أم درمان.. ثقل تنوء البلاد عن حمله وتفتخر.. عبق الأمكنة

الخرطوم – أفراح تاج الختم
تُعدُّ مدينة أم درمان العاصمة الوطنية للبلاد، حيث تضم بين ظهرانيها كثيراً من المعالم التاريخية المهمة، وقد شكلت تاريخ السودان الحاضر والمعاصر، وارتبطت بالثورة المهدية، فاختارها المهدي عاصمة لدولته الجديدة بعد سقوط الخرطوم، وأطلق عليها مسمى (البقعة الطاهرة).
بعد وفاة المهدي جاء الخليفة عبد الله التعايشي الذي أحدث نقلة عمرانية بأم درمان، فوسَّع المدينة وشيَّد المنازل من الطين والطوب والحجر بدلاً عن القش والجلد، وقد خطط البقعة بشوارعها وأحيائها، فأقام المسجد أولا ثم السور حول أم درمان وبوابتها الرئيسة (بوابة عبد القيوم) التي تقف شاهد عيان على تاريخ المدينة، وسميت بعض الأحياء الأم درمانية باسم قادة المهدية مثل ود نوباوي وأمبدة، كذلك خطط الخليفة عبد الله المقابر (حمد النيل والبكري).
الدولة أمدرمان
عند تحرير الخرطوم في السادس والعشرين من يناير عام 1885م، كانت البداية لسيادة وطنية خالصة، وحول المهدي دولته إلى أم درمان (البقعة)، وأقام فيها كل ما يتعلق بالدولة المهدية، لذلك ارتبطت بالإمام المهدي من ناحية، وبالخليفة عبد الله التعايشي من جهة أخرى، وكان الأخير رجل دولة لما يملكه من حس غير عادي بالعمران والنظافة، فارتبطت أسماء هذه الأحياء بالمهدية مثل بيت المال، الأمراء، ود نوباوي وود البصير، وذلك بحسب إفادة سابقة لبروفيسور بركات موسى الحواتي، لكاتبة (السطور).
دار الرياضة والأسلحة
والخليفة عبدالله (خليفة المهدي) هو الذي خطط مدينة أم درمان وأشرف على تنظيم الدولة ونقل المهدية من ثورة إلى دولة عين فيها الولاة، فخطط المسجد وسط المدينة حسب التخطيط الإسلامي، وقد بناه بعد عامين من وفاة الإمام المهدي وشيَّد معه قبة المهدي وبيته ونظم الشوارع، ثم أقام السور حول أم درمان، وكانت بوابتها الرئيسة هي بوابة الأمير عبد القيوم (أمير الحرس)، وينتهي السور عند بيت الأمانة الذي كان محل تخزين الأسلحة والعتاد الحربي وذخيرة جيش المهدية، ويعرف الآن بـ (دار الرياضة أم درمان)، حيث كانت البقعة مدينة رباط للجيش، وكل منطقة يرابط فيها جيش بقيادة أمير، وسميت أغلب المناطق باسم أمراء وقادة في المهدية، فمنطقة ود نوباوي سميت على الأمير ود نوباوي، فنجد أن جيش الملازمين يقوده الأمير عثمان شيخ الدين الخليفة، وجيش الكارا، وهو يعسكر في المنطقة بين خور أبوعنجة ومنطقة بانت المستشفى العسكري الآن بقيادة الأمير إبراهيم خليل، وكانت هناك عرضة لجيش الخليفة عبد الله كل أسبوع ويخرج فيها ممتطيا جواده أو ناقته حتى يصل أمبدة، وكان الأمير أمبدي الذي سميت عليه (أمبدة) تنتهي عنده عرضة الجيش، وهي بمثابة استعراض عسكري لجيش المهدية مع تدريبه المستمر في منطقة الملازمين.
في بيت المال
كانت منطقة بيت المال وزارة للمالية في فترة الدولة المهدية عام (1886-1887م)، وأطلق عليها بيت المال، لأن خزينة الدولة المهدية بها، وهي مكان سك العملة في تلك الفترة، ومكان بيت المال هو منطقة الصهريج من الناحية الشرقية، وتتبع المنطقة إداريا لمحلية ود نوباوي يحيطها جنوبا كوبري شمبات وشمالا شارع أبو روف وشرقا شارع النيل وغربا شارع الهجرة، وبها خليط من الأجناس أغلبهم من الدناقلة، وتمتاز الأسر التي تسكن المنطقة بأنها أسر ممتدة وعريقة، وبعض الأسر تمتهن مهنة معينة، ولكن تغلب عليهم مهنة التجارة.
ملازمو المهدي
جاءت التسمية من أن الملازمين هم ملازمو الإمام المهدي ثم تطوروا إلى جيش منظم بعد أن أصبحت دولة، وفي عهد خليفة المهدي انتظمت واستقرت نظم الدولة وأصبح جيش الملازمين جزءا أساسيا من جيوش المهدية، وكانت رئاسته في مقر منزل السيد عبد الرحمن المهدي منزل السيد الإمام أحمد المهدي الآن لعلو الموقع وتميزه، وقد شارك الجيش في معركة كرري، وكان جيش الملازمين بقيادة الأمير عثمان شيخ الدين عبد الله التعايشي، وقد سميت في السابق بحي السور، ويدخل في السور بيت المال، ويلتف حول أم درمان، وتم بناؤه لتأمين العاصمة، ثم تم فكه بعد فترة الدولة المهدية، وبقي أثر بسيط من السور بالقرب من حديقة البحيرة بالملازمين مكتوب عليه بقايا من سور المهدية، وبحي الملازمين العديد من المواقع الاستراتيجية، وقد تأسس الحي بشكله الحالي في عام 1940م وهو من الأحياء المخططة والراقية التي وزعت في السابق لكبار الموظفين في الدولة، ويحده من ناحية الشمال شارع كوبري شمبات، ومن ناحية الجنوب تبدأ حدوده من بوابة عبد القيوم، ومن الشرق شارع النيل، ومن الجهة الغربية الشارع الواقع شرق مستشفى آسيا، ومن معالم الملازمين بوابة عبد القيوم ومباني الإذاعة والتلفزيون.
ود نوباوي وأم بدة
تمتد منطقة ودنوباوي من محطة مكي جنوبا إلى كلية التربية شمالا وشرقها حي أبو روف وغربها حي العمدة وسميت بود نوباوي على القائد ود نوباوي أحد قادة جيوش المهدية، ويقال إنه هو الذي قتل الجنرال غردون، أما أمبدة فقد سميت باسم الأمير الشريف أمبدي الأمين أبو كندي (الأمير)، لأنه كان أميرا في زمن المهدية، والشريف لأنه من الأشراف، وقد بايع الأمير أمبدة المهدي في دعوته، وجاء معه مجاهدا لدحر الغزاة، وشهد معه فتح الخرطوم وعقب التحرير أجرى الإمام المهدي تغييرات استراتيجية للبلاد أولاً نقل عاصمة السودان من مدينة الخرطوم، لأنها كانت عاصمة المستعمر إلى مدينة البقعة حتى تكون العاصمة القومية للبلاد، ثم اهتم بالجيش من أجل حماية الدولة وليدة الاستقلال آنذاك، فقسم الجيش بعدد جهات العاصمة الأربع واختار له شجعان المجاهدين حتى يكونوا أمراء على رأس هذه الجيوش ثم ملكهم الأراضي بهذه الجهات، فكان الأمير ود نوباوي في الاتجاه الشمالي، والأمير أبوعنجة في الاتجاه الجنوبي، أما الاتجاه الشرقي الأمير أبوروف، ثم الأمير أمبدة بغرب أم درمان، وبعد وفاة المهدي خلفه الخليفة عبد الله الذي ترك الأمراء في أماكنهم.
اليوم التالي
والخليفه بتاعك ده قدر يعمل الحاجات دى كلها فى ال 13 سنه دى؟
ده إعلان مدفوع الاجر ولاشنو..يا وليه شوفى ليك موضوع ينفع الناس