نوم الضيوف

عندما كتبنا مقالنا السابق بعنوان (احتفالات السراويل) والذي تناولنا فيه جهل بعض أهالينا بمنطقة شرق النيل بإمور دينهم وأبجديات العبادة وألف باء الإسلام، عندما كتبنا ذلك لم نكن نأمل في تحرك من قبل معتمد شرق النيل أو قيادات الولاية، ذلك أننا نعرفهم جيداً من خلال مقالات سابقة لم تحرك فيهم ساكناً، أغلبها كانت تنتهي (بتلفونات ) من مكتب هذا أو إعلام ذاك يطمئننا فيها أن موضوع المقال قيد البحث وأن هناك خطوات (وثابة) لمعالجة الإشكال موضع المقال، وحل المعضلة وتلبية رغبات المواطنيين، وظلت تلك الوعود تذروها الرياح بإستمرار .

وآخر تجربة لي في هذا الخصوص كانت عقب سلسلة مقالاتي عن منطقة (الكرداب) التي ينال العطش من أهلها كل منال، عقب تلك المقالات اتصل بي الأخ العلوي مدير الإعلام بمحلية شرق النيل ووعد بمعالجة الأمر و انهم والمعتمد سيجلسون مع أهالي المنطقة و سيتم حفر بئر هناك و….(عيييييييك). النتيجة وعد طخم وصفر كبير .

وبالمقابل اتصل علي عدد من المواطنين والمغتربين يعلنون عن تبرعهم بتكلفة حفر البئر، ووالله من كثرتهم نسيت أسماء بعضهم وأرقام هواتفهم.
وبالفعل جاء أحد رجال الخير إلى مبنى صحيفة السوداني وطلب رقم هاتفي واتصل بي وأخبرني عن رغبته في بناء بئر لسكان منطقة الكرداب وفعلاً ربطته بسكان المنطقة .

وذهب الرجل إلى منطقة الكرداب وقام بتوفير صهاريج مياه وإمداد شبكة مياه إلى قرب القرية .

عقب ذلك اتصل بي العمدة حسن من أهالي الكرداب وهو يشكر صنيع الرجل ويطلب بئر آخر ولكن هذه المرة لقرية مجاورة لهم .

وهذا هو حال المواطن السوداني الأصيل يحب لأخيه ما يحب لنفسه، لم يكتفي حسن بوصول المياه منزله ولكنه أحس بعطش جيرانه .

الآن يتكرر نفس السيناريو ولكن بطريقة مختلفة حيث أرسل لي الأخ (أبو ريل) مبارك صالح عقب مقال (احتفالات السراويل ) يقول :

(أبشرك نحن مجموعة من زملاء الجامعة سابقاً قمنا بدراسة الموضوع واقترحنا جمع تبرعات للناس الزملاء بالخارج وأنا شخصياً للذين هم داخل السودان، وقام د. التهامي بالتكفل براتب داعية لمدة سنة وآخرون جمعوا وما زلنا نجمع بمنطقة السجانة والمشروع سيكون قيام قافلة دعوية إغاثية بالتنسيق مع شيوخ وعمد القبائل البدوية بالدعوة للإسلام بعربات متحركة وسينما متحركة لتوضيح كل حركات العبادات الحركية الصلاة والصوم والحج وتنظيم تعريف بالإسلام والمعلوم بالضرورة كمعرفة الله ورسوله والإسلام وتقييم التجربة واﻻستمرار في كل أنحاء السودان.والله الموفق ودعواتكم).

هذا أبو ريل يتحرك هو ورفاقه داخل وخارج السودان لرفع الجهل عن المواطنيين موضوع المقال السابق.
أما أستاذ (النعمان) وهو تاجر بسوق ليبيا فقد تحدث عن تجربة قام بها منذ فترة يقول النعمان:

(لنا قطعة أرض مسورة فكرنا شخصي الضعيف وأم العيال أن نجعلها داراً لتحفيظ القرآن الكريم للنساء، وبتوفيق من الله تعالى وجدنا شيخة حافظة فاضلة وأُعلن في المسجد عن الدار وتجمع عدد من نساء الجيران وبدأن الحفظ ولله الحمد الآن هناك من تحفظ عشرة أجزاء وهناك من تحفظ سبعة أجزاء ويدرسن ثلاثة أيام في الأسبوع…).

نعم هذه مجهودات المواطنيين…. عندما تقف الحكومة مكتوفة الأيدي ويحدث تبادل للأدوار .

حينها يلعب الشعب دور صاحب المنزل الذي تأتيه الحكومة كضيفة ثقيلة الزيارة تنام عنده وتستيقظ للإفطار والونسة ثم تنام مجدداً وتستيقظ للغداء وبعد الغداء تتسلى قليلاً بمشاهدة التلفاز والانتقال بين القنوات ومشاهدة مظاهر العنف والحروب والمجاعات والتشرد وكأن ذلك لا يعنيها ولا يحرك فيها ساكناً ثم تعود مجدداً للنوم.

اجل ، إنه حال الحكومة السودانية نائمة على طول الخط و تستيقظ فقط (للأكل ) ؟؟؟.

خارج السور

نسيت أن أقول أن السراويل والعراريق التي أُقيمت لها الاحتفالات (اتفتقت بعد يومين) بينما كان البعض يصلي بها في المسجد…. يعني بعد ما سراويل (خياطة سوق وقوام…. قوام) !!!!.

*نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. هذا زمانك يامهازل فامرحي/واه من وجع القلوب مع صحفيات وصحافي الغفلة في زمن المهازل/ السراويل والعراريق( اتفتقت بعد يومين)/ ماهذه الركاكة والوضاعة/ نحنا قبيل شن قلنا يا ياسهير كتاب الشوفونية امثالك والهندي/ لايكتبون ولايلامسون كبد الحقيقة واسباب المشكلة انعدام الديمقراطية= حكم الجاهلية والجاهلون= النتيجة لصحافي الغفلة الذين يكتبون عن اعراض السطحية ولا يلامسون المشاكل الحقيقية للوطن والمواطن/هذا زمانك ياسهير فامرحي وليمرح غيرك مثل الهندي واشباهه/ ولكن رفقا باذننا من الاقوال والتعابير الركيكة ورفقا بي عقولنا من وضاعة الفكرة وسطحية الطرح!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. يا سهير يا بنتي ما كنت تخلي الناس في حالهم.. اها باكر حتتحرك لتلك القرى الوادعة والهادئة جماعات ولكل اهدافه وليس ضمنها من المؤكد محو الامية وتطوير اهل المنطقة وافتتاح مزيد من المدارس وصيانة الموجودة ورفع كفأتها، وسترين بام عينك بعد سنتين تخريج الدواعيش والداعشيات من ابناء تلك المناطق في تلك القرى وسيشتكي أهلها من هروب وسفر ابنائهم لليبيا وسوريا للجهاد. وهي لله

  3. ينصر دينك يا”ابت عبدالرحيم ومن قبلك الذيقام بالتصوير ايا” كان توجهه فهو الشرارة التي اشعلت نار الدعوة فلكم منا جميعا” ان يوفقكم الله في نشر الدين بلا رياء ولامنه

  4. يجب ان تتم الدعوة بطريقة فيها حصافة وان لا تمس المشايخ الموجودين هنالك فكل شي لا يتم تغييره بالساهل لابد ان يكون مشايخهم في الصورة لان هؤلاء البسطاء لا يقتنعون بالساهل لكل انسان غريب

  5. والله يا استاذه لو في 3 ذيك كده و 3 من جمعية شارع الحوادث كان السودان اصبح حاجه ثانية.

  6. والله يا استاذه لو في 3 ذيك كده و 3 من جمعية شارع الحوادث كان السودان اصبح حاجه ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..