أخبار السودان

حميدتي: أكاذيب تكشفها حقائق

بلا حدود – هنادي الصديق

ما زالت حملة تجميل وتلميع صورة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مستمرة، بغرض تبرئته من جريمة فض اعتصام القيادة والمجزرة التي راح ضحيتها مئات الشباب، ولا زال البعض يرمي باللائمة على جهاز الأمن والمخابرات والجيش والشرطة وكتائب ظل الحزب المحلول فقط، وإظهار حميدتي بمظهر المسكين المغلوب على أمره و(المضحوك عليه).

ولكنها تظل مجرد أمنيات لمن يسهل الضحك عليهم بقرشين، وأضغاث أحلام لمن شارك في الجريمة النكرا،ء أو أسهم فيها بالرأي والمشورة وحتى الصمت المطبق الذي يعتبر من الكبائر.

وللمساكين والبسطاء من يرون أن الجريمة تقع مسؤوليتها على جهة دونا عن الأخرى، نقول إن كافة أعضاء المجلس العسكري بمن فيهم (الموهطين) حالياً في المجلس السيادي، شركاء في هذه الجريمة وإن اجتهدوا في إبعاد التهمة عن أنفسهم بشتى السبل والوسائل.

ولعل الحقيقة الماثلة هي أن ما حدث صبيحة ٣ يونيو كان شروعاً في الانقلاب على الثورة من قبل (المعجا)، وفرض واقع عسكري بعيد تماماً عن الواقع الماثل الآن، واقع خالٍ من أي وجود لمدنيين، ولولا تماسك الثوار وإيمان الشارع السوداني بثورته وإصراره القوي على حمايتها، ولولا رفض المجتمع الدولي بأكمله الاعتراف بأي حكومة خلاف حكومة قوى إعلان الحرية والتغيير التي طالب بها الشعب وخرج لأجلها، لكان السودان اليوم يرزح تحت حكم من لا يرحم ولا يخشى الرحمن.

لست من المؤمنين بانفصال القوات النظامية بأكملها عن الحزب المحلول ولا قياداته، ومؤمنة جداً بأن كل السلحفائية التي يتم التعامل بها تجاه كل ما له علاقة بالنظام البائد، جزء من الصفقة بين المؤتمر الوطني وبين (المعجا)، ليشكل لها غطاءً سياسياً تتدثر به كما يحدث الآن لحين تحقيق الهدف بعودة النظام السابق مرة أخرى، ابتداءً من التباطؤ في حل الحزب ومصادرة ممتلكاته وأصوله، وتجميد حساباته بما في ذلك حسابات قططه السمان ورموز فساده، مروراً بالسلحفائية في إعادة هيكلة الجيش ليكون جيشاً قومياً عقيدته الوطن، وجهاز أمنه الدموي ليكون جهازاً قومياً تنحصر مهمته في جمع المعلومات وتحليلها، انتهاءً بتنقية وتصفية ودمج المليشيات التي تتضرع في شوارع العاصمة والولايات لتكون جزءاً من القوات المسلحة السودانية.

فكلها حقائق تكشف زيف وتضليل أصحاب الرتب والنياشين للشعب السوداني الواعي رغم كل شئ.
إذن التحليل الأقرب للحقيقة هو أن الجميع شارك في فض الاعتصام، والجميع كان يمني نفسه باقتسام الجزء الأكبر من الكيكة، ولكن إرادة الله، ثم الشعب كان لها القول الفصل.

أختم هذه الجزئية بتحليل الماجد سامي صلاح في هذا الصدد بأن ما يعرفه الجميع أن قوى إعلان الحرية والتغيير وقعت الإعلان الدستوري مع ذات هذه القوى التي انقلبت عليها والتي أٌرغِمت أي (الأخيرة) (كراعا فوق رقبتا) على هذا الاتفاق، وهنا تكمن المعضلة، فما بين مطرقة الجبهة الإسلامية المؤتمر الوطني مدعوماً بدولته العميقة وجهاز أمنه وكتائب ظله الذين يعملون على الانقضاض على الثورة وما بين سندان (أعداء الأمس شركاء اليوم)، تقف المواقف متباينة: هل كان الاتفاق صائباً وهل نسير بذات الطريق في سبيل التخلص من الإسلاميين بدولتهم العميقة وكتائب ظلهم؟ أم تستمر الثورة حتى التخلص من الجميع؟ ومن الواضح أن الطريق الأول هو الغالب حتى الآن.
ولكن تبقى قضية مجزرة فض الاعتصام بكل آثارها غصة في الحلوق، ومهدّدة للعملية السياسية الجارية برمّتها، ما هي السيناريوهات المتوقعة في حال قامت لجنة التحقيق بتوجيه الاتهام للمجلس العسكري؟ وبالمقابل ما هي السيناريوهات في حال تبرئته وتوجيه أصابع الاتهام إلى ضباط أقل في الرتبة؟ هذه المعضلة تحتاج إلى قراءة متبصّرة وحذرة في ذات الوقت وبالضرورة آراء متباينة.
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. نعم إن “النعجا” قد قامت بهذه الجريمة النكراء.
    و يا خبر بفلوس بكرة ببلاش.
    كم سنة سيبقى هؤلاء المجرمون في السلطة قبل أن تدور عليهم الدوائر.
    قالوا الزمن دوار يا بسمة النوار.
    والكلام ليك يا البرهان المنطط عينيك.
    وأما حرامي الحمير فمصيره لظى والسعير.

  2. البوامة عليكى شنو ياماجدة (ههههههههى)
    عينوك بدل نبيل اديب ؟
    انتظرى لجنة التحقيق القانونية بعدين اتركي المجال لخيالك ولأصحابك الاماجد

  3. السلحفائية التي يتحدث عنها الكثيرين نابعة من تعقيد الوضع القائم حاليا بعد توقيع الوثيقة الدستورية مع اعداء الامس باعتبارهم الاقرب الى الثورة بعد انقلابهم على مجموعة الحاكمين السابقين طمعا في السلطة بدعم خارجي وليست دعما للثورة الشعبية فقد اصبح هؤلاء او ما يسمى بالمجلس العسكري بين مطرقتين لان الكيزان يرغبون في الثار منهم لخيانتهم لهم وفي نفس الوقت يدغدغون مشاعرهم للاستيلاء على السلطة والانقضاض عليهم بعد ذلك لانهم بلا سند شعبي وبين مطرقة الثوار الذين يقفون لهم بالمرصاد دون الوصول للسطلة وفي نفس الوقت ياملون ان لا يطالهم سيف المحاسبة لانهم شاركوا في فض الاعتصام لذلك تجدهم كالقط الذي تمت محاصرته في مكان ضيق فهو خطر على مضايقه يمكن ان ينقض عليه في اي لحظة وحتى لا ننشغل بهم عن ملفات الفساد والدولة العميقة وهذا مايريده الكيزان يجب تركهم في قفص واعطائهم مساحة محدودة للتحرك وفي نفس الوقت الاسراع في تصفية ملفات الدولة العميقة واستراد اموال الشعب المنهوبة وان يصبر الشعب على باقي الملفات التي لها علاقة بالعسكر لحين انهاء ملفات التمكين والفساد لان الانشغال عن هذه الملفات سيؤدى للمزيد من تاكل الاقتصاد ومنح الكيزان فرصة لتوفيق اوضاعهم واعادة تدوير حزبهم

  4. الحكاية ظاهرة ان الجماعة اما خايفين من حميدتي وجنجاويده او انهم يريدون استخدامهم لصالحهم ضد خصومهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..