نسلمكم الفاضي

زمان مثل هذا
نسلمكم الفاضي
الصادق الشريف
(1) ? وقف السياسي المعارض أمام المرآة يستعرض صورته للمرة الأخيرة.. وعدّل ربطة العنق.. ثمّ خرج على جحافل السيّارات التي تنتظر.. ليبدأ رحلته المظفرة إلى أرض المناصير. ? في الطريق.. وعلى متن السيارة الفارهة المستأجرة.. كان مستشاره يلقنه بعض المعلومات عن القبيلة المعتصمة أمام أمانة حكومة الولاية.. وعن المظلمة التي يطالبون برفعها.. وعن تفاصيل القضيّة منذ أن كان (سد الحماداب) مشروعاً على الورق. (2) ? قبل أن يبدأ الرجل حديثه على أرض المناصير.. أخرج أحد الحضور كاميرا.. كان شاباً في بداية الثلاثينيات.. بدأ تصوير المشهد.. تحركت الكاميرا وتفرّست في الوجوه القادمة من الخرطوم. (3) ? بعد صلاة العصر مباشرةً.. وقف الرجل.. قسيماً وسيماً.. بدت عليه (نضرة النعيم).. كان لا يشبه أحداً من الذين يجلسون أمامه وبجانبه. ? ليس هنالك منبر ليصعد عليه.. رغم ذلك خطب في الجموعِ خطبةً عصماء.. بعض المناصير كادوا أن يبكوا.. لم يكونوا يعلمون أنّهم مظلومون كلّ ذلك الظلم.. أكدّ لهم (تماهيه) معهم.. ووقفته بجانبهم.. وبجانب خيارهم (المحلي). ? الذي أثار تعجّب البعض أنّه كان يناديهم بعبارة (شعب المناصير).. (4) ? وبعد انتهاء الخطاب مباشرة.. جلس الشاب أمام جهاز الكمبيوتر.. أكمل إعداده.. وأرسل محتويات الكاميرا عبر بريده الإلكتروني إلى أحد المكاتب في الخرطوم.. وضع عنواناً حادقاً لرسالته (للعلم والإجراء). (5) ? في طريق العودة وعلى متن العربة الفارهة.. كان المستشار غاضباً يسأل في تعجّب.. لماذا كان يناديهم بـ(شعب) المناصير؟؟.. وكأنّه يمهد لفصلهم عن السودان!!.. قال (أنا أعرف حسن نيتك.. ولكن هنالك جهات ستفهم أنّ تلك الكلمة مقصودة لذاتها.. خاصة وأنّ تلك الجهات لها خبرات أليمة مع الكلمة التي بدأت مع شعب الجنوب.. ثمّ شعب دارفور.. وأنت الآن تقول شعب المناصير؟؟). ? فترة صمت.. ثمّ هدأ المستشار من لغته (لكن كلامك عن تنفيذ قرار رئيس الجمهورية.. كان في محله).. ابتسم الرجل في زهو وقال (مش كدا؟؟).. ثمّ سأل (لكن بالمناسبة.. قرار رئيس الجمهورية كان بقول شنو؟؟). (6) ? القوة التي كانت قد تحرّكت من الخرطوم على عجل.. كانت تشعر بالملل.. تحرّكت بسرعة وأمامها عربات النجدة تفتح لها الطريق.. حتى وصلت إلى هناك في سويعات.. ثمّ جلست تنتظر القرار السياسي بفض الشغب. ? يوم كامل وهم يمسكون بمعدات فض الشغب في حالة استعداد.. مرَّ اليوم عليهم دون عمل.. يوم.. يومان.. ثلاثة.. أسبوع.. أسبوعان.. ثلاثة.. شهر…. ? الملل والتوق.. شعوران يسيطران على القوة.. الملل من اللاعمل.. والتوق إلى تمرين الأيدي والأقدام بالضرب والركل. ? تحفّزت القوة في ذلك اليوم.. أحد ضباط القوة باللباس المدني.. وقف خلف شاب ثلاثيني يحمل كاميرا.. همس في أذنه (رسل الموضوع دا بسرعة.. عشان لو في شغل.. نبداهو قبل المغرب.. ونسلمكم الفاضي.. أقصد نسلمكم الميدان فاضي قبل صلاة العشاء).
التيار
اكتب القصة القصيرة ان لم تكن تفعل حتى يقال عنى اكتشفتك للظروف
خليهو يجرب بتاع الفاضي ده
حرم الا إلا نجيب ضقلها يكركر
ياخينا تحسبو لعب عيال -؟ قوم لف بلا كاميرا بلا رتينة – شغل عينك عينك والبصور اليصور والبيكتب إن شاء الله يملا برش تقارير
مقال ابداع