أخبار السودان

 الذكرى الرابعة لانطلاقة الثورة.. بين تطلعات المقاومة وشراكة العسكر وقحت

* أبوراس : لم ينتصر الدعم الدولي لثورة أو لنظام مستبد إذا استثنينا الاستعمار والغزو والاحتلال

* والد الشهيد كشة : ماتم في الاتفاق الإطاري بين المدنيين والعسكريين بأنها محاولات مستمرة للإفلات من العقاب تحقيق

* الفكي: وحدة قوى الثورة رهين بالدفاع عن شعار الثورة وتحقيق مطلوباتها

الجريدة: سعاد الخضر

مابتحكمونا كلنا مارقين 19 ديسمبر.. صوتنا يهز الكون وينادي.. يظهر خوف كل جبان.. تعيش الثورة فداها حياتي

فوق في العالي اسم السودان.. ثورتنا اتولدت في ظلام.. بكرة النور يملأ الأكوان.. والعدالة تعم بلادي.. والحرية في كل مكان بهذه الكلمات الملتهبة أعد الثوار اليوم أنفسهم للخروج في الذكرى الرابعة ل19 عشر من ديسمبر، ووقف العشرات منهم وهم يؤدون هذه الأنشودة على إيقاع الدفوف وبصوت جهور لخصوا كل ما عاشوه في الثورة من فداء وتضحية لأجل الوطن ورفع اسمه عاليا استعدوا للخروج في هذا اليوم حيث حمل آلاف الشباب الثورة بين حناياهم وقدم آخرين أرواحهم فداء ًلتطلعاتهم في وطن يعيشون فيه بكرامة وعزة وراياته خفاقة وطن لاتسرق ثرواته لأن إنسانها أحق بها وعلى الرغم من فشل تجربة الشراكة بين المدنيين والعسكريين في نسختها الأولى إلا أن قبول قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بالاتفاق الإطاري الذي وقعته مع العسكر ورفض الجذريين والمقاومة له وانضمام حزب البعث العربي لمعسكر الرافضين وهكذا يمر هذا اليوم بين تطلعات شباب المقاومة وأطماع السلطويين من المدنيين والعسكريين حيث تراهن قحت على امكانية تحقيق أهداف الثورة عبر الشراكة وتراهن المقاومة على الاسقاط الكامل للانقلاب .

الذي انطلقت فيه الثورة حيث بدأت في 19 ديسمبر 2018 في عطبرة حيث حرقت مقرات المؤتمر الوطني الحاكم. و ساهم ارتفاع سعر الوقود والخبز، التضخم، نقص السيولة وانتشار الفقر والبطالة آنذاك في إشعال الاحتجاجات، ونجح الضغط الجماهيري ومواكبه الهادرة التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر في خلع رئيس الجمهورية عمر عندما دخل المتظاهرون مقر القيادة العامة واعتصموا في ساحتها حتى استجابت اللجنة الأمنية للنظام البائد وقامت بخلع رئيس الجمهورية عمر البشير في الحادي عشر من أبريل وتولي المجلس العسكري للسلطة الذي واجه مقاومة شرسة من المعتصمين و الشارع السوداني حتى تم التوصل إلى اتفاق بين المكون العسكري والمدني أفضى إلى تشكيل حكومة مدنية برئاسة د عبد الله حمدوك ، في نسختيها الأولى والثانية ورغم نجاح حمدوك في رفع السودان من قائمة الارهاب وتحقيق الانفتاح الدولي الذي كان يتطلع إليه السودانيون ، إلى أن تطبيق روشتة البنك الدولي وخروج الحكومة من دعم الدقيق وارتفاع سعر الخبز إلى 40 جنيهاً، خيب آمال السودانيين الذين خرجوا احتجاجاً على رفع سعر الخبز إلى 2 جنيه رغم أن الإنقاذ كانت تعتزم تنفيذ برنامج الصدمة الذي أعلنه رئيس وزرائها معتز موسى وعانى المواطنون في العام على مدى عامين من انخفاض قيمة الجنيه، والتضخم واختفت الأدوية والسلع الأساسية وعادت صفوف الخبز،

وتسببت تلك الأوضاع في استمرار الحراك الثوري الى جانب عدم تحقيق العدالة والاقتصاص للشهداء ففي 19 من ديسمبر من العام 2020م خرج الثوار من أجل استرداد الثورة التي اختطفت من ولم تحقق أهدافهم، خاصة فيما يتعلق بضمان العدالة والمحاسبة في الجرائم التي ارتكبت في عهد البشير أو خلال أيام الثورة. وعلى رأس هذه مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019م .

حكومة حمدوك الأولى

ويرى مراقبون أن حكومة حمدوك في نسختها الأولى تعرضت لمؤامرات يقودها الفلول حيث تواصل ارتفاع سعر الدولار ، وارتفعت السلع إلى 200 بالمائة وتجددت كذلك أزمة الخبز ونقص الإمداد الكهربائي وكان حمدوك قد أعلن أن الاقتصاد السوداني يحتاج إلى 10 مليار دولار ، وتحت الضغط الشعبي، اضطر حمدوك 2020 إلى إجراء تغيير في حكومته، شمل وزارات مهمة، مثل الخارجية والمالية والزراعة والطاقة والتجارة ،وتحسن الأداء الاقتصادي بعد شطب الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الإرهاب، وبدء تدفق المساعدات النقدية والاقتصادية، والتوقيع الجزئي على اتفاق سلام مع عدد من الحركات المتمردة ، وفي فبراير كون حمدوك حكومة جديدة تمثلت فيها “قوى إعلان الحرية والتغيير” والحركات المتمردة، واتخذ قرارات صعبة بتحرير أسعار المشتقات البترولية، وتحرير سعر صرف الجنيه السوداني وتوالت عقب ذلك المساعدات الدولية للسودان، ليحدث أكبر استقرار نسبي في الاقتصاد منذ سنوات، إذ انخفضت نسبة التضخم، واحتفظت الدولة باحتياطات كبيرة من العملات الأجنبية والذهب.

تفاقم الخلافات

إلا أن تفاقم الخلافات بين المكون العسكري والمدني حال دون مواصلة ذلك النجاح ، وحاول حمدوك أن يلعب دور الوسيط بينهما الا أن ذلك انتهى به لاعلان أنه لن يقف محايدا وأكد وقوفه مع المكون المدني

وفي الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي انقلب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ووضع حمدوك في الاقامة الجبرية ووزراء حكومته في السجن قبل أن يطلق سراحه ليوقع مع البرهان اتفاق في 21 نوفمبر إلى أن الشارع الذي كان يطالب بعودة حمدوك تحول الى ثورة أخرى ضد عودته بعد توقيع ذلك الاتفاق واضطر إلى تقديم استقالته في يناير ، حيث أن الانقلاب أعاد للثورة جذوتها المشتعلة ، ووحد قوى الثورة وعاد قيادات قحت للشارع مجددا بعد خروجهم من المعتقلات بعد ضغوط كثيرة من الشارع

و عقب الانقلاب شارك الآلاف من السودانيين في مليونية 19 ديسمير 2021م للمطالبة بتنحي العسكر من السلطة وسقط في المليونيات أكثر من 120 شهيداً .

محاولات الإفلات من العقاب

وأكد والد الشهيد كشة ( عبد السلام ) في تصريح لـ(الجريدة) أن الثورة مستمرة وستبلغ سدرة منتهاها ولا إفلات من العقاب ، ووصف ماتم في الاتفاق الإطاري بين المدنيين والعسكريين بأنها محاولات مستمرة للافلات من العقاب، وقال كشة : لن نتنازل عن مسار الثورة الذي خطته دماء الشهداء ، والحاضنة العسكرية والمليشيات وأحزاب الهبوط الناعم وإدارات أهلية والذين يحاولون العودة للسلطة الزمن تجاوزهم وهم يقومون بمحاولات مستميتة للافلات من العقاب ، وأردف : المواكب الدعائية لموكب 19 ديسمبر ستخرج من أندية المشاهدة الخاصة بنهائيات كأس العالم وستكون بداية ثورة جديدة.

تمدد بلا انقطاع

وقال نائب رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان أبوراس في تصريح لـ(الجريدة (في الذكرى الرابعة لانتفاضة ديسمبر نحني هامتنا إجلالاً لمن هم أكرم منا جميعاً شهداء مقاومة نظام الفساد والاستبداد والدجل والمتاجرة بالمقدسات ،المدنيين والعسكريين .. والمعوقين والمفقودين والمفقودات والنازحين واللاجئين والكنداكات والشباب ولجان المقاومة وكافة الشرفاء من قوى شعبنا السياسية والمهنية الذين تحملوا عبء مقاومة الانقاذ طوال ثلاثيتها السود العجاف ، وأردف إن أكثر مايميز هذه الانتفاضة هو تمددها بلا انقطاع منذ اندلاعها وحتى ذكراها الرابعة والمشاركة المميزة للكنداكات من كل الأعمار والإبداع الفني الذي فجرته شعرًا وتشكيلاً، وأوضح أبوراس أن نجاحات الثورة كانت قرارات لجنة ازالة التمكين التي كشفت فساد الإنقاذ وأشاعت التفاؤل بين جماهير الشعب بامكانية تصفية الإنقاذ .

تفريط حمدوك

ولفت إلى أن أهم اخفاقات الثورة كانت في اختيار رئيس وزراء ليس في قامتها وبعيدا عن روحها ،وتابع :غيب حاضنتها الحرية والتغيير عن مجلس وزرائها وجماهيرها وتجاهل لبرنامج لجنتها الاقتصادية وتفريطه في مسؤولياته التي فسحت المجال لتغوُّل المكوَّن العسكري على أخطر ملفاتها … الأمني .. الاقتصادي والسلام والعلاقات الخارجية بالاضافة الى عدم تشكيل المجلس التشريعي . وفي رده على سؤال حول كيفية تحقيق وحدة قوى الثورة بعد قبول قحت بالتسوية. قال نائب رئيس حزب البعث الاشتراكي : وحدة قوى الثورة تتطلب إرادة تحقيقها من قواها إذ لاسبيل لإسقاط الانقلاب بدونها وهو الاحتمال الأرجح الذي نبذل مع العديد من قوى الثورة الجهود لتحقيقه .

شهادة وفاة الانقلاب

وقلل مما أثير حول أن الاتفاق الإطاري مدعوم من القوى الإقليمية والدولية، وذكر لم ينتصر الدعم الدولي لثورة أو لنظام مستبد إذا استثنينا الاستعمار والغزو والاحتلال الذي تم على حساب استقلال العديد من أقطار العالم ويبقى العامل الحاسم في هزيمة الانقلاب أو تمدد أجله مرتبطاً بشكل أساسي بمستوى الحراك الثوري وتوازن القوى الراجح لصالح الانتفاضة ببناء الجبهة الشعبية العريضة التي تتوج الحراك الثوري بالإضراب السياسي والعصيان المدني الذي سيحرر شهادة الوفاة للانقلاب والإتفاق الإطاري.

امتداد ثوري

وقال الأمين السياسي المكلف في الحزب الوحدوي الديموقراطي الناصري د عبد الناصر الفكي، في تصريح للجريدة التاسع عشر من سبتمبر ليست ذكرى وإنما فعالية امتداد ثوري يستنهض العبر لأجل مستقبل دولة مدنية سودانية لها حضور إقليمي ودولي وكذلك حياة كريمة لمواطن يتمتع بكافة الحقوق وتؤكد عدم إمكانية تحقق العودة لأي نظام شمولي متسلط وأن السلطة المدنية هي الخيار للشعب السوداني وأن الحق في التعبير السلمي والاختياري للتنظيم والحرية الرجوع عنه حق رغم انقلاب ٢٥ أكتوبر إلا أن الثوار والثورة ظلت تحافظ على مكتسباتها التي جاءت بدماء الثوار الشهداء والتمسك بشعارها (حرية سلام وعدالة) تلك حقوق انتزعت ولن يستطع أحد أن ينتزعها لأنها أصبحت ثقافة ديمقراطية سادة.

أساس وحدة قوى الثورة

وأوضح الفكي أن تحقيق وحدة قوى الثورة رهين بالدفاع عن شعار الثورة وتحقيق مطلوباتها والتمسك بتحقيق العدالة وعدم التنازل عن والقصاص وحق التمتع بالسلام الذي يشمل الجميع والحق في العيش الكريم من خلال التمتع بالعلاج والتعليم والرفاهية وأعتبر أن تحقيق هذه المفاهيم تمثل أساس تحقيق وحدة قوى الثورة وشدَّد على عدم تمسكهم بعدم قبول التسوية مع الانقلابيين وقال التسوية مع صاحب المشكلة لن تؤدي إلى الحل

والمجرب لا يجرب ومايثبت ذلك الإشارات التي يرسلها الانقلابين الواضحة إلى الإطاريين، وأكد أن وحدة قوي الثورة لن تتم الا بتكوين جبهة ثورية عريضة من الثوار في الشارع ومن القوى الثورية الحقيقية التي لم تترك شارع النضال والفداء والجسارة من أجل الوصول إلى السلطة المدنية.

الشرارة من الدمازين

من جهته حيَّا عضو لجان مقاومة الدمازين إيهاب سيسيو، كل الثوار بكل ربوع السودان وخاطبهم قائلاً: بدأناها معاً وسنكملها معاً ففي 13 ديسمبر أوقدنا الشرارة من الدمازين وبعدها عمت السودان لذلك ستظل النيل الأزرق على خط الثورة ولفت إلى أن الثوار في النيل الأزرق ظلوا يدعمون الثورة والثوار قولاً وفعلاً رغم الإسقاطات السالبة وقال وقال سيسيو لـ(الجريدة) رأينا واضح في الانقلاب والانقلابيين وكل من ساندهم ونعتبر سلام جوبا لم يطبق بالشكل المطلوب مما أدى لأن يصبح خصما على إنسان النيل الأزرق والسودان عامة وأردف حكومة حمودك انفتحت بالسودان على المجتمع الدولي وأحدثت استقراراً اقتصادياً وسياسياً ولكن لم يعجب هذا الانقلابيين فأرجعونا للوراء بانقلابهم المشؤوم..

كسرت حاجز الخوف

وأوضح أن من بين أهم المكتسبات التي حققتها الثورة هي أنها كسرت حاجز الخوف داخل نفوس السودانيين وعلمتهم عدم الخوف من المطالبة بحقوقهم ،وكشف الفساد في دواوين الدوله وذكر (أصبح السودانيين يقولون لا للظلم),

تنازل عن الأيدلوجيا

وأكد سيسيو أن وحدة قوى الثورة تحتاج للتنازل عن الأيدلوجيات والاتفاق على الحد الأدنى والرجوع لأهداف الثورة والبنود التي تواثق عليها الشعب السوداني وثار على إثرها ولكن ضربت بها قحت عرض الحائط.

الثوار لن يقبلوا بمن قتل رفاقهم لذلك أي تسوية تبقي على البرهان وحميدتي في السلطة ستكون مرفوضة

طريق النضال طويل ولكن دماء الرفاق التي خضبت هذا الطريق ستكون خير دافع لمواصلة الثوار لتحقيق أهداف الثورة.

الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..