القول الأخير فى وساطة البشير بين مشار وكير !.

بداية، هذا المقال يجب أن يُقرأ معطوفاً على مقالين سابقين موجودين على الشبكة العنكبوتية ، هُما ( جنوب السودان : قهر المستحيل .. ما العمل ؟ ) و ( جنوب السودان : مخاوف فرض الحل الدولى ? ) إذ مازالت الأزمة مُستعرة ، والصراع المُسلّح هناك يراوح مكانه ، وبلغة الجيش ( مكانك سر ) ، وهذا ما يجعل مسألة البحث عن حلٍّ ناجع وعاجل مسئوليّة الجميع ، أكثر من أىّ وقتٍ مضى ، وهانحن ندلو بدلونا ، علّه يأتى بماء يصب الزيت على النار المشتعلة فى دولة جنوب السودان ، وهى نارٌ قابلة للتمدُّد على كُل المنطقة ، ومرشحة لأن تقضى على الأخضر واليابس ، ما لم تجد الإطفاء العاجل ، قبل فوات الأوان.
يطرح أهل السياسة السؤال المشروع والموضوعى و الصعب : هل الخرطوم – تحت قيادة البشير – مؤهّلة للقيام بوساطة حقيقيّة تُؤتى أُكلها ، بين طرفى النزاع ، فى دولة جنوب السودان ؟ الإجابة على هذا السؤال ، لا يُمكن القفز إليها بسهولة وكسلٍ ذهنى بأحرف ( لا ) أو ( نعم ) ، وبدون إعمال الفكر بقراءة هادئة وموضوعيّة ، للمُسلّمات التى تنبنى عليها شروط الوساطة ، وكفاءة الوسيط وإستعداد طرفى النزاع لقبول الوسيط .
بدايةً ، نستطيع أن نجزم أن الخرطوم ، بالمقارنة مع بقيّة دول الإيقاد ، وبلا أدنى شك ، هى الأكثر معرفةّ و فهماً بطبيعة النزاع القائم فى دولة جنوب السودان ، وهى الأكثر إدراكاً وخبرةً بتفاصيله وتعقيداته وأسراره السياسيّة والعسكريّة والإثنيّة ، والأكثر إستيعاباً للتفاصيل الدقيقة التى ربّما ? أو حتماً ? لا تستوعبها بلدان مجموعة الإيقاد منفردة أومجتمعة ، وهذا ? بلا شك – من الإيجابيات الكبيرة و المُبشّرة فى علوم وفنون التفاوض..ولكن هل (تمتلك ) الخرطوم الإرادة السياسيّة والرغبة الحقيقيّة للتوسُّط وإنجاح الوساطة بين طرفى النزاع هُناك ؟ وهل تحظى الخرطوم بثقة طرفى النزاع ؟ إمتلاك الخرطوم لهذه المؤهّلات ، محل خلاف كبير بين المراقبين الحصفاء ، وهو ما يجعل وساطة الخرطوم ، ليست مضمونة و لا ” مأمونة ” لتحقيق الغاية المرجُوّة من الوساطة، وهو نزع فتيل الصراع المُسلّح فى دولة جنوب السودان ، بوقف الإقتتال والعدائيّات ، وفتح الطريق لسلام مُستدام ،وإستقرار حقيقى، وتداول سلمى للسلطة ، وإحترام وتعزيز لحقوق الإنسان فى دولة جنوب السودان ، وهو مالا تستطيع الخرطوم فعليّاً ، ( قيادة ) أو ( تيسير ) وساطة جادّة وناجحة ، مؤدّية لهذه الغايات ، إذ أنّ الواضح ? تماماً – أنّ ” باب النجّار مخلّع “، و” فاقد الشىء لا يُعطيه ” كما فى الأقوال والأمثال المعروفة .
هُناك سؤال ظلّ ينتظر الإجابة ، ألا وهو : هل من المنطق والمعقول أن تتنازل دول مجموعة الإيقاد عن دورها طوعاً وإختياراً ، وتسمح للخرطوم أن تختطف أو تنتزع منها ملف الأزمة فى دولة جنوب السودان ، لتنفرد به الخرطوم ، بعيداً عن أُبوّة ورعاية ومُباركة الإيقاد؟ هذا سابع المستحيلات.، فالإيقاد برؤسائها و(حكمائها )، أحوج ما تكون لتحقيق نصر بهذا الملف ، يجعلها طرف أصيل فى الحلول أو السيناريوهات ( الدوليّة ) المؤدّية لها ، حتّى لا تخرج من ( المولد بدون حُمُّص ) كما يقولون !. ويبقى أخيراً طرح السؤال الكبير : هل تمتلك الخرطوم مؤهلات الوسيط ” المحايد ” فى النزاع الدائر فى دولة جنوب السودان ؟ وهل هناك فى السياسة من يُمكن أن نطلق عليه عبارة ( وسيط محايد ) ؟ وماهى سمات هذا الوسيط المُحايد ، إن وُجد ؟ وهنا مربط الفرس !. وهل من الممكن أو الجائز أن تكون الخرطوم هى هذا الوسيط المُحايد ؟
الخلاصة بإختصار أن الخرطوم تحت قيادة البشير هى – للأسف ? جزء أصيل من الأزمة ، إن لم نقل إنّها طرف خفى ومُستتر فى الأزمة، وله مصلحة – مخفيّة – فى بقائها وإستمرارها ، رغم الحديث ( الدبلوماسى ) ( المعسول ) عن النقيض ، وعليه يصبح من الصعب أن تكون أو تُشكّل الخرطوم ? تحت قيادة البشير أو الإنقاذ ، جزءاً من الحل أو فض النزاع ؟. ومع فشل الخرطوم والإيقاد فى تحقيق وساطة ناجحة ، يبقى الإحتمال الأكثر ، هو فرض الحل الدولى !. وهو ? للأسف – أصعب الحلول ، وأكثرها إيلاماً وقسوةً على شعب دولة جنوب السودان!. وقد سبق أن قلنا من قبل ، وحذّرنا ، أنّ على طرفى النزاع وبخاصّة الحركة الشعبيّة ، عدم إضاعة الوقت والجهد لحل النزاع داخليّاً قبل التدويل ، وللأسف لم تستمع لنا ولا لغيرنا قيادات طرفى النزاع والحركة الشعبية الحاكمة فى دولة جنوب السودان ، وهاهو الملف يمضى بعجل نحو فرض الحلول الدوليّة .

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخي ليه الحقد و الغل على وطنكم باسم النظريات البالية المعشعشة في نوافيخكم ،مهما اختلفتم مع البشير يجب التشجيع اي دور ايجابي يقوم به لوأد الفتنة القاتلة في الجنوب و من ثم العمل على تنمية العلاقات بين البلدين فهي حياة شعوب لا تقبل الافكار المعلبة منتهية الصلاحية و امثالكم اكيد يفضل الحل الدولي عن حل يقوم البشير كيتا في البرقوت ….

  2. طيب من الذي يدعم رياك أليس الخرطوم حليفه القديم والان رياك يزور الخرطوم ويجتمع مع البشير ويقال زوجة الخراب الاسود الحاقدة انجلينا زعلانة من؟ لعدم الوفاء بوعده، المهم الخرطوم له مشاكله ولا يقدر لحل اي مشكلة في قرية سودانية،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..