أخبار السودان

 ما اشبه الليلة بالبارحة والخطة (ب) الدموية عام ١٩٨٩

بكري الصائغ
١- عودة الى تصريح قديم صدر من العقيد اركان حرب/ فيصل ابو صالح، العضو السابق في “المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ”، ونشر التصريح في صحيفة “العالم اليوم” بتاريخ يوم السبت ٢٥/ يوليو ١٩٩٢- العدد رقم (٣١٢).

٢- قال فيصل ابوصالح وهو يحكي كيف وقع انقلاب يوم الجمعة ٣٠/ يونيو ١٩٨٩: (… كانت الخطة بسيطة جدآ، تمثلت في تحرك من سلاح المدرعات، يقوده الرائد/ ابراهيم شمس الدين، الذي كانت عنده علاقات وطيدة مع ضباط سلاح المدرعات الموجودين في مطار الخرطوم، بحيث يقود القوة  احد الضباط من دفعته يدعي جعفر ابوالقاسم ، وتؤمن القيادة العامة بواسطة ضابط عظيم هو محمد الامين خليفة، ويؤمن مبني جهاز الأمن بضابط عظيم هو عبدالعظيم محمد بكري، والتحرك الاساسي من سلاح المظلات يقوده اما عمر البشير او محمد عثمان، وكان علي”العقيد اركانحرب فيصل” القيام بتامين مدينة الخرطوم من ناحية الجنوب وحتي منطقة سوبا، اما منطقة امدرمان والوادي كانت تحت اشراف عبدالرحيم محمد حسين وعبدالقيوم محمد احمد، اما دور ضباط السلاح الشعبي كان في القيام باعتقالات كبار السياسيين وشاغلي الوظائف السيادية.).

٣- اكمل فيصل ابو صالح كلامه عن انقلاب ٣٠ يونيو، وقال: (كانت هناك خطة اخرى اسميناها الخطة “ب”، تنفذ في الثالثة مساءآ من نفس اليوم المحدد عندما يتم التاكد ان الحركت فشلت، ويقوم بتنفيذ هذه الخطة جماعة نافع، وتتضمن تصفية بعض السياسيين البارزين، وخلق جو من الفوضي والبلبلة في العاصمة، يعقبه بعد ذلك تدخل من شخصيات بارزة مثل المشير/ سوار الذهب، وتاج الدين عبدالله للاستيلاء علي السلطة.).

٤- جاءت الاخبار اليوم الثلاثاء ١٤/ يناير الجاري ٢٠٢٠ وافادت، ان مجموعة من منتسبي “هيئة العمليات” بجهاز المخابرات في الخرطوم اقدمت علي اطلاق الرصاص في الهواء بمقر الجهاز في حي كافوري ما استدعى الى تدخل الجيش السوداني والدعم السريع الى الانتشار في العاصمة السودانية بالاضافة الى التوجه الى منطقة اطلاق النار، فيما قال شهود شهود عيان بمنطقة كافوري أنهم شاهدو مجموعة من منسوبي هيئة العمليات بجهاز المخابرات، يطلقون الرصاص في الهواء بمقر الجهاز في كافوري، مشيرين إلى أن ضابط برتبة اللواء كان يتحدث مع المجموعة التي رفضت الإذعان للتعليمات وواصلوا في إطلاق النار العشوائي، وإغلاق طريق المحطة الحرارية بكافوري، في غضون ذلك قال عضو المجلس السيادي الفريق ركن شمس الدين كباشي أن ما يجري من قبل المحتجين بهيئة جهاز المخابرات العامة يصنف تمرد عسكري. وقال كباشي لقناة الجزيرة: (إن أي عمل كهذا يصنف كتمرد عسكري. اطلاق أعيرة نارية في وسط المدينة هذا تمرد وسيتم التعامل معه بالطرق التي تكفل إحتواء هذا التمرد وستعود الخرطوم هادئة في الساعات المقبلة بإذن الله). وأضاف كباشي أن هذا قصور عسكري وأمني نعترف به وهو ترويع للمواطنين ويهدد العملية السياسية. وقال كباشي أن ما حدث من قبل أفراد هيئة المخابرات غير مقبول ونتيجة قصور أمني ولن نقبل به. وأضاف: (بقاء هذه القوات بهذه الشاكلة أمر غير مقبول وكانت هناك أهداف لذلك ولم يكن مقبولاً بقاء هيئة العمليات بشاكلتها قبل الثورة وعملت ما عملت إبان المظاهرات، وغيرنا مواد في قانون جهاز الأمن والمخابرات. والتذرع بالمطالب المالية من قبل المحتجين من أفراد الأمن غير منطقي وغير مقبول.).

٥-  الضباط والجنود الذين قاموا اليوم باثارة البلبلة واطلاق الرصاص كانوا ينتمون ل”هيئة العمليات التابعه لجهاز والمخابرات العامة”، وهو الجهاز الذي تم حله وتخيير منسوبيه الذين تقدر اعدادهم بأكثر من (١٠) الفم قاتل ما بين الإنضمام للجيش او “الدعم السريع”، اكتسبت”هيئة العمليات” شهرة واسعة في السودان علي – اعتبار انها الهيئة التي كانت تنفذ العمليات القذرة المتعلقة بالتصفيات الجسدية ب”الجملة والقطاعي”، والاغتيالات المبرمجة ضد الطلاب النشطين في مجال السياسة ومعارضة الوضع القائم في الجامعات والمؤسسات التعليمية، هم وراء عشرات الآلاف من حالات اختفاء مواطنين اغلبهم لم يعودوا حتى اليوم الي اسرهم.

٦- اكتسبت”هيئة العمليات” شهرة واسعة في مجال الاغتصابات التي كانت تتم تحت رعاية الفريق أول/ صلاح قوش، والفريق/ محمد عطا، ميزانية “هيئة العمليات” كانت تفوق ميزانية وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم العالي.

٧- الضباط والجنود في “هيئة العمليات” كانت عندهم حصانة قوية منعتهم من الخضوع للمساءلة والتحقيقات في الجرائم التي ارتكبوها ضد المواطنين، كانوا فوق القانون، وفوق لوائح ونظم الخدمة العسكرية، كانت الهيئة عندها السند والحماية من الرئيس المخلوع شخصيآ، بل حتي اغلب ضباط جهاز المخابرات في الاجهزة الاخري كانوا يعملون الف حساب ويحترسون من ضباط وجنود “هيئة العمليات”!!

٨- هل حقيقة ما صرح بها اليوم الفريق أول/ “حميدتي”، ان ما وقع في منطقة كافوري، وتمرد بعض ضباط وجنود من “هيئة العمليات” المنحل هي محاولة قام بها صلاح قوش؟!!، اذا ثبت حقيقة تصريح “حميدتي” فهذا يعني ان “جهاز المخابرات العامة” مخترق، وان هناك عدد كبير من ضباط وجنود وموظفين فيه مازالوا علي انتماء قديم، وولاء لصلاح قوش!!

٩- وهذا قد يعني ايضآ، ان “جهاز المخابرات العامة” فيه عناصر عسكرية وأمنية تدين بالولاء لنافع علي نافع مدير المخابرات السابق!!، وان التمرد الذي وقع اليوم هو صورة طبق الاصل من الخطة (ب) التي كانت ستطبق فجر يوم ٣٠/ يونيو ١٩٨٩.

١٠- المؤسسات العسكرية في السودان مازالت تحف بها مخاطر من داخلها، وما حدث اليوم اكبر دليل علي وجود سلبيات تعوق اداءها بشكل مرضي، ولكي يتم منع انزلاقها نحو الفوضي وعدم الانضباط.

١١- لابد من اعادة هيكل هذه المؤسسات بصورة جادة وقوية، والعودة بها كما كان الحال قبل انقلاب الفريق/ ابراهيم عبود، الذي هو اول من بدأ تخريب الجيش السوداني وزجه في اتون السياسة، وجاء من بعده النميري الذي اجبر القوات المسلحة علي حماية “شريعة بدرية سليمان”!!، واخيرآ البشير الذي وهب السعودية كامل القوات المسلحة…وترك حماية البلاد علي عاتق” هيئة العمليات” بجهاز المخابرات في الخرطوم!!
بكري الصائغ
bakrielsaieghyahoo.de

‫4 تعليقات

  1. حتي لا ننسي: هؤلاء حاولوا تنفيذ الخطة (ب)
    الدموية بعد ثلاثين عام من التخطيط لها:

    ١- (أ)- علي عثمان و”كتائب الظل”: في كلمة مذاعة ومتلفزة ومبثوثة على الملأ اعترف علي عثمان محمد طه بامتلاكهم ل”كتائب ظل”، وعزز هذا الاعتراف الجهير اعتراف آخر مبثوث على الفيديو بامتلاكهم لما يسمى (خفافيش الظلام)، وهذه الاعترافات الموثقة تعيد للأذهان تلك الأنباء التي سبق أن نشرتها شرطة ولاية الخرطوم وقالت فيها أنها تمكنت من ضبط كميات كبيرة من بنادق الكلاشنكوف والملتوفات وأسلحة أخرى صغيرة وذخائر تالفة وغير صالحة للاستعمال، مخبأة بإحدى البنايات تحت التشييد بحي الختمية ببحري.. وهذا النبأ الشرطي أعاد للأذهان أيضا حكاية ذلك السلاح المدفون تحت الأرض الذي قيل أنه تم ضبطه بمنطقة الخليلة.

    ٢-
    قيادي”بالمؤتمر الوطني” يهدد المحتجين بقطع الرقاب
    (11.01.2019:- هدد القيادي في حزب المؤتمر الوطني الفاتح عزالدين “بقطع رقبة” كل من يحمل السلاح وبإجراءات حاسمة لمن يتظاهر بدون تصريح. وقال في خطاب له أمام قيادات من دارفور تتبع للحزب ان الحكومة ستتعامل بحسم شديد مع المحتجين، مشيرا الى أنهم جاهزون لفعل اَي شي للبقاء في الحكم.وحذر المحتجين الذين وصفهم باليساريين والبعثيين بعقوبات رادعة في حال خروجهم الي الشارع مجددا.وطلب الفاتح، خلال لقاء نظمه الحزب، أسبوعا للقضاء على من وصفهم بالمارقين قائلا: “أدونا أسبوع والراجل تاني يمرق وأي زول شايل سلاح حنقطع راسه”، ثم استدرك: “الكلام للشيوعيين والبعثيين والمارقين وليس للسودانيين”.).

    ٣-
    حسين خوجلي يقول ونحن حيين مافي شيوعي
    او بعثي او عنصري وخلافه حا نخليه يحكم السودان

    ٤-
    مسار يُهدد بقيام ثورة خلال أسبوع إذا لم يشاركوا في الحكومة
    (أكتوبر, 2019: قال رئيس حزب الأمة الوطني عبد الله مسار، أن حكومة الفترة الانتقالية لا علاقة لها بالسودان، ووصفها بأنها حكومة (شنط)، وأن أغلب وزرائها جاءوا من خارج البلاد. وهدد مسار بجمع عشرة آلاف شخص للقيام بثورة جديدة حال تم إقصاؤهم من الحكم، وأردف: “نحن جايين للحكم طولتو ولا قصرتو”.).

    ٥-
    شاهد.. حسين خوجلي : شكلوا السلاح حيزغرد قريب
    (2019-11-29: أثار القيادي بالنظام البائد، والاعلامي حسين خوجلي جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ، عقب ساعات من إجازة قانون تفكيك النظام البائد الذي تضمن حل حزب المؤتمر الوطني . ونشر حسين خوجلي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورًا قال فيه : “أخوتي أخواني .. شكلوا السلاح ح يزغرد قريب”.).

  2. أخوي الحبوب،
    ابو عمر،
    ١-
    تحية طيبة، ومشكور علي الزيارة الكريمة.
    ٢-
    (أ)-
    كلمة “شريعة” ممكن ان تاخذ معني غير المعني الديني.
    فمثلآ ممكن ان نقول “شريعة الغاب- شريعة “قَانُونُ البَقَاءِ لِلأَقْوَى”.
    (ب)-
    او كما قال الشاعر عدنان مردم بك:
    ليس الضراوة في دم متصبب … ينهل منهمرا كصوب رباب
    – إن الضراوة في امتهان كرامة … أو في امتهان شريعة الآداب.
    (ج)-
    وهناك ايضآ، سلطة رئيس الجمهورية في سن التشريع.
    (ج)-
    جاء في احدي المواقع الكويتية:(اكد المشاركون في ندوة «غريبة في وطني» أن المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي لا تزال تواجه الكثير من الصعوبات والمعوقات الناتجة عن التفرقة التي تسبب فيها القصور في بعض الجوانب أهمها الاجتماعية والتشريعية.).

  3. حتي لا ننسي:
    الطيب سيخة يكشف أخطر أسرار النظام السابق
    2020-01-11: صحيفة “الانتباهة:- كشف أحد الفيديوهات المسربة لقناة العربية والذي تم بثه مساء الجمعة تحت عنوان: (الأسرار الكبرى .. جماعة الإخوان) عن إتجاه النظام السابق لإنشاء جيش مواز للقوات المسلحة السودانية بقيادة الطيب إبراهيم محمد خير (الطيب سيخة) يسمى قوات الاحتياط. وقال الطيب سيخة خلال الفيديو المسرب: (تم تعييني كمستشار بوزارة الدفاع وهذا التعيين لإنشاء قوات الاحتياط. وقوات الاحتياط هو قانون مجاز منذ العام 2013م ولم تتمكن الدولة من إنشاء هذه القوات لأنها تحتاج إلى كوادر وتمويل، ولكن الأخ الرئيس نظر للمسألة على أن تكون على أساس طوعي واستنفاري وهذا يعني استنفار كل الأمة لإنشاء قوات الاحتياط). وأضاف الطيب: (هذا ينقل البلاغ الذي أوصلناه لإخوتنا في الحركة الإسلامية في هيئة الشورى ليصل إلى كل الإخوان أن هذا بداية النداء للناس واستقطابهم لقوات الاحتياط والمشاركة مفتوحة بالقانون لكل الناس، لكن كوادر الحركة الإسلامية تأخذ الأولوية ليحقق الناس غرضاً كبيراً من أغراض حماية النظام وحماية الدولة، وإنزال المشروع الإسلامي في الجانب الجهادي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..