قصتي مع الانقلابات العسكرية «3»

٭ قرأت قصة الاستاذ الصحافي ادريس حسن الطيب مع الانقلابات العسكرية في السودان، وقفت عند محطات عديدة جعلت مئات بل آلاف من علامات الاستفهام تتراقص أمامي وتستقر في بعض الأحيان ُملحة في طلب الإجابة عن سؤال أحاط بالكتاب منذ السطر الاول وهو هل ما جاء من سرد للمواقف كان رصا صحافي لاحدث سياسية تجري حوله؟ أم كان لسياسي جعل من الصحافة وسيلة لصناعة الاحداث أو التأثير فيها على الاقل؟.. وفي هذه كانت اجابات واضحة وضعها الاخ ادريس مثلاً يقول: ففي يوم 32 اغسطس كنت اتناول طعام الغداء في منزل محمد احمد محجوب رئيس الوزراء وكان الشريف حسين الهندي حاضراً وبعد تناول الغداء طلب مني الشريف حسين ان الحق به في الاستراحة الحالية لمشروع الجزيرة القريبة من منزل رئيس الوزراء التي كان يتخذ منها مقراً له في بعض الاحيان لانجاز بعض المهام الخاصة بوزارة المالية.. ولحقت بالشريف في الاستراحة وهناك قال لي أن وفداً على مستوى عال يضم رئيس الوزراء وشخصه ووزير التعليم د. سيد احمد عبد الهادي وكمال عبد الله الفاضل سيسافر الى ليبيا وقال إن الساحة بها نذر انقلاب عسكري، وشرح لي رأيه في ذلك خاصة وأن هنالك جهات كثيرة ترى ان يهدم المعبد على رؤوس الناس أجمعين، وعزا ذلك الى قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان الذي كان الشريف حسين معارضاً له. هذا بجانب انقسام حزب الأمة وما أحدثه الصادق المهدي في البرلمان وخارج البرلمان من فوضى في الساحة السياسية وقد أدى ذلك الى حالة من الاضطراب، وقال لي إن فرصة غيابهم قد تساعد في وقوع الانقلاب وطلب مني كتابة خبر لكشف تدابير الانقلاب لكي يضطرب حال المنظمين له فسألته ان كانت لديه أى معلومات جديدة؟ فقال لي إنها معلومات مهمة للغاية سمع بعضها بأذنه وتلقى بعضها من مصادر أخرى وأنها تعكس خطوات خطيرة، وقال إنه يريد بهذا الخبر أن يفجر قنبلة لعلها تحرك سكون الساحة السياسية وتجعلها تعيد حساباتها بالنسبة للحفاظ على الديمقراطية.
٭ وحول رد فعل الذي نشره المؤلف كما أملاه عليه الشريف حسين يقول المؤلف: وبعد ذلك ذهبت الى مجلس الوزراء وأنا أفكر عن رد الفعل لدى المحجوب أنه رجل شديد الغضب والى هذا الوقت انا لم اطلع على الصحف بعد وكان ذهني خالياً من أى ردود فعل صدرت منه أو من غيره الليلة الماضية وعند دخولي الى مكتبه في الطابق الاول بمبنى المجلس وما أن شاهدني حتى رمقني بنظرة حادة وخاطبني بغضب واضح ووصفني بأني اريد تخريب حكومته وأنني اخطأت خطأ جسيماً في حقه وفي حق الوطن.. وامطرني بكلمات حادة وسريعة كمثل طلقات الرصاص وتكاد عيونه تخرج من محاجرها من شدة الغضب فوجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه.. والمحجوب رجل مفوه وبارع في الكلام شهدت له المحاكم والمنابر بالقدرات العالية على الحديث شعراً ونثراً.
٭ وأنا في هذه الحالة التفت فوجدت الشريف حسين جالساً على احد الكراسي والاستاذ عبد الماجد ابو حسبو يتحدث عبر الهاتف الخاص برئيس الوزراء كأن الأمر لا يعنيه واذا بالشريف حسين يقف وينقذني من هذه الورطة ويقول لرئيس الوزراء بالحرف الواحد ( ان ما نشره أدريس حسن صحيح مائة بالمائة وأنا الذي طلبت منه نشره بل أنا الذي امليت عليه الخبر، وقال يا سيادة الرئيس أنا مسؤول عن حمايته مسؤولية تامة).
اواصل مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. لم نهتد إلى ما ترمى إليه الصحفية آمال عباس . هل هذه الحلقات تمثل تلخيصاً لكتاب الأستاذ إدريس حسن أم نقداً له لآننى وللأمانه لم أستطع تحديد أيهما تنشد الصحفية .

  2. امال عباس مجدت طول حياتها فى ديكتاتور امى لايعرف الكتابة والقراءة …وهى التى تحسب نفسها اديبة…اى ادب يقود صاحبه للتطبيل للجهلاء؟والتطبيل عند المتوركين(من اصول تركية) معروف للسودانيين من قديم الزمان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..