ماهو عارف قدمو المفارق (5/2)…

ختمت المقال السابق بقصة المتين مليون التى تكررت كثيرا كدخل ضحى به الوالى من اجل ان يقبل بتولى منصب والى ولاية نهر النيل ، فالتكرار فى ذكر التضحية اى كانت يعتبر ( من واذي ) ، ولى ان اتساءل هل كل الولاة والدستوريين الذين تعاقبوا على نهر النيل كانوا عطالى ؟ ليس لهم دخل ؟ مع العلم بأن هناك أثرياء واهل ورثة كبيرة منذ نعومة اظافرهم وليس موظفين دولة او اصحاب أعمال مكتبية سبق ان تولوا امر الولاية ولم نسمع بأنهم ضحوا بعملهم الخاص من اجل الولاية كعبد الله مسار مثلا ، والعالم البروف احمد مجذوب الذي جاء للولاية من وزارة المالية الاتحادية المنصب الذي يتطلب مواصفات محددة ونادرة ، وكذلك الفريق الهادى الذي تبوأ مناصب اعلى بكثير من التى تبوءها الاخ الوالى من قبل أن ياتى للولاية ، فجميعهم لم يأتوا من شباك مرتبات ،بل اتوا من جهات ومناصب اعلى بكثير من منصب والى ، ووضعوا بفكرهم وجهدهم وعلاقاتهم اللبنات الاولى للكثير من المشاريع التى عددها الاخ الوالى بالامس بدءا من ( فابي ) عند مدخل الولاية الجنوبي ، وطريق المتمة ام درمان ، ومن ثم سوق الدامر الجديد والدامر عاصمة الشباب وقرية الايتام بالدامر وكذلك الميناء البرى والقرية الذكية ومستشفى التامينات بعطبرة و النقلة الكبيرة فى البنى التحتية ببربر ختاما بكهرباء ابوحمد شمالا، فهذه المشاريع التى ذكرت لم تنزل من السماء فى شهر يوليو الماضى وانما جاءت بجهد ولاة سابقين ، ولنا ان نتساءل ماهى المشاريع التى انجزت منذ شهر يوليو حتى اليوم ؟؟؟؟ وهنا المحك الحقيقى !!!!!!
ادخل مباشرة فى تفاصيل هذه المشاريع المذكورة كانجازات ولى ان ابدا بالتبشير باستيراد ( 1500بقرة ) اجنبية للولاية للعمل فى مجال اللحوم و الالبان بمشتقاتها، والسؤال البديهى هل الولاية ام المستثمر من استورد هذه الابقار ؟ ففابي شركة خاصة ، تخص افراد اوشركات معينة وليست حكومية هى صاحبت المصلحة الاولى والاخيرة فيها ، لن يجد مواطن الولاية اى امتيازات تذكر بجلب هذه الابقار التى ستعيش على اراضيه وتشرب ماءه لتغزو اسواق الخرطوم ، ويشتري المواطن المستطيع خيراتها كما يشترى الاسمنت الذي يستخرج ويصنع على اراضيه بنفس سعر بيعه فى الخرطوم ، اذن انسان الولاية لافائدة مباشرة يجنيها من استيراد هذه الابقار ، مالم تجلبها حكومة الولاية وتملكها المزارع ولو بالاقساط حينها يمكن ان نعتبر ذلك انجازا.
فالمواطن لايحتاج للدعاية الاعلامية التى تمجد منطقته كمنتج للسلعة الفلانية وهو عاجز عن شرائها او الانتفاع بخيراتها ، طالما تذهب عوائد تلك الخيرات والمنتوجات للمستثمر مباشرة ، بينما هو يعض بنان الندم على ارضه التى تنتج كل هذه الثروة ، وهو عاجز حتى عن صد الاثآر السالبة من مخلفاتها البيئية والحديث هنا تعميم للاستثمار بالولاية ككل من تعدين واسمنت وانتاج زراعى وحيوانى ، لايجد منها انسان الولاية غير الضوضاء والامراض الصدرية دون ادنى مسئولية اجتماعية لهذه الشركات تجاه المواطن ، وإن وجدت فهى ضئيلة مقارنة بحجم الانتاج والارباح الطائلة التى تجنيها هذه الشركات من خلال استغلالها لموارد الولاية فى التصنيع بكل مشتقاته.
عموما نحترم الاخ الوالى ولن نطلب منه ماهو اكثر من طاقته وحدود امكانياته ونشكره على كل خطوة خطاها فى الولاية ، اراد بها خيرا للمواطن، فقط نتعشم فى أن تكون كل خطواته متناسقة ومتناسبة مع ديموغرافية الولاية وتطلعات انسانها الصابر.
— يامساء عيونا المبهورة
— ياقرية الايتام سلاااام
– جاى ليك يا…..
[email][email protected][/email]



