أخبار السودان

بعد تشييع “الهوس الديني” .. رأس السنة في السودان بعطم الحرية

الخرطوم – الراكوبة

لأول مرة منذ 30 عاماً يستقبل السودانيون أعياد رأس السنة الجديدة في أجواء مختلفة تسودها الحرية بعد اختفاء أعين سلطات نظام الكيزان البائد، التي كانت تحدد زمان ومكان وكيفية الاحتفال بالمناسبة، وتضع سيف قانونها مسلطاً على رقاب المخالفين.

ورغم إختفاء الفرح المعهود بحلول العام الجديد، نسبة لحالة الحزن التي تحكم المشهد على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة والتي حتمت إلغاء الحفالات الغنائية، لكن تبدو ملامح الإرتياح بائنة في الشارع السوداني لبسط الحريات العام والتي صادرتها ما تعرف بجماعة الهوس الديني طوال ثلاثة عقود، وفق تعبير ما مواطنين تحدثوا لـ”الراكوبة.

وكان نظام البشير الذي سقط بثورة شعبية انحاز لها الجيش في 11 أبريل الماضي يتحكم في احتفالات الشعب بمناسبة رأس السنة عبر قانون النظام العام الذي يحدد ساعة واحدة فقط لزمن الاحتفالات بدخول العام الجديد.

كما تلاحق السلطات في نهار اليوم التالي المحتفلين في الساحات العامة والحدائق المفتوحة وتتلصص عليهم بذريعة المحافظة على السلوك العام، بمنع الاختلاط بين الشباب والفتيات إلا في حدود معينة تسمح بها.

وكانت القوات القمعية تصادر كذلك مكبرات الصوت حال عدم حصول أصحابها على تصديق من الشرطة يسمح لهم بإقامة الاحتفال وفق شروط قانون “النظام العام”.

وأعرب أحمد محمد ابراهيم وهو تخرج حديثاً من الجامعة، عن سعادته بالحريات المتاحة هذا العام لأن سيتحرك كما يشاء بخلاف السنوات السابقة، رغم حزنه على شهداء الثورة الذين لهم كل الفضل في ما نعيش نحن الآن” وفق تعبيره.

وقال خلال حديثه لـ”الراكوبة” إنه درج على الاحتفال مع أصحابه في شارع النيل بالخرطوم من خلال إحضار “قالب حلوى” وإطلاق الألعاب النارية وغيرها، بيد أنهم يقومون بكل ذلك تحت رقابة قوات الشرطة المنتشرة حول المكان.

وأشار إلى أنَّ الزمن لم يكن يسعفهم للحاق بأي من الحفلات التي تقام في الأندية، لأنها تنتهي عند الساعة الواحدة صباحاً وبعدها يُجبَر الجميع على المغادرة إلى منازلهم، وتابع: “إذا أردنا حضور حفلة لأحد الفنانين فإننا نتخلى عن الاحتفالات التي نقيمها في شارع النيل”.

لكن ابراهيم بدا مسروراً بانتهاء كل تلك القيود وأنه سيتمكن مع أصدقائه في لإحياء العام الجديد بكل حرية، قائلاً: “سنأتي إلى شارع النيل بالخرطوم لنستقبل العام الجديد مع أصدقائي”.

وكانت الحكومة الانتقالية في السودان أقرت في نوفمبر مشروعات قوانين من بينها إلغاء قانون “النظام العام” وحل شرطة أمن المجتمع التي كان مناطاً بها تنفيذ القانون.

وينص القانون المُلغى على عقوبات قاسية للمخالفين كانت تصل إلى الجلد لمن يقومون بنشاطات اجتماعية أو ترفيهية بسيطة كتدخين الشيشة في الأماكن العامة، وأحكام متنوعة تحدد طريقة استخدام مكبرات الصوت في الأماكن التجارية وأوقات استخدامها.

وتأتي احتفالات السودانيين برأس السنة الجديدة هذه المرة متزامنة مع احتفالات الشعب بالذكرى الأولى لثورته التي أنهت حكم البشير والاستقلال، ما يجعل المناسبة مختلفة تماماً عن سابقاتها.

ويؤكد محمد بابكر 33 عاما لـ”الراكوبة” ” ضرورة أن تكون الاحتفالات متلائمة مع عادات المجتمع السوداني المحافظ، قائلاً: “إن الحرية لا تعني الجنوح للفوضى”.

وأوضح أن هناك متربصين بالثورة التي أطاحت بنظام البشير ويسعون باستمرار لتشويه صورة التغيير الذي حدث ويربطونه بالانحلال والمجون والفسوق.

وأضاف: “علينا ألا نمنح أمثال هؤلاء فرصة للنيل من الثورة، أنا لا أستبعد أن تسعى الثورة المضادة بدس عناصرها وسط المحتفلين للقيام بأفعال شاذة لتضليل الرأي العام بأن التغيير يعني هذه الفوضى”.

ومنذ سقوط نظام البشير درجت عناصر الثورة المضادة على تشويه صورة التغيير من خلال فبركة فيديوهات مسيئة للثورة مثل فتاة تدخن السجائر والشيشة في الشارع العام، وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها جزءا من التغيير الذي يجري.

تعليق واحد

  1. أهنئ الشعب السوداني البطل بعيد الاستقلال المجيد,والثورة الخالدة التي اطاحت بالشيطان والعملاء من السلطة وندعوا الله ان يعم الأمن والخير والاستقرار,لوطننا الحبيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..