خادمة أم داعرة سودانية

بسم الله الرحمن الرحيم

في أوائل الألفية الثانية عرض التلفزيون السوداني دراما سورية تحكي واقع الحياة الاجتماعية في (سوريا ) ، و تدور قصتها حول أسرة عريقة و قديمة تسمي نفسها أسرة (أبو خليل) .

تلك الأسرة ظلت وطيلة حلقات المسلسل منغلقة داخل ذكريات اسم الجد العتيق تتوشح تاريخه وتعيش داخل برواز قديم ؛ لاهي راغبة في مغادرته ولاهي قادرة علي الانخراط في الحياة الحديثة ، ولا أيضا قادرة علي تجاوز الماضي ، وفوق هذا وذاك تريد من الآخرين الانحباس معها داخل هذا البرواز وتقديم التنازلات وواجب الاحترام والتقدير تقديسا” لأسم (أبوخليل) .

تذكرت قصة هذا المسلسل وأنا أشاهد وأتابع الحملة الإسفيرية الطخمة المنظمة لمنع بعض النساء السودانيات من العمل كخادمات في المنازل بالمملكة العربية السعودية ؟؟ .

وهو أمر جد غريب ، وكأن العمل كخادمة هو من أبواب الرزق الحرام ، أو المشبوه أو المعيوب وكأن الكثير والكثير من السودانيات لم يسبق أن عملن كخادمات بالمنازل .

لماذا انتفخت أوداجنا بغيرة وهمية ومشاعر خادعة لمجرد أنهن قد عملن في بيوت سعودية ، علي الأقل في السعودية أجرتهن أعلي وأكلهن أفضل وعملهن أقل مشقة .

وفي السودان يعملن بمرتب إقل ومعاملة متفاوتة مابين الشفقة والعطف والرأفة والقسوة والإذلال والإهانة …!

ولا يمكننا أن نجزم أن كل الخادمات السودانيات في البيوت السودانية يعشن كأميرات ويمارسن الدلال ، ولا يمكن أن نجزم بمعاملتهن بغطرسة وتعال ونفور ؛ فنحن بشر وطباع البشر مختلفة ومايحدث لخادمة” من معاملة كريمة أو سيئة في السودان يحدث مثلها في السعودية .

اذا” أين المشكلة وما الجديد في الأمر ،ولماذا هذه الحملة المسعورة والتي لم تراع لخصوصية فتاة أو حرمة سيدة وجعلت البعض ينسي أخلاقيات السودانيين فطفقوا يرسلون صورهن وصور جوازات سفرهن ويعرضونها علي الأسافير وهم بذلك لعمري يدوسون كرامتهن ويمعنون في إذلالهن وتعريتهن من ملابسهن أكثر من ذلك السعودي الذي قيل أنه مارس الإذلال والاغتصاب تجاه واحدة منهن .

إن نشر صورة أية سودانية تمارس مهنة شريفة ومحاولة تجريحها وقتلها معنويا” هو تصرف بغيض كريه لا يمت للأخلاق بصلة.

كما أن الذين ينادون بمنع السودانيات من العمل كخادمات خير لهم المناداة بتوفير فرص عمل وحياة كريمة ووسائل إنتاج مساعدة .

وعليهم أيضا أ ن يوجهوا حماسهم هذا لمحاربة ظاهرتي (البغاء) و(اللواط ) عند بعض السودانيين والسودانيات في دول الخليج ؟.

والغريب في الأمر أنه لم يتم نشر صورة جواز واحد من جوازات السودانيات ال( 400) و التي ذكرت الصحف خبر مصادرة جوازاتهن والتي ضبطت بحوذة ذلك القواد الشهير (فلماذا نشرت صور جوازات عاملات المنازل ولم تنشر صور بائعات الهوي ) ….فمالكم كيف تحكمون؟.

و أيهما ياتري أفضل الفتاة التي تكنس وتمسح وتغسل وتكوي وتعمل بعرق جبينها من أجل لقمة حلال أم تلك التي ترتدي (البكيني ) في بعض فنادق (دبي ) وتبيع شرفها ب (خمسين درهم) للعرب وعشرة دراهم للبنغالة وبنظام قدر ظروفك.

خارج السور:

مناقشة مثل هذه القضايا تعكس تمسك البعض بألقاب بالية عفا عليها الزمن ومحاولتهم صبغ الحاضر بألوان الماضي ، والعيش في ذكريات الماضي والا عتكاف داخل الأمجاد القديمة ، والحديث عن السودان القديم ونحن وهيييييع …….وميييييييع وذكريات (أبوخليل ).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..