أهم الأخبار والمقالات

حمدوك.. ألزم دارك

حيدر المكاشفي

كان كبير الباحثين بالمجلس الأطلنطي كاميرون هدسون، قال ان مليارات الدولارات التي تسعى الحكومة السودانية للحصول عليها لدعم ميزانية 2020، رقم غير معقول، و أضاف هدسون في تغريدة له على حسابه بـ(تويتر) مع بدء اجتماع أصدقاء السودان الذي التأم مؤخرا في الخرطوم، أشارت التقارير إلى أن الحكومة تسعى للحصول على (5) مليار دولار، وزاد ما يفاجئني أنه سابقًا لأوانه تمامًا اذ لم ير أحد ميزانية عام 2020 بعد، ودعا هدسون أصدقاء الخرطوم أن يذكّروا الحكومة السودانية الانتقالية أنها بحاجة أولاً إلى بذل جهود جادة لاستعادة 70٪ من الموارد التي تذهب إلى الأجهزة الأمنية والفساد ودعم السلع بما يقدر بأكثر من 5 مليارات دولار قبل طلب المساعدة الخارجية، وتابع أوقفوا التسريب قبل أن تطلبوا من الآخرين ملء الخزان، وكانت مجموعة (أصدقاء السودان) قد عقدت اجتماعا بالخرطوم برئاسة النرويج وبمشاركة بنك التنمية الأفريقي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وعدد من الدول. وهدف الاجتماع إلى تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لحكومة السودان الانتقالية التي كانت تعوّل كثيرا على هذا الاجتماع في تمويل موازنة 2020. ولكن اجتماع من يسمون (أصدقاء السودان) لم يسفر عن شئ سوى بذل وعد بعقد اجتماع آخر في أبريل القادم الله وحده من يعلم ما سيتمخض عنه (سبع أم ضبع)، هذا غير أنه في شهر انعقاده اذا تم في أبريل المقبل سيكون ربع عمر الموازنة قد انقضى، ولما أدرك شهرذاد المالية الصباح ووجدت خزانتها خالية من دعم الاصدقاء لجأت الى رفع الدعم، بيد أن الرفض الكاسح لرفع الدعم جعلها تتراجع عن الاعتماد على الخارج وترجئ رفع الدعم..

قيل إن العابد الزاهد والصوفي المتبتل أبا يزيد البسطامي لما ساءه ما آل اليه حال بلده بسطام، خرج منها يضرب في الارض بحثاً عن الحق والحل والحقيقة، فصادفه من سأله عما أخرجه من دياره، وعندما أعلمه به نصحه قائلاً عد الى ديارك فما خرجت من أجله تركته خلفك في بسطام، فانتصح أبا يزيد بما قاله الناصح وعاد الى دياره ولزم بيته فَفُتح له، ومثل أبا يزيد تظل حكومتنا في حاجة مُلحة لأن تستجيب لنصح الناصحين لها بأن ما تعانيه البلاد من أزمات حلها يبدأ من الداخل قبل الخارج بما فيه البنك الدولي ووصفته العجيبة، كما أن الحل بيد الحكومة قبل الأصدقاء وفي الخرطوم قبل غيرها من المدن، وعليه تبقى نصيحة الخواجة هدسون فيما عدا اشارته لرفع الدعم، تماثل لحد كبير نصيحة من نصحوا البسطامي، بأن حل الأزمة الذي تبحث عنه الحكومة في الخارج هو بين ظهرانيها، ويبقى على حمدوك أن يبحث عن الحل من داخل السودان ويلزم الجابرة في الخرطوم..

حيدر المكاشفي

الجريدة

‫9 تعليقات

  1. نعوذ بالله من الشمال ومن أصحاب الشمال.. ربنا يشتت شملهم ويفرق جمعهم وينصرنا عليهم كما نصرنا على الكيزان. آمين يارب.
    الحل الوحيد الذى لا ثانى لة الرجوع لله.. استغفروا الله إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
    ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ونهارا.
    بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلي وان ضنوا على كرام.

  2. كلام في الصميم وحكمة لابد من تعلمها قحت أنه لو لم يتم ترتيب البيت الداخلي لايمكن أن يساعدك الخارجي .
    نعم لابد من استقبال الأمن و استغلال موارد الدولة في تثبيت سعر السوق اولا ومن ثم البحث عن الدعم الخارجي.
    فقد قالها الكثير مقدما أنه سراب يحسبه الظمان ماء.

  3. هذا كلام يثلج الصدر . شكراعلى الوضوح والشجاعة . قالوا قوم نعينك ترقد نهينك . الميزانية كلها ماشة للامن والجيش . قشوا ورشو البيت بعدين نجيب ليكم البرش .

  4. حمدوك. رجل صادق ومجتهد لكنه لا يملك عصا. موسي ولا سحر فرعون وعلى الحادب
    ين والشرفاء من ابنا البلد الجادين على مصلحتها الوقوف معه وليموت االكيزان بي قييظهم .

  5. يا سيد حيدر نصيحة الخواجة هدسون كلها صحيحة بما في ذلك رفع الدعم .. ورشتة صندوق النقد التي ينتقدها الجميع دون تفكير كأنما انتقادها واجب وعدم انتقادها جريمة، صحيحة تماماً وبدونها لا يتعافى الإقتصاد .. فبالله عليه كيف يتعافى الإقتصاد وما نسبته 36% من الناتج المحلي الإجمالي يذهب لدعم الوقود والقمح وجزء كبير من هذه النسبة لا يذهب للمستضعفين الذين خصص الدعم لأجلهم بل يذهب لجيوب المهربين الذين يستغلون فارق السعر ليحولوا قدر كبير من أموال الدعم لصالح جيوبهم ..بالتالي نحن ندعم المهربين ودول الجوار فأين المنطق والعقل في ذلك؟؟؟

  6. حينما قرأت العنوان توقعت
    إنك تطلب من حمدوك البقاء في البيت خوفا من الطائرات
    التى تقع بين الحين والاخر وعلى متنها مجموعة من المسؤولين المهمين.
    وكما قال احد الاخوة العرب ممازحا احد السودانيين
    يا أخي انتو ما عندكم طريقة اخرى تتخلصوا بيها من المعارضين غير الطائرات ؟

    فعلى اعضاء الحكومة المهمين – وكلهم كذلك – عدم استقلال الطائرات
    حفاظا على أرواحهم الغالية فما زالت بقايا عصابة (بني كوز) تترصد الشرفاء.

    نسأل الله الرحمة والخلود لكل من ضحى بروحه في سبيل هذا الوطن

  7. على حكومتنا عمل إستنفار لجمع أموال من السودانيين أنفسهم قبل السؤال من الصناديق الدولية وكذلك عليها 1- وضع اليد على الشركات الأمنية وشركات حزب المؤتمر الوطني ومصادرتها بإعتبارها أموال الدولة السودانية بإمتياز….
    2- على الحكومة وضع ضوابط صارمة للإستيراد مع منع السلع الكمالية وما شابهها
    3– تقديم الفاسدين لمحاكمات عاجلة وتنفيذ حكم المحاكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..