أخبار السياسة الدولية

مناورات عسكرية روسية في أفريقيا.. أوكرانيا تدعو بريتوريا للانحياز للصواب

تثير المناورات الحربية للبحرية الروسية، المزمع إجراؤها قبالة سواحل جنوب إفريقيا، جدلا كبيرا بشأن مزاعم بريتوريا بأنها تقف على الحياد بشأن الحرب على أوكرانيا، وأنها ترفض الانحياز إلى أي طرف من أطراف الصراع.

ومن المتوقع وصول سفينتين حربيتين روسيتين إلى مدينة ديربان الساحلية في الشهر المقبل، لإجراء تدريبات تستمر 9 أيام تشارك فيها سفن من القوات البحرية الصينية وزوارق حربية من جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مئات العناصر من وحدات المدفعية والدفاع الجوي، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.

وأوضح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الذي يتزعمه رئيس البلاد، سيريل رامافوزا، أن رفض الأخير للعقوبات الغربية ضد الروس والامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة التي تدين عدوان موسكو على أوكرانيا وضم أراضيها كان بسبب رغبة بريتوريا البقاء على الحياد.

“الإضرار بسمعة البلاد”
وفي المقابل، رأى المتحدث باسم التحالف الديمقراطي المعارض، كوبوس ماريه، أن “المناورات البحرية المزمعة سوف تقدم لموسكو المعزولة بشكل متزايد عرضًا مرحبًا به للقوة، والذي لا يمكن أن تتحمله ميزانية جنوب أفريقيا وسمعتها”.

وأضاف: “هذه المناورات مجرد فرصة لروسيا لإظهار قوة نفوذها التي لا تفيد أسطولنا البحري الذي بالكاد لديه الموارد لإكمال مهام الدوريات الأساسية”.

وتابع ماريه: “كيف يمكن للحكومة أن تدعي أنها محايدة عندما ترحب بهذه الأمور وغيرها من قبل موسكو في وقت الحرب؟”، مستشهدا بالرسو الأخير لسفينة الشحن الروسية “ليدي آر”، الخاضعة للعقوبات، في القاعدة البحرية الرئيسية في جنوب أفريقيا بالقرب من كيب تاون.

وكان قد جرى إيقاف تشغيل نظام التتبع في السفينة “ليدي آر” لدى وصولها في جوف الليل لتفريغ الحاويات ثم إعادة تحميلها ببضائع.

وفي أغسطس، زارت وزيرة الدفاع الجنوب أفريقية، ثاندي موديسي، موسكو، حيث التقت نظيرها الروسي، سيرغي شويغو.

كما جرت دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى جنوب إفريقيا هذا العام لحضور قمة دول منظمة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا).

“الجانب الصواب”
على الجانب الآخر، دعا سفير أوكرانيا في جنوب أفريقيا، ليوبوف أبرافيتوفا، السلطات الحاكمة في بريتوريا لتقف في “في الجانب الصحيح من التاريخ”، مؤكدا أن بلاده لديها الكثير لكي تقدمه إلى القارة السمراء.

بيد أن وزيرة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، اعتبرت أن النداء الذي وجهه أكبر دبلوماسي أوكراني في أفريقيا “لم يساعد على تطوير العلاقات” بين البلدين.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أمر بفتح مراكز تجارية وعشر سفارات جديدة في القارة السمراء.

وفي هذا الصدد قال أبرافيتوفا لصحيفة “التايمز” إن زيلينسكي وخلال اجتماعه الأخير مع الدبلوماسيين الأوكرانيين في العاصمة كييف قد أمضى”حوالي 60 في المئة من الوقت وهو يتحدث عن أفريقيا”.

وتسعى أوكرانيا إلى مقارنة ما يمكن أن تقدمه للقارة من مساعدات غذائية وبين مبيعات الأسلحة الروسية، حيث ترى كييف أن قضية الأمن الغذائي هو السبب الرئيسي الذي يدفع البلدان الأفريقية لعدم اتخاذ موقف ضد غزو قوات الكرملين، مشيرة إلى أن طموحات موسكو في تلك البقعة تجعل مرتزقتها يدعمون أنظمة قمعية وغير شرعية.

وأوضح أبرافيتوفا: “لا بد أن تجربة أوكرانيا فتحت أعين الدول الأفريقية بشأن نهج روسيا وأطماعها”، مردفا: “في المقابل سوف ترى أفريقيا نوع الشريك الذي يمكن أن تكون عليه أوكرانيا”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..