أخبار السودان

مدراء المخابرات السودانية.. لماذا دائمأ نهايتهم اليمة .. “دمبلاب مثالأ”؟!!

بكري الصائغ
 ١-
 هذا المقال اليوم لا دخل له بالسياسة والايدلوجيات والاديان، مقال ارصد فيه تاريخ “جهاز الأمن” منذ نشاءته الاولي في زمن الحاكم البريطاني عام ١٩٢٤, ورصد المدراء الذين شغلوا مناصب الرؤساء فيه بدء من العميد/ الرشيد نور الدين, الذي عينه الرئيس جعفر النميري عام ١٩٦٩ مديرأ علي “جهاز الأمن القومي”, وكان (الرشيد) هو اول مدير ل”جهاز الأمن القومي” في السودان، وانتهاءأ بالفريق/ ابوبكر دمبلاب اخر رئيس ل”جهاز المخابرات العامة” الذي اطيح به من منصبه اليوم الخميس ١٦/ يناير ٢٠٢٠.
 ٢-
 المثير والملفت للنظر، ان كل مدراء “جهاز الأمن” في السودان الذين شغلوا هذا المنصب منذ عام ١٩٦٩ وحتي الاخير “دمبلاب” كانت نهايتهم دامية واليمة، واخلوا مناصبهم بصورة مهينة، ولم يسلم احد من المدراء القدامي والجدد من سخط الملايين ولعناتهم، والسباب التي ما توقفت وما زالت تلاحقهم حتي اليوم.
 ٣-
 حتي عام ١٩٧٢ ما كان السودان يعرف شيء اسمه (جهاز الأمن)، جاء البكباشي/ جعفر النميري للحكم وقام بتاسيس اول جهاز أمني في البلاد حمل اسم (جهاز الأمن القومي) برئاسة العميد/ الرشيد نور الدين.
 ٤-
 كيف نشأ جهاز الأمن القومي السوداني?!!
 (أ)-
 تعود القصة الي عام ١٩٧٠ عندما زار الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الخرطوم لتهنئة النميري بالذكري الاولي علي انقلاب مايو ١٩٦٩، وفي احدي الجلسات ما بين النميري وعبدالناصر والقذافي الذي حضر ايضأ للتهنئة، نصح القذافي النميري بتاسيس جهاز أمن وطني علي غرار اجهزة المخابرات الموجودة في اغلب دول العالم لحماية النظام في السودان.
 (ب)-
 بعدها بدأ نميري في مشاوراته مع زملاءه (الضباط الاحرار) القابضون علي زمام امور البلاد، وبعد جلسات طويلة حول من يرأس هذا الجهاز الأمني الجديد، اتفقت الاراء حول اللواء خالد حسن عباس، ولكن حسن اعتذر عن الاقتراح، فتم تكليف مأمون عوض أبوزيد القيام بتاسيس الجهاز واعطوه مطلق الحرية في الاستعانة بمن يراهم هو اكفاء للعمل بالجهاز.
 (ج)-
 بدأ الجهاز عمله بمجموعة صغيرة من ضباط القوات المسلحة بمختلف الرتب العسكرية، وما كانت عندهم اصلآ دراية وخبرات كافية بالشؤون  الأمنية مما استدعي الامر الي ارسال ضباط وجنود في بعثات تدريبية للقاهرة.
 (د)-
 استعان مأمون عوض أبوزيد بمجموعة من خريجي جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، والذين كانوا ينتمون لتنظيم (القوميين العرب) واشتهروا باسم (الناصريين) -اي الذين يدينون بالولاء لجمال عبدالناصر-، وتوسع عمل الجهاز بعد تخصيص ميزانية كبيرة ومفتوحة.
 (هـ)-
 جاءت اولي المشاكل عندما اوعز احد اصدقاء نميري له بخطورة ما يجري في الجهاز من امور غريبة، وان الجهاز اصبح بيد (الناصريين) الذين قويت شوكتهم بعد تخريج الدفعة الثانية من مصر.
 (و)-
 لفت صديق النميري نظره ايضأ الي ان هذا الجهاز بوضعه الحالي ووجود عناصر تدين بالولاء لمصر، يعني احتمال انقلاب أمني علي النظام القائم متي شعروا اعضاء الجهاز بان سياسات البلاد لا تسير في صالح العلاقات السودانية- المصرية. ولمح صديق النميري له مجددآ وذكره، ان الرئيس جمال عبدالناصر في عام ١٩٥٤- اي بعد عامين من الانقلاب المصري عام ١٩٥٢ والانقلاب علي الملك فاروق – قد قام بانقلاب ضد رئيسه اللواء محمد نجيب وعزله تمامآ من السلطة، وحبسه وابقاه بعيدآ عن الاعين، وان عبدالناصر قد استعان بمؤيديه من ضباط جهاز الاستخبارات ونفذوا الانقلاب، وليس ببعيد ان ما وقع في مصر قد يتكرر في الخرطوم.
 (ز)-
 وما ان انتهي صديق النميري من كلامه مع النميري، الا وجاءت الاخبار فيما بعد وافادت بتعيين مدير جهاز أمن جديد بدل عن مامون عوض ابوزيد، وكان الرئيس الجديد هو الرشيد نور الدين الذي كان معروفآ عنه بالكراهية والمقت الشديد للمصريين…وكانت هذه اول اطاحة في تاريخ “جهاز الأمن القومي” طالت مامون عوض ابوزيد بسبب وشاية ومكائد!!
 (ح)-
 هناك رواية اخري تقول:
 (ومن اكبر الأخطاء التي ارتكبها الرشيد، انه في الوقت الذي كان فيه النميري يتقرب لمصر التي ساندت انقلابه، كان الرشيد كرئيس للجهاز  لا يخفي كرهه ومقته للمصريين وحبه للغرب علانية!!، اشتدت الضغوط المصرية علي النميري للاطاحة برئيس الجهاز، فتقدم الرشيد باستقالته لنميري وعاد لصفوف القوات المسلحة.).
 ٥-
 اللواء/ عمر محمد الطيب:
 من اكثر الشخصيات العسكرية التي شغلت منصب مدير “جهاز الأمن القومي” وكانت شخصية اثارت جدل واسع بسبب التعيين هي شخصية اللواء/ عمر محمد الطيب، فاغلب زملاء النميري من ضباط ومدنيين في تنظيم “الاتحاد الاشتراكي” استغربوا تعيين اللواء/ عمر، فقد كان اغلب رأي الناس في عمر، انه شخصية ضعيفة ومهزوزة ولا يمكنه ادارة الجهاز الأمني، وجاءت حادثة نقل (الفلاشا) الاثيوبيين الي اسرائيل لتنهي حياة عمر السياسية والعسكرية والأمنية، ويقدم للمحاكمة ويسجن، وبعد ان اطلق سراحه فضل البقاء والعيش في السعودية.
 ٦-
 اللواء/ الفاتح عروة:
 (أ)-
 عسكري ودبلوماسي، درس بالكلية الحربية السودانية ثم عمل ضابطاً بالقوات المسلحة ثم بجهاز الأمن وبعدها هاجر الى الولايات المتحدة ثم عاد مستشارا امنيا لرئيس الجمهورية ثم سفيرا للسودان لدى الأمم المتحدة  ، وعضو منتدب ومدير عام لشركة زين للاتصالات بالسودان.
 (ب)-
 عملية الفلاشا:  بعد فتح ملف عملية تهجير يهود الفلاشا وتوطينهم داخل إسرائيل بناء على أوامر عليا من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري وباتفاق مباشر مع الإدارة الأمريكية، وتورط كل من اللواء عثمان السيد، واللواء عمر الطيب، والفاتح عروة.
 (ج)-
 غضب الفاتح عروة من هذه المعلومات الخطيرة التي اضرت بسمعته، وقابل رئيسه اللواء/ عمر محمد الطيب وقال له بغضب شديد:”والله إحنا ضباط محترمين ونظيفين ونفذنا أوامر قانونية بصفتنا عساكر، وبكره نميرى ينظر فى هذا الموضوع مثلما نظر فى موضوع اعتقال الأطباء”.
 (د)-
 طلب الفاتح عروة من اللواء عمر، جمع ضباط وأفراد جهاز أمن الدولة لكى يقول لهم الحقائق، لأن من قاموا بالعملية لم يكونوا يعلمون بها، وجمع اللواء عمر الضباط بداية من رتبة العقيد وقال لهم بالنص: «يكون فى علمكم إنه ما فيه شىء بيتم فى الجهاز ده بدون علم وتوجيهات الرئيس، وإنتم عارفين التصريح اللى قاله نميرى: لو عاوزين يشيلوا الباقيين يجيبوا طيارات الأمم المتحدة، لأن دى سياسة دولة والضباط الذين نفذوا العملية ليس لهم دخل بالسياسة ولا حتى بإسرائيل، ولا يعرفون خلفيات الموضوع».
 (هـ)-
 بعدها كان الفاتح عروة المسؤول عن تأمين بيت الرئيس جعفر نميرى أثناء استقباله نائب الرئيس الأمريكى جورج بوش خلال زيارته السودان، وسمع من أحد الضباط أن الوفد المرافق لنائب الرئيس الامريكى طلب من نميرى السماح لهم بترحيل باقى الفلاشا بناء على طلب من الرئيس الأمريكى وقتها رونالد ريجان.
 (و)-
 لقد مرالفاتح عروة بظروف نفسية سيئة بعد استبعاده من عمليات نقل الفلاشا واعتقال أولاد عمه بطريقة مزرية، وكان ذلك بسبب تسريبه معلومات عن عمليات الترحيل للإخوان المسلمين، لكن عروة أكد فى التحقيقات أنه لم يسرب المعلومات للإخوان، وإنما سربها لزملائه الضباط بطريقة منظمة، وطلب من اللواء عمر إجازة سنوية عن طريق وساطة اللواء عثمان السيد.
 (ز)-
 بعد نجاح انتفاضة٦/ ابريل ١٩٨٥، تكشفت كل الحقائق عن ترحيل (الفلاشا) التي اساءت اساءة بالغة للجهاز الي يومنا هذا، ومازال اسم الفاتح عروة يقترن بالعلاقة والعمالة مع اسرائيل.
 ٧-
  الدكتور/ قطبي المهدي:
 من الأسماء الكبيرة التي ايضآ انتهت نهاية مرة وقاسية وسبق لها ان عملت بجهاز الأمن، الدكتور قطبي المهدي، والذي يقال انه حاصل علي الجنسية الكندية، ولكنه لا يستطيع دخول بلده الجديد كندا بسبب قضايا مرفوعة ضده من الحكومة الكندية بتهم اشتراك مواطن كندي في جرائم تتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في السودان، واشتراكه في سلطة فاسدة بالخرطوم، وانه بسبب ممارساته السابقة، ومجاراته لسياسات التطهير العرقي والتصفيات الجسدية، فقد قررت الحكومة الكندية تقديمه للمحاكمة بمجرد دخوله كندا.
 ٨-
 الدكتور/ نافع علي نافع:
 (أ)-
 نافع يقبع في زنزانة بسجن كوبر، وهو ثاني مدير لجهاز الأمن بعد عمر محمد الطيب ويسجن في كوبر.
 (ب)-
 نافع علي نافع الذي ادخل اساليب قمعية جديدة ماعرفت البلاد لها مثيل من قبل، وهي اساليب انفرد بها انقلاب الانقاذ بعيدآ عن مشورة جنرالات الجهاز الذين كانوا يفضلون ابقاء الجهاز وبعيدآ عن السياسة والحزب الحاكم، فتم احالة المعارضين للصالح العام، وانفرد النافع يحكم بيد من حديد جهازه الحزبي، حتي جاءت محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك باديس ابابا في يوم ٢٦/ يونيو١٩٩٥، وفشلت المحاولة التي تورط  فيها علي عثمان ونافع، تمت الاطاحة بنافع كرئيس للجهاز وتعيينه مساعد  في القصر، وبعدها ابعده البشير من منصبه في القصر بحجة انه قد اصبح عجوز هرم لا يصلح للسياسة!! ولكن لعنات ودعوات الألآف من ضحاياه في ( بيوت الأشباح) ظلت تلاحقه ليل نهار!!…حتي اوصلته لسجن كوبر.
 ٩-
 الفريق أول/ صلاح عبدالله قوش
 (أ)-
 بعد ان كان واحدأ من اقوي جنرال في زمن حكم البشير، غدا مطلوب القبض عليه بواسطة (الانتربول) لصالح الحكم الموجود الان في السودان ، وايضأ بعد ان كان رجل امريكا القوي في نظام البشير، رفضت حكومة واشنطن السماح له ولاسرته دخول امريكا!!
 (ب)-
 يعتبر قوش واحد من اسوأ مدراء جهاز الأمن في السودان، وسفاح ارتكب مجزرة في بورتسودان، وهو الذي ادخل السلاح الناري الثقيل الي عصابة “الجنجويد”، قوش شارك في التخطيط الذي جري لاغتيال الرئيس المصري مبارك عام ١٩٩٥.
 ١٠-
 الفريق/ محمد عطا:
 (أ)-
 بعد تعيينه عطا في منصب مدير جهاز الأمن عام ٢٠٠٩، التي جاءت بعد الاطاحة بصلاح قوش،عمت موجة من الاستغرب اغلب الضباط الذين يعرفون عطا حق المعرفة، فقد كان رأي الاغلبية ان عطا اخر من يصلح لرئاسة الجهاز، فهو في نظرهم ضعيف الشخصية الي حد البعيد، ولا يفهم في شؤون الأمن وادارة الجهاز.
 (ب)-
 وصلت القناعة عنعد غالبية الضباط في المؤسسات العسكرية الي ان البشير قد تعمد اختيار محمد عطا لقيادة “جهاز الأمن والاستبارات” لانه سيقوم بتنفيذ كل التوجيهات والاوامر علي الفور بدون ابطاء او “نقنقة”، وانه اخر من يفكر في الانقلاب علي السلطة، او يشارك في محاولة انقلاب عسكري.
 ١١-
 الفريق أول/ ابوبكر حسن مصطفي دمبلاب:
 (أ)-
 جاء في سيرته الذاتية:(لدى “دمبلاب” معرفة جيدة  وقوية بجهاز الأمن والمخابرات السوداني باعتباره تقلد عدة مناصب فيه من قبل أن يعين مديره العام، فقد أشرف من قبل على عدة إدارات فيه، منها إدارات العمليات والمخابرات الخارجية والاستراتيجية،ويؤكد من عملوا مع “دمبلاب” أو إلى جانبه أن لديه قدرة كبيرة على التواصل وخبرة طويلة في التعامل مع أجهزة المخابرات التابعة للبلدان المجاورة للسودان.).
 (ب)-
 اكبر خطأ جسيم ارتكبه دمبلاب اثناء الاحداث الاخيرة التي وقعت قبل يومين، بعد ان قامت جماعات مسلحة كانوا ينتمون في السابق ل”هيئة العمليات” التابع لجهاز الأمن باثارة الاضطرابات والبلبلة واطلاق الرصاص الحي، ان دمبلاب كان من رايه ان تجنح الحكومة الي فتح قنوات حوار مع المسلحين والا تلجأ الي ضرب القوة المسلحة، وهو الراي الذي كان مرفوض بشدة من قبل الحكومة، هذا الخنوع الذي صدر من دمبلاب احبط كل الجهات المسؤولة في السلطة، وانه ما كان ينبغي علي دمبلاب الجنرال المنضبط ان يجنح الي السلم مع من حملوا السلاح وهددوا سلامو وأمن المواطنين.
 (ج)-
 وما كان هناك من حل اخر امام السلطة الحاكمة في الخرطوم الا ان تطيح بدمبلاب، تمامأ مثل الاخرين الذين سبقوه في هذا المنصب الحساس.
 ١٢-
 جاءت الاخبار اليوم الخميس ١٦/يناير الجاري، ان رئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان، اعلن  اليوم الخميس، قبول استقالة الفريق أول أبو بكر دمبلاب، من منصب المدير العام لجهاز المخابرات العامة، وتعيين الفريق جمال عبد المجيد خلفا له، وذلك بعد احتواء الجيش والدعم السريع لحركة تمرد قام بها عناصر فى الجهاز.
 ١٣-
 أبرز المعلومات عن المدير الجديد لل”مخابرات العامة”
 السودانية الفريق ركن  ” جمال عبد المجيد ”
 (أ)-
 الاسم : جمال عبد المجيد قسم السيد .
 (ب)-
تم تعيينه في 16 يناير 2020 مديراً لجهاز المخابرات العامة السودانية خلفاً للفريق أول ” أبو بكر دمبلاب ” .
 (ج)-
تم تعيينه  في31 مايو 2019 ، رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية،  حيث أصدر رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول ” عبد الفتاح البرهان ” قراراً بتعيين الفريق الركن ” جمال عبد المجيد ” مديراً للاستخبارات العسكرية بعد إعادته للخدمة العسكرية ، وام تعيينه مديراً لهيئة الاستخبارات العسكرية خلفاً للفريق الركن ” مصطفى محمد مصطفى ” الذي استقال من عضوية المجلس العسكري الانتقالي ، وتم تعين الفريق أول ركن ” جمال عمر ” عضواً بالمجلس ورئيساً للجنة الأمن والدفاع .
 (د)-
شغل منصب نائب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية عام 2015 .
تولى رئاسة لجنة الترتيبات الأمنية مع الحركات الموقعة على اتفاقية السلام .
        بكري الصائغ

‫6 تعليقات

  1. الجديد المثير اليوم الجمعة ١٨/ يناير ٢٠٢٠ في
    موضوع الصراع داخل “جهاز المخابرات العامة ”

    اولآ:
    ( صلاح قوش ينفي لصحيفة (اليوم التالي)
    ماتداولته الوسائط حول رده على حميدتي
    ( نفى صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ماتداولته وسائل التواصل الإجتماعي يوم ( الأربعاء) بأنه رده على الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” بشأن إتهام الأخير له بأنه وراء الأحداث التي شهدتها البلاد أمس الأول الثلاثاء. وقال قوش ل (اليوم التالي) إن مايتم تداوله على وسائل التواصل بأنه جاء على لسانه ردًا على “حميدتي” غير صحيح. وامتنع قوش عن الإجابة عن أي سؤال بشأن التطورات الأخيرة بالبلاد بعد ثورة ديسمبر المجيدة، واكتفى قوش برده علينا برسالة نصية علي الواتساب. صلاح قوش يرد على اتهامات حميدتي: نحن من صنعناك فإنقلبت علينا واتحداك ان تقدم دليلا واحدا على اتهاماتك ولكننا نملك صور وفيديوهات تورطك في قتل الشعب السوداني وقيامك بفض الاعتصام ونملك تسجيلات بصوتك تطالب بفض الاعتصام..

    رد رئيس جهاز المخابرات السوداني الأسبق المهندس صلاح عبد الله “قوش” على اتهامات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” قائلا أن هذه الإتهامات تدل على قصر النظر في ادارة البلاد والفشل الذي يحيط بالمنظومة العسكرية التي تحكم البلاد ، وشدد قوش أن البلاد تمر بأزمات سياسية متراكمة ومشكلات اقتصادية يتم حلها بالشراكة مع كافة الكتل السياسية في البلاد دون إقصاء لأحد.. وشدد قوش في تصريحات نقلتها صحيفة اماراتية أن الفريق أول حمدان دقلو هو من صنعته حكومة الإنقاذ ولولاها لم يكن هو موجودا في هذا المنصب مشيرا إلى أن بحوزته أدلة دامغة تؤكد أن من قتل الشعب السوداني هي منظومة الدعم السريع بعلم قائدها..

    وأردف قوش قائلا ” نحن من صنعناك فإنقلبت علينا وها هو اليوم قد أتى لتصفية الحسابات وانتم من قتلتم الشعب وأمرتم بفض الإعتصام داخل اللجنة الأمنية ولدينا الدليل الصوتي”.

    وأضاف قوش أن ما حصل من تفلتات أمنية وتمرد أفراد يتبعون للمنظومة الأمنية هي نتاج طبيعي لحالة السخط والإمتعاض وسط أفراد القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة .. وقال انه ليس طرفا في الصراعات التي تحيط بالسودان سواء داخليا أو خارجيا وأن لديه ما يثبت تقديمه للإستقالة وإجراءات التسليم والتسلم لعهد الجهاز الى المجلس العسكري.. وشدد قوش أن مثل هذه الإتهامات تحتاج إلى دليل ولكنهم يصطادون في الماء العكر ويرمون فشلهم على غيرهم فمن تربع على منصب حكومي بعد هذا التغيير يجب أن أن يكون قادرا على تحمل صعوباته ووضع المعالجات اللازمة في حينها لا أن يرمي فشله على الغير.).

    ثانيـآ
    في اول تصريح بعد إستقالته – دمبلاب يصف
    البرهان بالضعيف والمتحكم فيه من قبل حميدتي
    المصدر:- “سودانيز اون لاين” –
    – 01-16-2020 –
    (في اول تصريح له بعد إستقالته من جهاز المخابرات العامة بسبب احداث هئية العمليات الجناح العسكري للجهاز والتي ادت الي تمرد عدد كبير من الجنود بسبب حالة الإحتقان التي حدثت بعد التأخر في صرف مستحقاتهم المالية . وقال دمبلاب في تصريحات خاصة ل”اليوم السابع ” أن الخلافات بينه وبين حميدتي سببها أن الاخير قد تدخل في عمل الجهاز بصورة غير مهنية وقام بفرض ظباط يتبعون لاستخبارات الدعم السريع علي الإدارات المختلفة ، كما اضاف دمبلاب أنه قد أبلغ البرهان بأنهم قد رصدو نشاطا مضاد في شكل حملات تحريضية وممنهجة تدعو لحل الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة تقوم بها إستخبارات الدعم السريع إلا أن البرهان قلل من هذه التقارير . وقال دمبلاب ” أن حميدتي يسعي للهيمنة علي كل المؤسسات الامنية مستفيدا من ضعف البرهان وحالة الهشاشة الامنية الموجودة في البلاد ، وبخصوص احداث هئية العمليات اضاف دمبلاب أن ما حدث تم تضخيمه اعلاميا بسبب المؤتمر الصحفي الذي عقد بجوبا وانه كمدير للجهاز اعترض علي الطريقة تدخل بها عبد الرحيم دقلو واللواء عثمان محمد حامد الذين قاموا بتصعيد الموقف علي حد تعبيره. واشار دمبلاب أن المؤسسة العسكرية متمثلة في برهان وفي إطار سعيها لتجنب الصدام مع الدعم السريع ، تمنح الكثير من النفوذ والصلاحيات لحميدتي لمواصلة الهيمنة علي البلاد.).

  2. جهاز المخابرات في زمن الحكم البريطاني

    ١-
    حتي عام ١٩٧١ ما كان هناك جهاز للأمن والاستخبارات في السودان، ولم يعرف احد أهل البلاد او سمع بوجود جهاز أمني مستقل يعمل بعيدآ عن وزارة الداخلية كما الحال في امريكا وروسيا ودول اوروبا.

    ٢-
    في زمن الحكم البريطاني في السودان (١٨٩٩- ١٩٥٦) كان هناك قسم كبير في وزارة الداخلية اطلق عليه اسم (البوليس السري)، كل ضباط الشرطة والعاملين فيه كانت مهمتهم بالدرجة الاولي جمع المعلومات عن قادة الاحزاب الوطنية، والسياسيين والصحفيين والمحامين النشطاء في العمل السياسي وسط الجماهير، وما علاقة هذا العمل السياسي بالاحزاب المصرية، الضباط الذين عملوا في (البوليس السري) كانوا ممنوعين من اعتقال النشطاء السياسيين، كل مهمتم ان يرفعوا التقارير اليومية الي مكتب الحاكم العام البريطاني في القصر، حيث يتخذ فيها الحاكم البريطاني مايراها هو من قرارات وتوجيهات لازمة التنفيذ.
    ٣-
    قرارات الحاكم العام الخاصة بالاعتقالات كانت ترسل الي وزارة الداخلية للتنفيذ بشرط الا يتدخل ضباط (البوليس السري) في الاعتقالات حتي لا يكشفوا انفسهم.

    ٤-
    قسم (البوليس السري) انشأ في داخله قسم اخر مختص بمراقبة الشيوعيين بصورة خاصة – علي اعتبار ان الشيوعيين هم اقوي فئة نشطة وسط العمال والفلاحين والطلاب-، بعض الضباط المصريين عملوا طويلأ في قسم (البوليس السري)، ونشطوا في مراقبة العلاقة بين الشيوعيين في السودان وقوي اليسار المصري.

    ٥-
    ظل هذا القسم موجود في وزارة الداخلية حتي عام ١٩٥٨، وبتوجيهات من الفريق/ ابراهيم عبود بعد انقلاب ١٧/ نوفمبر تحول قسم (البوليس السري) الي جهاز أمني كبير خضع لمدير الشرطة الفريق شرطة/ احمد عبدالله “ابارو”، رجل الأمن القوي، كان احد من الذين دافعوا بشراسة وضراوة شديدة من اجل بقاء النظام، اشتهر بشراسة الطبع وعدم الرحمة مع المعتقلين السياسيين. كانوا الطلاب في جامعة الخرطوم يطلقون عليه لقب:(هتلر المخستك)!!. “ابارو” كان يكن كراهية شديدة للشيوعيين، ولم يرحم احد منهم عند الاعتقال، قمع المظاهرات بقسوة مبالغ فيها . في احدي التحقيقات الصحفية قال:(- كنت اطارد الشيوعيين لانهم كانوا يسببون صداع امني في رأس النظام، ومن صميم واجباتي هو حفظ النظام )!!

    ٦-
    كثير من الصحف المحلية بعد نجاح ثورة اكتوبر١٩٦٤ نشرت الكثير من المقالات عن عن طبيعة “ابارو” القاسية، وكيف انه ما كان يرحم من يقع تحت يده، كان جنرال لا يعرف الرحمة مع المعتقلين السياسيين، كان ابارو واحد من الضباط الذين تدربوا وعملوا طويلآ مع الضباط الانجليز وتطبع بطبائعهم وصار واحدآ منهم يعرف واجباته تمامآ وبكل انضباط وحزم.

    ٧-
    كان اسم “ابارو” يثير الرعب في القلوب لساديته المبالغ فيه تجاه معتقليه. كان ابارو يكره ثلاثة اشياء: الشيوعيين والمظاهرات والمثقفين والصحفيين ورؤساء الاحزاب ، وكان هو بنفسه يتفرغ لتعذيب المعتقلين، فاذا كانوا شيوعيين فانه يقوم بتكسير اصابعهم ، وذلك بوضع قلم الرصاص بين الاصابع ويضغط عليها، وكان يستمتع كثيرآ بصوت تكسيرالاصابع.

    ٨-
    اما اذا كانوا المعتقلين طلاب مدارس واعتقلوا في مظاهرة ما، فانه يقوم بتعريتهم من كامل ملابسهم ويبقيهم طوال يومين بفناء ( المجلس البلدي) فرجة للرائح الغادي، ومن حولهم كانوا يقفون رجال الشرطة يسخرون من حالهم !!، نجحت فكرة “ابارو” في تخويف الطلاب ولكنها لم تستمر طويلآ.

    ٩-
    جاءت ثورة ٢١/ اكتوبر، وتوجهت المظاهرات العارمة لمجلس الوزراء وطالبت حكومة سر الختم الخليفة الأنتقالية بالتطهير الجذري في وزارة الداخلية، وبالفعل، خرج “ابارو” من الوزارة تلاحقه لعنات الملايين.

  3. وصلتني خمسة رسائل من اصدقاء اعزاء شاركوا بتعليقاتهم علي المقال، وكتبوا:

    الرسالة الاولي من الخرطوم:
    (…وين جهاز الأمن الاقتصادي؟!!، وهل صحيح ان الضباط والعاملين فيه قاموا بعد انقلاب ابريل الماضي بحرق كل الملفات الخطيرة والمستندات الهامة، واتلفوا الاوراق والوثائق المتعلقة بفساد القياديين في النظام السابق؟!!…لماذا لم يتم حتي الان فتح هذه الملفات الخطيرة، ولماذا لم تظهر اثناء محاكمة عمر البشير؟!!).

    الرسالة الثانية من موسكو:
    (…تعيين الفريق أول ركن جمال عبد المجيد مسؤولآ عن جهاز ”المخابرات العامة” لن يحل الفوضي العارمة والفساد المتفشي وعدم الانضباط الموجود منذ زمن طويل في الجهاز، الي جانب وجود تكتلات وكيمان كثيرة تتصارع من اجل سيطرتها وهيمنتها علي مقاليد الامور داخل هذه المؤسسة العسكرية الحساسة، قبل تعيين الفريق أول ركن جمال عبد المجيد مسؤولآ عن جهاز ”المخابرات العامة”كان المفروض حل الجهاز برمته واعادة تشكيلة مرة اخري بصورة اكثر انضباطآ وقوة، وبعد ذلك يتم تعيين مدير جديد يشرف علي جهاز أمني جديد،…واليوم، ما الذي يمكن ان يقدمه جمال عبد المجيد، ولم يتغير شيء داخل الجهاز الا الاطاحة بالمدير السابق دمبلاب، وكل شيء علي حاله القديم؟!!).

    الرسالة الثالثة من الخرطوم:
    (…اسوأ شيء في داخل “المخابرات العامة” خروج اكفأ الكوادر الواعية المدربة، وبقاء الضباط والعاملين الذين مازالوا ينتمون لحزب المؤتمر الوطني المنحل!!).

    الرسالة الرابعة من
    الرسالة الثالثة من استراليا:
    (…مجهود مقدر يا بكري، لكن فات عليك ان تذكر حقيقة هامة وهي ان كل المؤسسات الأمنية التي كانت موجودة في السودان لم تكن قومية باي حال من الاحوال ، بل تابعة ومملوكة كقطاع خاص للرؤساء الذين حكموا البلاد، بل حتي هذا الجهاز الاخير”المخابرات العامة” فاقد الهوية ويكتنفه كثير من الغموض، وعدم وجود دليل قوي يثبت انه قومي!!).

    الرسالة الخامسة من برلين:
    (…هناك فرق كبير وواسع بين مخابرات السودان التي جاءت بعد الاستقلال واشتهرت علي المستوي المحلي والعالمي بانتهاج الاساليب القمعية والفاسدة لصالح الانظمة الحاكمة ، ومابين جهاز” الموساد” الاسرائيلي المستقل تمامآ عن سلطة الرئيس الحاكم، ويعمل بكل حرية تحت حماية الدستور بعيدآ عن اي حزب او مؤسسة حكومية…هل عرفتم الان لماذا جهاز” الموساد” يعتبر واحد من اقوي الاجهزة الامنية في العالم؟!!…ولماذا اجهزة الأمن السودانية كانت في الحضيض؟!!

  4. ١-
    جاء خبر (غير مؤكد) من اي جهة رسمية ونشر في صحيفة “اليوم التالي” بتاريخ يوم الجمعة ١٧/ يناير الجاري تحت عنوان: (صلاح قوش يترك مصر وينتقل الى هذه “…” الدولة)، ومفاده، ان مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش وصل الأراضي الإريترية بمعية خمسة عشر ضابطًا مفصولاً من جهاز المخابرات، وقالت الصحيفة إنّ جهات إريترية لم تستبعد لجوء قوش إلى الأراضي الإريترية لاحتفاظه بعلاقاتٍ جيّدة مع الرئيس أسياس أفورقي. ياتي ذلك عقب وجود معلومات بأن النيابة العامة خاطبت رسمياً الشرطة الدولية الانتربول لجلب مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبدالله قوش والتحقيق معه في نيابة الثراء الحرام.).
    ـ انتهي الخبر –
    ٢-
    وتبقت الاسئلة حائرة تنتظر الاجابة:
    (أ)-
    لماذا اختار قوش دولة اريتريا بالذات ليسافر اليها؟!!
    (ب)-
    هل اريتريا هي نقطة الانطلاق المسلح بالنسبة لصلاح قوش ضد السلطة الحاكمة في الخرطوم؟!!
    (ج)-
    هل تطالب الخرطوم اسمرا بتسليم صلاح قوش المطلوب بتهم جنائية؟!!
    (د)-
    هل نشهد في الايام القادمة تصعيد التوتر والتصريحات النارية بين اسمرا والخرطوم بسبب قوش؟!!
    (هـ)-
    هل ابعدت القاهرة صلاح قوش مثلما ابعدت من قبل الصادق المهدي؟!!
    (و)-
    هل الرئيس أسياس أفورقي هو من قام بدعوة قوش وبقية الضباط لزيارة
    اريتريا ؟!!
    (ز)-
    هل تكون اريتريا في الايام القادمة قبلة بقايا فلول النظام السابق ومطاريد المؤسسات العسكرية و”كيزان”السودان ؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..