عائشة سلطان تكتب عن المدن والسفر والرحيل

الكاتبة الإماراتية تروي في إصدارها الجديد حكايات بخلفيات مكانية وتاريخية تتخذ من المدن فضاءاتها الخاصة.

ميدل ايست أونلاين

بقلم: رضاب نهار

مشاعرها تجاه كل المدن

ضمن مبادرة تعزيز النشر الإماراتي بتنظيم من مهرجان أبوظبي 2015، في “المكان” twofour54، وقعت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان مؤسسة دار ورق للتوزيع والنشر، في الثلاثاء 31 مارس/آذار، كتابها “هوامش في السفر والرحيل” متضمناً حكايات أسفار ورحلات بين مدن كثيرة كان للمؤلفة فرصة زيارتها خلال أكثر من عشرين عاماً، وذلك في 213 صفحة من القطع المتوسط.

وفي مقدمته تقول سلطان: “هنا، في هذه الصفحات التي تحكي عن بعض الأسفار والمدن، وعن بعض الهوامش البسيطة التي استعانت بالتقنية قليلاً جداً من أجل التوضيح وتعميق المعنى، كما جاءت بعض الهوامش تعبيراً عاطفياً بحتاً عن ما وراء الحكاية أو خلفية تاريخية توثيقية للرحلة، فليس كل سفر شبيه ببعضه فنحن نسافر للمتعة، وللفرجة، وللتغيير، وللهروب، بحثاً عن هدوء، أو رغبة في الوحدة أو الضجيج أحياناً! هنا تجدون كل ذلك”.

قدمت عائشة سلطان في كتابها هذا مشاعرها تجاه كل المدن التي زارتها وأطلعتنا على ظروف وحيثيات السفر في كل مرة، واستعرضت أمامنا وعبر مجموعة من المفردات والعبارات ذات اللغة الشعرية العالية، شكل المدن وطبائعها المستنبطة حتماً من طبائع من يسكنها.

ونكتشف أن لكل مكان ميزاته الخاصة وصفاته التي يختلف بها عن المكان الآخر. وعلى ما يبدو فإن كل مدينة من مدن الكتاب، ارتبط في ذاكرة المؤلفة بحدث ما أو بحالة ما، سواء عاشتها قبل السفر أو أثناء السفر أو بعد العودة إلى أرض الوطن.

وبعد مطالبتنا بالكتابة والتوثيق للحفاظ على ملامح وذواكر المدن، تبدأ الكاتبة رحلتها من المدينة الأولى التي علمتها الحياة، وربما كما جاء في العنوان “المدينة التي علمتني الأبجدية” وتقصد بها دبي التي نشأت فيها وتعلمت من تفاصيلها أبجدية البحر والصحراء والحب واللعب وشغف الأسفار. وتصفها في إحدى المقاطع فتقول: “دبي مدينة يمكنها أن تثير أعصابك بزحامها في كل الأوقات، في منتصف الظهيرة تحديداً أو في ساعات نهاية اليوم بمجرد أن يهبط المساء عليها بغتة، مع ذلك فدبي مدينة شديدة التنظيم والترتيب فهي ليست السبب إذن، المدن لا تخترع زحامها، الناس يريدون أن يحصلوا على كل شيء مرة واحدة”.

أما “براغ”، تلك المدينة الإشكالية في علاقتها مع الآخر، نظراً لما تبثه في روحك من مشاعر مختلطة، تكتب تحت عنوان “تحت شمس براغ”: “تبدو براغ كعاصمة شديدة الاعتداد بتاريخها وأصول حضارتها، وشواهدها التي تشعر وأنت تنقل بصرك بينها أنها أكثر من أن تعد أو تحصى، مدينة شديدة الخصوصية والتنوع. أن تذهب إلى براغ يعني أن تعبر مدينة عمرها آلاف السنين، تنتمي لحضارات عديدة، وتجاوز في الجغرافيا مدناً وعواصم من شرق وغرب القارة العجوز”.

أيضاّ، كتبت عن منطق المدن بشكل عام، في ظل التحولات التاريخية والجغرافية والبشرية التي تعصف بها على مر السنين. وكأنها تلخص بين السطور فلسفة المدينة وشكلها. حيث قالت: “تتحول الحياة في المدينة رأساً على عقب، تختلف الظروف من حولنا بشكل دراماتيكي أحياناً، وبشكل لا نصدق حدوثه لشدة غرابته أحياناً، الظروف والأحوال تتغير، هكذا هي منذ بدء الزمن وسيرورة الحياة على الأرض، ومع الظروف والأحوال يتغير البشر والأشخاص الذين حولنا، والذين معنا والقريبون منا، لا أحد محصن ضد التغيير، ولا شيء ثابت، التغيير هو القانون الأكثر ثباتاً وبقاء واستمرارية في هذه الحياة، وعلينا أن نتقبل ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..