مسجد أبو بكر الصديق …. نفحات في شهر البركات

المساجد هي بيوت الله في الأرض ، وهي المنارات التي تشع بالنور والطمأنينه والذكر والفكر..يفوحُ فيها أريج القرآن من حلقات التلاوة اليومية ، وختماته الشهرية .. وكانت المساجد في العهود الإسلامية الزاهرة المكان الذي تُمارس فيه كافة الأنشطة المجتمعية – حتي التدريب والإستعداد المادي للجهاد- كان ينطلق من ساحات المساجد بالإضافة للأنشطة الدعوية والثقافية الأخري …
مسجد أبو بكر الصديق – بحي النزهة – بالخرطوم- واحدٌ من هذه المنارات التي تقوم بدورٍ دعويٍ كبير ، وعلي رأس هذا المسجد لجنة مُدركةٌ لدورها الدعوي والإجتماعي تماماً فكان لها برامج دعويه طوال السنة ، وعندما أتي شهر رمضان المبارك ، شمرت عن ساعد الجد ، ووضعت خطه محكمة للشهر الفضيل حوت العديد من المحاضرات المتنوعة ، والتي يحتاجها الصائم ، وتم تنفيذها بدقةٍ متناهيةٍ ، وحرصٍ شديد … فكانت الدروس الفقهية اليومية” فقه الصيام” عقب صلاة العصر والتي يقدمها فضيلة الدكتور أحمد محمد عبد المجيد- قاضي المحكمة العليا ، وخطيب المسجد ، ورئيس لجنة المسجد ، والتي وجدت الإستحسان والقبول ؛ لبساطتها و الأسلوب الشيق السهل الذي ينتهجه الدكتور … وكانت هنالك العديد من المحاضرات المُعلن عنها في لوحة المسجد ، ومشاركة العديد من العلماء والدعاة فيها … حيث كانت المحاضرة الأولي ” الإستعداد لشهر رمضان ” قدمها الشيخ أحمد الكاروري ، أبان فيها أن رمضان شهر خاص ، وهو يحتاج إلي إستعدادٍ خاص ، وتجرد لله تعالي ، حيث تتضاعف فيه الحسنات قال تعالي في الحديث القدسي :” الصوم لي وأنا أجزي به “… فالمحاضرة الثانية قدمها اللواء طبيب “م” محي الدين سر الختم ? إختصاصي الباطنية .. أوضح خلالها بعض الفوائد المادية والصحية للإنسان الصائم … منها تخلص الجسم من المواد السامة والشحوم والباكتريا الضارة … زيادة معدل التمثيل الغذائي بنسبة 5-6% وزيادة مقدرة الجسم علي حرق المواد الغذائية … يعالج الصيام مرض السمنة وذلك بحرق الدهون المتراكمة في الجسم وهي سبب كثير من الأمراض مثل ” أمراض القلب والشرايين ، والسرطانات” ، وحرق الدهون في الجسم يقلل من نسبة الكلسترول والدهون الضارة التي تؤدي إلي ضيق الشرايين وتتسبب في الذبحات الصدرية ، والجلطات الدماقية … الصيام يحسن أداء الجهاز المناعي … الصيام يؤخر الشيخوخة وذلك بتجديد الخلايا الحيوية في جسم الإنسان … والصيام يعالج الجفاف الجلدي .. والمصران العصبي… وقال صلي الله عليه وسلم ” صوموا تصحوا “… فكانت محاضرة الشيخ تاج السر عبد الباري ، والتي كانت تحت عنوان ” أحداث السيرة النبوية في رمضان”… بحقٍ وحقيقةٍ كانت سياحة مباركة في السيرةالعطره ، وأبان فيها الشيخ بإسلوبه الشيق الأخاذ أن رمضان كان من مواسم العطاء الكبير ، و كانت الأحداث فيه غيرت مجري التاريخ ، وهو شهر جهاد وكفاحٍ وعمل لا شهر كسل ٍ وخمول … وبعد ذلك كانت محاضرة الدكتور إبراهيم الكاروري ? عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة أم درمان الإسلامية تحت عنوان ” فقه الأولويات ” ..ذكر خلالها أن علي المسلم العلم قبل العمل ، ومراعاة الضروري قبل الحاجي ، والحاجي قبل التحسيني ، الكيف قبل الكم ، والقلب قبل الجوارح ، المقاصد قبل المظاهر ، الأنفس قبل الأنظمة ، الفرائض قبل السنن والفرائض، والامة قبل القبيله … ومن ثم كانت محاضرة مولانا الدكتور أحمد محمد عبد المجيد ? قاضي المحكمة العليا وخطيب المسجد .. وكانت عن الدعاء ودوره في حياة الفرد المسلم .. وذكر أن الله تعالي يحب العبد الملحاح .. وأن المصطفي صلي الله علية وسلم قال :” الدعاء مخ العبادة “… ” والدعاء هو العبادة ” وعلي الفرد المسلم أن يكون متزللاً لله تعالي و كثير الدعاء والإستغفار والتوبه….
الله يغضب إن تركت سؤاله ************** وبُني آدم حين يُسأل ُ يغضب
وتحدث أيضاً عن العقيدة الإسلامية … وعن شهادة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. وهي كلمة طيبة كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها حين بإذن ربها ” … وقال في هذه الآيات .. إن العقيدة هي الجزور ، والعبادات هي السيقان والفروع ، والأخلاق والسلوك هي الثمار … ومن ثم كانت محاضرة العميد الركن الزين عبد الله تحت عنوان ” معارك المسلمين في رمضان” أكد أن شهر رمضان عند المسلمين هو شهر جهاد ونفير لا شهر خمولٍ وكسل كما عند قطاع عريض من مسلمي العصر الحالي … المعارك الفاصلة و كانت في هذا الشهر المبارك … بدر الكبري .. وفتح مكة .. وعين جالوت وغيرها .. بدر الكبري هي يوم الفرقان كما وصفها المولي عز وجل ” يوم الفرقان يوم التقا الجمعان ” وفيها قطع الله دابر الكافرين ، حيث هلك أكثر من 70 من صناديد قريش علي رأسهم … أبو جهل ، وأمية بن خلف ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة … وعين جالوت التي دحرت التتار بقيادة القائد المسلم سيف الدين قطز … وفتح مكة التي زهقت الباطل وطهرت البيت الحرام من الأصنام ..” وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زُهُوقا “… وكانت هنالك محاضرة تحت عنوان ” النحل آيةٌ من آيات الله ” قدمها الدكتور أحمد الملك – مدير مركز العسل السوداني… تحث فيها عن فوائد العسل الصحية ، وسرد الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تعزز ذلك …
ومثل هذه الأنشطة الدعوية تُعيد للمسجد ريادته ، ودوره الحضاري الذي كان يقوم به في عهود الإسلام الزاهرة … ومسجد أبو بكر الصديق” بحي النزهة ” واحد من هذه المنارات التي تواصل العمل الدعوي طوال العام وكأن شعار لجنته الموقرة ” وإذا فرغت فانصب ” … وما هذه المحاضرات إلا نفحات ٍ قليلةٍ ونمازج فقط ، وهي قطرةٌ من نبعٍ كبير من النشاط في هذا الشهر الفضيل …
فيصل علي موسي
[email][email protected][/email]