمد، ولو كنت طالبا” مجتهدا” فستجح ولو لم (يدع) لك احد بأن تنجح، اذا كسرت يدك فلن تجبر ولو دعا لك كل اهل الارض اما اذا ذهبت للطبيب او البصير فسوف تجبر دون دعاء من احد.
    يدعو المسلمون من سبعين سنة بملايين الحناجر، ويختمون القرآن في رمضان بالدعاء بتحرير الاقصى وهم يبكون، فما الذي حدث؟؟ لا شيئ.
    كم هو ساذج وغبي من يؤمن بان الله سيقوم بعمله نيابة” عنيه بمجرد ان يطلب منه ذلك، مات (حازم) لأن قلبه قد توقف لسبب فسيولوجي محض، وليس لان ذلك الشيخ طلب من الله ان يضيق شرايين قلبه، حتى لو كان ذلك الشيخ نبيا”.

  3. ومقال كتبناه على ذات المنوال قبل عشرة أعوام بعنوان “في إنتظار جودو أم عزرائيل”

    مهدي

  4. هذا شعب بدأت اشك في كل ما نسج عنه من بطولات لا اعرف مدي صحتها ولكني اشهد بما عاصرت من مواقف طيلة عمري ال52 سنة لم اجد ما يقوي تلك المزاعم .جهل -خنوع للعسكر مقابل تجرؤ علي الديمقراطية -عدم الصبر علي الديموقراطية مع انهم هم من يفشلونها بالإضرابات المتوالية وعدم منحها عشر ما يعطونه للعسكر. السؤال المتكرر كأسطوانة مشروخة علي مر السنين والحقب (يعني لو فاتوا يحكم منو).-تصفيق لكل جديد حتي لو كان مستعمر يغتصب نساء المتمة -تمنيهم دائما عودة الانجليز
    يديروا لهم ثروات البلاد وينهبوها.. ما مشكلة لقاء ان يلقوا اليهم فتات دائم ومستمر. إذن اين ما يتغنى به البعض (اعظم شعب واعظم جيل )

  5. سأل أعرابي النبي صلي الله عليه وسلم عن دابته أيعقلها أم يتوكل. فقال له الرسول الكريم “اعقلها وتوكل”.

    المتأمل لحال الشعب السوداني يرى صنفين من الناس:
    *هناك من يقول أن المصائب التي حلت بالشعب السوداني هل عقاب من الله وليست مسؤولية الحاكم، والحل يكون بالرجوع لله والتوبة والدعاء

    *وهناك من أنكر الدعاء والتضرع لله لكشف البلاء وإهلاك الطغاة ودعا للركون فقط للثورة ومواجهة النظام

    وبرأينا المتواضع فإن الأسلوبين لا يتعارضان بل يكملان بعضهما البعض، فالكثيرون قد دعوا على النظام ليل نهار، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، فالدعاء سلاح المؤمن وهو أشد فتكاً من الصواريخ الباليستية، ونفس هؤلاء الناس يتهيأون للمشاركة في العصيان المدني القادم أو أي فعاليات تطيح بالنظام الحاكم لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.

    أيها المواطن الكريم المناضل: اعقلها وتوكل.

  6. الدعاء حيلة العاجز، لا تتوقع ان يقوم الله بعملك وانت نائم، اذا لم تذاكر لن تنجح ولو دعت لك كل امة محمد، ولو كنت طالبا” مجتهدا” فستجح ولو لم (يدع) لك احد بأن تنجح، اذا كسرت يدك فلن تجبر ولو دعا لك كل اهل الارض اما اذا ذهبت للطبيب او البصير فسوف تجبر دون دعاء من احد.
    يدعو المسلمون من سبعين سنة بملايين الحناجر، ويختمون القرآن في رمضان بالدعاء بتحرير الاقصى وهم يبكون، فما الذي حدث؟؟ لا شيئ.
    كم هو ساذج وغبي من يؤمن بان الله سيقوم بعمله نيابة” عنيه بمجرد ان يطلب منه ذلك، مات (حازم) لأن قلبه قد توقف لسبب فسيولوجي محض، وليس لان ذلك الشيخ طلب من الله ان يضيق شرايين قلبه، حتى لو كان ذلك الشيخ نبيا”.

  7. ومقال كتبناه على ذات المنوال قبل عشرة أعوام بعنوان “في إنتظار جودو أم عزرائيل”

    مهدي

  8. هذا شعب بدأت اشك في كل ما نسج عنه من بطولات لا اعرف مدي صحتها ولكني اشهد بما عاصرت من مواقف طيلة عمري ال52 سنة لم اجد ما يقوي تلك المزاعم .جهل -خنوع للعسكر مقابل تجرؤ علي الديمقراطية -عدم الصبر علي الديموقراطية مع انهم هم من يفشلونها بالإضرابات المتوالية وعدم منحها عشر ما يعطونه للعسكر. السؤال المتكرر كأسطوانة مشروخة علي مر السنين والحقب (يعني لو فاتوا يحكم منو).-تصفيق لكل جديد حتي لو كان مستعمر يغتصب نساء المتمة -تمنيهم دائما عودة الانجليز
    يديروا لهم ثروات البلاد وينهبوها.. ما مشكلة لقاء ان يلقوا اليهم فتات دائم ومستمر. إذن اين ما يتغنى به البعض (اعظم شعب واعظم جيل )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..