مقالات سياسية

قسم الشيخ مهران

يوسف السندي

أقسم الشيخ مهران بالامس من منبر الجمعة بأن حكومة قوى الحرية و التغيير لن تكمل العام ، و للذين لا يعرفون هذا الشيخ فهو الشخص الذي قام اماما في جمعة او اكثر في اعتصام القيادة العامة ، و يومها كان الرجل ثائرا و يتحدث حديث الثوار ، بينما اليوم فقد فقد الرجل ثوريته كما يبدو و ركب موجة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ابوبكر عبد الرازق الذي قال بكل وضوح (بأنه لن يترك مجلس عسكري يشتغل و لا مجلس وزراء يشتغل).

مهران من التيار السلفي ، حديثه مقروء مع حديث ابوبكر عبدالرزاق رجل الحركة الإسلامية فرع المؤتمر الشعبي يظهر ان الجماعات الدينية المتزمتة تعاني الأمرين في تقديم نفسها للشارع السوداني و للحكومة الانتقالية ، و تفشل بصورة حادة في إقناع الجماهير و القيادات الثورية بأنها تملك خلاف ما قدمه المؤتمر الوطني من بضاعة دينية كاسدة كان أشهر معارضيها هم هيئة شؤون الأنصار التيار الديني الذي يتبع خطى الأمام المهدي ، و هو التيار الديني الوحيد الذي استطاع تاريخيا ان يوحد الامة السودانية و يخوض بها معركة عظيمة ضد الاستعمار و نجح فيها بامتياز.

واضح ان الثورة خطها الديني مفارق لخط هؤلاء ، و يبدو ان الثورة تعلن عن رؤيتها للدين في ما يقدمه الشاب الورع و المناضل الذي ظل يتوسط أهله ليالي و أيام و سنين في مدينة ربك و يقدم لهم الرؤية الدينية المعتدلة التي تقول بأن هذا الوطن للجميع ، لا يقهر فيه شخص بدين و لا يقصى فيه شخص بعرق و ثقافة ، و هو مولانا نصرالدين مفرح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف للحكومة الانتقالية.

التيارات الدينية السلفية ظلت تتمتع بنعيم لا تخطئه عين في عهد المخلوع ، ففي حين كان نصرالدين مفرح تلوحه الشمس و يجلس لدروسه مع المواطنين على الأرض ثم تعتقله الأجهزة الأمنية بين الفينة و الأخرى، كان مهران في افخم الثياب و الرياش من على منبر فخم يخاطب الجماهير ، و مثله كان عبدالحي يوسف الذي يتقلب في مال الدولة العام يدير به قنواته الفضائية المتعددة كما أعلن المخلوع البشير و كما أعلن علي عثمان محمد طه ، و على ذات المنوال كان الصف الأول من قيادات الحركة الإسلامية ينظرون إلى الجماهير من عل من القصور العاليه و يصرخون لهم بصوت مليء بالدعة: هي لله، هي لله!!!

شاهد الشعب السوداني بأم عينيه فساد الحركة الإسلامية و كل من وقف معها من التيارات السلفية ، فإن ظن هؤلاء الموهومين بأن الشعب سيسمع لهم مجددا و بنفس طريقتهم السابقة يكونوا أغبى خلق الله ، أفلا ادلهم على مخرج لهم هو نفسه الذي سربته قناة العربية في الاسرار الكبرى و كان خيارا مطروحا لحزب المؤتمر الوطني ، و مازال و لا يوجد غيره ، ان يغيروا اسمهم و يراجعوا أفكارهم و يقدموا قيادات جديدة و فكر جديد عسى ان يسمع لهم الشعب و يغفر لهم ما قدموا ، أما في الوقت الراهن و حتى عشرة سنوات قادمة فإن بضاعتهم السابقة كفيلة بطردهم من كل محفل و كل لمة ثورة.

يوسف السندي
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. يا دكتور لك التحية …
    كتاباتك تمثل السهل الممتنع لغة بسيطة وواضحة ورؤية عميقة لمآلات الأحداث..
    الا توافقني الراي هذه الفترة تحتاج تكثيف الجهود لتوعية الرموز المتعلمة سواء الدينية والأكاديمية وعامة الناس واخص الفئات الحزبية والمتعلمة لتدرك أدبيات الثورة و ما تنادي به الثورة والثوار وما يطلبه الوطن منا من استقرار وامان…نعم توعية المتعلمين كونهم في غفلة ويتشدقون أمام الناس وناسين ابسط المفاهيم التي نادت بها ثورة الشباب الذين بذلوا فيها الغالي والنفيس وضحى من أجل هذه اللحظة ابطال ومناضلين ….
    …الحصة وطن
    تعالوا خمونا كما حاولتم سابقا…
    تعالوا ادلجونا وقولوا البديل منو..
    تعالوا فرقونا وكل البلد دارفور..
    معايير الوطنية تتمثل في:
    أن يكون حب الوطن اولا واخيرا…أن تكون نزيها…أن تكون مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب..
    الضمير الحي الوطني …البعد عن الصفات السالبة العنصرية الجهوية .. جودة الطرح الفكري بما يخدم الوطن …ما تكون حرامي وابن كلب …معدوم الضمير ودموي وعديم الإنسانية …بالواضح زول ما فيه كلمة…
    واخيرا ما تكون كوز …الكيزان مواطنين درجة ثالثة …كونهم غير وطنيين

  2. ١-
    المهم في الموضوع يا حبيب، انه تحدي الحكومة جهارآ نهارآ وعلي الملأ، واعلن انه ” لن يترك مجلس عسكري يشتغل ولا مجلس وزراء يشتغل”، اعلن بكل وضوح انه سيخرب الوضع القائم في البلاد، وعلينا ان ننتظر رد الحكومة، فهل تتجاهله وتتركه يصول ويجول ويطلق التصريحات دون الاهتمام به وبكلامه؟!!، ام سيكون هناك رد فعل رسمي قوي يعرف مهران من خلالها ان اسلوبه الذي يشبه نفس اسلوب سابقه نافع علي نافع لا مكان لها في سودان اليوم.

    ٢ـ
    المصريون دائمآ عندهم تعليق ساخر عندما يسمعون بمثل كلام مهران، ويقولون:
    “تصريح خرج من مؤخرة الشيخ”!!

  3. دخلت مجموعات الى الاعتصام مدفوعة من جهاز الامن لمعرفة قادة الثوار للخلاص منهم في جريمة فض الاعتصام وهذا المهران كان احد هؤلاء لديه دور للتمويه واستقطاب عدد من الثوار لتكوين تيار مناهض للحرية والتغيير وتجمع المهنيين واستقطاب مجموعة داعمة لتيار نصرة الشريعة وقد فشلت مهمته بامتياز ولم يستطع تنفيذ المخطط المطلوب منه لذلك اثر المواجهة المباشرة مستغلا منبر المسجد لمخاطبة عاطفة الناس الدينية فهو بلا شك احد اذرع عبد الحي التي يغدق عليه ببعض المال الذي حصل عليه من موائد السلطان شخصى الضعيف لا تشغلني تصريحاته وترهاته التي يجعجع بها فهو مجرد مرتزق يدافع عن سيده عبد الحي بما يعني انه في درك اسفل من عبد الحي ولا اعتقد انه يملك فعلا مؤثرا سوى الجعجعة في منبر الجمعة

  4. السلام عليكم
    من دون تحيذ فنحن مع الثورة وقيمها، وشعار الثورة الحرية والسلام والعدالة، ولكي لا تكرر ممارسات العهد البائد يجب التعامل بشفافية في كل القضايا ويجب أن تكفل كل الحريات ويجب تطبيق القانون على الجميع الوزير والفقير فما الذي يمنع من مقاضات السيدة الوزيرة سواء كانت الدعوة من عبد الحي او من غيره والمشكلة في تصريحات شيخ مهران فال الكل له حرية التعبير والكل له حرية التقاضي متضمنة الحكومة الانتقالية له الحق في مقاضة شيخ مهران اذا له حق تخدوا.لماذا لا تحكم والبلاد بالقانون وروح القانون..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..