مقالات سياسية

السودان بعد تمرد هيئة العمليات 

يوسف السندي

الدولة العميقة كانت تمارس ممانعتها لسقوط دولتها بطرق خجولة في بداية الأمر مثل بكائيات الصحفي حسين خوجلي التي يوزعها ليل نهار على كل قروبات الفيسبوك و الواتس اب و لا تجد لها رواج ، ثم طلاسم صحفي الانقاذ اسحق فضل الله التي لا يعرف لها ( كوع من بوع ) بعد أن فقد الرجل مصادره و أصبح مجرد ناشط يحمله بعض المنتفعين في مسيرة الزحف الاخضر على الإعناق ، فلا اشرئبت اعناقهم و لا اضاف لها المحمول سوى المزيد من الخيبة و اليأس و الاحباط ، ثم تطور الرفض إلى مسيرة الزحف الاخضر في الخرطوم و التي انتهت بسلام ، ثم وصلت المسيرات إلى مرحلة زحف مدني و الذي أصاب فيه بعض أنصار الدولة العميقة مواطنين ابرياء بالرصاص ، ثم وصل الرفض مرحلة إطلاق عصابات النقرز في الأحياء و ترويع المواطنين ، و جميع هذه الممارسات لم تجدي في فك سيطرة الثورة و تماسكهم فوصلت فنون الدولة العميقة مرحلة تمرد هيئة العمليات بجهاز الأمن و هي مرحلة متطورة جدا و تكشف ان حيل و ألاعيب و عقبات الدولة العميقة مازالت متواصلة ، و إنها في كل مرة تزداد قوة و هذا يجعلنا نتوقع أن تكون المرة القادمة انقلابا مكتملا و هو ما يوجب الانتباه و الحذر الشديد من الحكومة الانتقالية و الثوار .
مرحلة ما بعد تمرد هيئة العمليات يجب أن تتميز بسرعة العمل على إنجاز الملفات الأكثر حساسية و هي تعيين الولاة و تعيين المجلس التشريعي ، لا يهم بعد تمرد الأمن النظر عميقا في أولويات تعيين الولاة من حيث تجنب المحاصصات مثلا او التشدد في اختيار المعايير الصارمة ، بل يجب الاكتفاء بالتوافق العام بين قوى اعلان الحرية و التغيير بالولاية و المركز و الحكومة التنفيذية ، و الأمر ينطبق ايضا على المجلس التشريعي .
عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي ذكر ان السلام لا علاقة له بتعيين الولاة و هذا تصريح مهم رغم انه مصادم لمطالب الجبهة الثورية ، إلا أنه قول منطقي لجهة ان تأخير الولاة لا يجب أن يربط بالسلام ، فاتفاق جوبا كان ينص على توقيع اتفاق السلام في منتصف ديسمبر ، و الآن منتصف يناير و مازال الجميع ينتظر التوقيع و هناك مسارات عديدة لم تفتح بعد لاكمال عملية سلام شامل ، لذلك يجب المرور مباشرة نحو تعيين الولاة و بعد توقيع اتفاقية السلام الشاملة مع كل الأطراف يجب إعادة تشكيل السلطة بالطريقة التي تخدم قضيةالسلام و خاصة في الولايات المتأثرة بالحرب .
السودان لم يعد هو ما كان قبل تمرد هيئة العمليات ، فهذا التمرد فتح الباب لتمرد كل جماعة و بالسلاح ، و هذا يزيد من ضرورة الحسم في تفكيك التمكين و خاصة العسكري و بمساعدة الجناح المدني للثورة ، مع السرعة في إنجاز الملفات العالقة و تكوين المؤسسات الكاملة للدولة لكي تعمل الحكومة الانتقالية بكل طاقتها في محاربة الدولة العميقة و تحقيق معاش الناس و تحسين الاقتصاد.
يوسف السندي

تعليق واحد

  1. “..بعد أن فقد الرجل مصادره و أصبح مجرد ناشط يحمله بعض المنتفعين في مسيرة الزحف الاخضر على الإعناق ، فلا اشرئبت اعناقهم و لا اضاف لها المحمول… ” من مقالو الكتب فيهو نابليون هرب من جزيرة سانت هيلانة عرفتو فقد مصادرو,
    الثورة دي حتي الان 40% لكنها حوت أزرق و ستبلع كل من يقف في طريقها, ليس هنالك كبير علي البلع, الثورة دي أهداف و مبادئ متغلغلغة في مسامات و عصب الشعب السوداني من آمن بهم فهو منها و من حاد عنهم لفظته كأن لم يكن, انتهي زمن الشيطنة و اللولوة,
    حرية, سلام و عدالة – و ديل بجيبو الباقي كلو حتي الرفاهية! ليس أماني و لكن واقع قابل للتحقق نراهو شوف عين!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..