
بقلم : محمد يوسف محمد
منذ عام 2020 كان التحريض لغزو الشمال والوسط على أشده في غرف البالتوك وبالمقابل رفع عمسيب ومجموعته شعار الإنفصال واستمر الحشد والحشد المضاد والتحريض القبلي والجهوي في غرف البالتوك حتى خرج للواقع في عام 2023 وشعارات مثل المليون جندي ودولة النهر والبحر ودولة 56 كلها مصطلحات كانت تتداول في غرف البالتوك منذ 2020 حتى خرجت الى حيز الواقع ولم يعلم بها الكثيرين إلا بعد 4 اعوام في منتصف 2024 وكانوا يعتقدون في بداية الحرب أن الامر مجرد تمرد سينتهي في ثلاثة ايام كما قال لهم البلابسة ثم مدد البلابسة التوقيت الي ثلاثة اشهر ثم ثلاثة سنوات والحبل على القارب.
إنعدام الوعي بحجم المخطط وغياب القيادة السياسية التي تمتلك رؤية للتصدى لهذه المخططات ترك الساحة خالية للمخطط بمضى بكل سهولة فمايسمي بقحط كان كل همها الإستمرار في الحكم وإستمرار التحالف مع العسكر وكان كل هم الكيزان قطع الطريق على قحط بالتحالف هم مع العسكر، بينما كانت بوادر الخلاف بين المكون العسكري واضحة لكن كان السياسيين مشغولين بالنزاعات ولم يروها.
لم يخفي قائد التمرد نواياه فقد صرح بها في مفاوضات جوبا عدة مرات وظل يرددها هو وشقيقه قبل الحرب بشهور دون أن تجد دولة أو جسم سياسي يرد عليها فتم تجييش قبائل ومكونات قبائل دارفور العربية ضد سلطة المركز التي يرونها انها لا تمثلهم وتمثل المكون العربي في الشمال والوسط فقط والذي إستحوذ على الثروة والمال واهملهم حسب إعتقادهم وأما المكون الافريقي فقد حسم أمره وحمل السلاح منذ عهد مايو ضد السلطة المركزية التي يرى أن الشمال والوسط ظل مهيمناً عليها منذ الإستقلال، وبهذا يكون قد خرج المكون الافريقي لغرب السودان منذ سنوات طويلة عن طاعة المركز منذ عقود وخرج المكون العربي لغرب السودان أيضا عن طاعة المركز بهذه الحرب وبهذا يكون المركز قد فقد ولاء الطرفين الذين يمثلون غرب السودان.
لن تتوقف هذه الحرب إلا بالإنفصال (وحتى بعد الإنفصال ستعود) فقد دخلت أمريكا بكل ثقلها في الساحة السودانية لتنفيذ الإنفصال وأولى الخطوات العقوبات التي فرضت مؤخراً وستتصاعد لتضيق الخناق في وقت إنهار فيه الإقتصاد وإنهارت البنى التحتية وكل الخدمات وأفلس المواطن ولم يعد أمامه غير الفقر والجوع فقد وقع في الفخ دعاة الحرب الذين ظنوا أن الأمر نزهة قصيرة!!
سيتقبل الجميع خيار الإنفصال كمخرج لما يعيشونه من ويلات متصاعدة!! وحتى بعد إنفصال الغرب لن يتوقف الأمر عند هذا فسنعود لتكرار الأخطاء التي أدمناها والتي تسببت في فصل الجنوب ثم ستفصل الغرب ويعود الطامعين في السلطة للتنازع ويعود البلابسة للبل وستعود أمريكا لفرض العقوبات وسيتم فصل جزء ثالث ثم رابع وخامس فنحن مدمنين للاخطاء ولا نتعلم من أخطائنا.
Email:[email protected]