مقالات وآراء سياسية

مليشيا دعم السريع ترتكب مجزرة بشرية في الجنينة!

عبد العزيز التوم

إن التاريخ يُعلمنا ،أن اغلب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي اُرتكبت بحق مجموعات عرقية أو ثقافية بعينها علي مدار امتدادات تاريخ المآسي البشرية،وان اتخذت طابع حرب أهلية أو قبلية، فان الحقيقة ،أن المجموعات التي تستفيد من إمكانيات الدولة بشكل أو آخرا ،أو أن الدولة تجعلهم وكلاء في تنفيذ مهمات لا إنسانية ؛ هي التي ترتكب هذه الفظائع ، ففي نموذج رواندا ؛ لم ترتكب مليشيات الهوتو تلك المجزرة التي هزت ضمير الإنسانية جمعاء  إلا عندما تواطؤمعا القوات النظامية من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ،واستفادت أبناء الهوتو من وجودهم في القوات العسكرية المختلفة ،وكونوا ميلشيات  مختلفة التي نفذت تلك الجريمة الشنيعة!

ليس مما يتبدى لدي كثير ممن يعانون بحالة عمي البصيرة السياسية في السودان بدافور أو الذين يتغاضون قصدا لتشويه الحقائق، بان ما تم من محرقة بشرية في حق نازحي معسكر كريندق، عبارة عن نزاع قبلي! لأناس اعصرهمالحياة وامتصت رحيق كرامتهم، وزجتهم في معسكرات لا تختلف كثيرا عن أهوال الجحيم الموصوفة في فكر الديانات المختلفة، المهم، أن ما اُرتكبت في حق النازحين ليست نزاعا قبليا وان كانت لديها بعضالدوافع فردية، بل هي آلة دولة بكامل عتادها وجهت في سحل وقتل وحرق ونهب المعدومين من الحياة أصلا.!

إن حملات الاستباحة التي انتظمت مدينة الجنينة لمدة يومين مُتتالين بمرآي ومسمع من السلطات الرسمية في الولاية من الجيش والشرطة ،بل إفساح المجال كاملة لهذه المليشيات  وتمكينهم من ارتكاب هذه المجزرة البشعة، تُعيد لدي ذاكرة إنسان دافور شريط حرب الإبادة الجماعية التي مُورست في حق بعض المجموعات العرقية ،وقت أن قامت الحكومة البائدة بتوزيع السلاح وتقديم الدعم اللوجستي المادي والعسكري للمجموعات عرقية محددة والتيأفرزت لمحرقة دافور كاملة ،وارتكاب الجرائم الدولية والتي بصددها تحركت ضمير المجتمع الدولي ،وقامت المحكمة الجنائية الدوليةبإصدار أوامر قبض في مواجهة بعض المتهمين!

إن ميلشيات الجنجويد التي ارتكبت تلك الجرائم ،وان تدثرت وراء أقنعة قوات الدعم السريع أو أي قوة أخري وتحت أي مسمي كانت تظل لدي الضحايا هي ذات الميلشياتسيئة السمعة ،وتُعد من اكبر المعضلات التي تواجه المجتمع السوداني في تأسيس فكرة السلام الاجتماعي الدائم والمصالحة الشاملة ،هي محاولات تقنين المُجرمين وأصباغهم صفة الشرعية ،هذه العصابات الإجرامية التي تشكلت علي عقلية السلب والنهب والقتل والاغتصاب لا يمكن الائتمان عليها،وقد تجرعت  الشعب السوداني جزء من مرارة كاس سمها يوم أن قاموا  بقتل وتنكيل وتعذيب واغتصاب المتظاهرين السلميين والتلذذ بتلك الأفعال أمام القيادة العامة،وهذا نذر بسيط يسير من فيض دافق جارف لنهج سلوكياتهم اللاإنسانية !

وقد قُلتها مرار، لسيت اتصالا بهذه الحادثة، بل كموقفثابت، أن اعتماد قوات الدعم السريع والاعتراف به كقوة نظامية، تعتبر من أكبر مهددات بناء دولة ديمقراطية تقوم علي أسس المواطنة الحقيقية، وان هذه القوات هي صنيعة أيادي شيطانية من نظام المؤتمر الوطني البائد، وعليأية حال لا يمكن حراسة الثورة بمثل هذه المليشيات، رغم ما يتراءي لبعض الناس، انهم لعبوا دور بارز في حماية الثورة السودانية، ولكنهم لا يدركون كنه هذه العصابات الإجرامية، والعقيدة التي بنيت عليها!

لطالما أن ميلشيات الدعم السريع محور ارتكازها وفلستها قائمة على أساس التواطؤ والحمية القبلية، فانه من المُرجح جدا وفيالوقت القريب العاجل ستشهد السودان في منطقة أخري تكرار ذات المآسي التي وقعت في مدينة الجنينة، فبمجرد اندلاع نزاع شخصي، كافية في أن تتدخل هذه العصابات الإجرامية وتفعل ما تفعلبالمواطنين، انتصارا وتلبية للنزعات القبلية المحضة، وقد توصلنا لهذه النتيجة ليست فقط من حادثة الجنينة، بل سبقتها حادثاتأخري في كثير من مدن دافور، فُتكت فيها المجتمعات وقُتلت فيها الأبرياء لذات الأسباب!

وان أردنا خيرا للسودان، وتحقيقا لحُلم الأجيال في بناء دولة الديمقراطية والحقوق، كل ذلك لا يتحقق في غياب مؤسسات قومية عسكرية أو كانت مدنية تتوافق عليها جميع إرادات أبناء الوطن، وتتخذ من الولاء للوطن وصون كرامتها وإنسانيتها فلسفة وعقيدة لها، لا تتحقق كل ذلك، بايكال المهمة لدي سفكة الدماء والمجرمين، وانمن أوجب واجبات المرحلة تأسيس جيش قومي، وتفكيك كل الميلشيات القبلية بكل مُسمياتها!

عبد العزيز التوم

[email protected]

 

‫3 تعليقات

  1. ((( فبمجرد اندلاع نزاع شخصي، كافية في أن تتدخل هذه العصابات الإجرامية وتفعل ما تفعل بالمواطنين، انتصارا وتلبية للنزعات القبلية المحضة)))
    .That is the point, truly
    Originally and still, Janjeweed are tribal robery bandits with the common conscious belief that they are Arabs, hence, superior to the locals)(zurga whom they can rob and kill remorselessly.
    Such gangster oriented militia can never understand nor apply the regular military tenets of the Sudan People Armed Forces imbibed at military colleges.
    So the only solution to stop such irruptions of killing and burning now and then in peripheral towns is by drawing away of all Janjeweed militia from their vicinity, and ordering such militia by its highest commander Hmedty not Burhan of course who cannot do so nor is he obeyed if he does.
    Otherwise, laws must be amended and such militia banned and dissolved.

  2. بطل التفاهه، هل مليشيات حركات دارفور قامت عشان نشر العدل والكرامة، ام من اجل طرد العرب من دارفور كماذكرت ذلك فى منفيستو تكوينها وادبياتها السياسية، ومن الذى بدأ بالحروب القبلية انتم ام الزرقة ام العرب، ، الم تقوم قوات عبدالواحد ومنى بحرق فرقان العرب مع بداية الحرب، الم يكون الزغاوة هم عماد وعظم ظهر الانقاذ حتى المفاصلة، وهل حركة العدل تحارب من اجل انسان دارفور ام من اجل تنظيم الجبهة الاسلامية. ما حدث فى الجينينة حادث فردى لماذا تستدعى الفتن القبلية، احسن لكم ان تتعقلوا وتتركوا الفتن واستغلال مأساة النازحين ، انتم تترزقوا وتتجولوا فى الفنادق على حسابهم، وهم قابعون فى المعسكرات يدفعون الثمن مرتين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..