المقالات والآراء

تمديد الفترة الانتقالية

دعت بعض قيادات الجبهة الثورية إلى تمديد الفترة الانتقالية بحجة أن اتفاقية السلام لم توقع بعد و ان الحركات تحتاج لفترة لكي تستعد لخوض الانتخابات العامة التي تاتي بعد نهاية الفترة الانتقالية ، و هذا حديث سيجد هوى بالطبع لدى قطاع عريض من التنظيمات و الكيانات التي تخشى الانتخابات و تصيبها الحمى ( السهراجة ) من مجرد رؤية زيارات الأمام الصادق المهدي الجماهيرية الحاشدة لمختلف الولايات و تلويحه بالانتخابات المبكرة .

إذا كانت الجبهة الثورية تريد التحول إلى حزب أو أحزاب سياسية بعد اتفاقية السلام و دخول الانتخابات فان عدد من قياداتها موجودون داخل السودان و بإمكانها عبرهم العمل وسط الجماهير منذ الآن استعدادا للانتخابات ، بامكانها طرح رؤيتها للإصلاح الاقتصادي و السياسي و العسكري و بإمكانها تقديم الرؤى و الحلول مباشرة لجماهير الشعب السوداني عبر الندوات الجماهيرية في المدن و الارياف و الجامعات و الأسواق، و هذا الأمر اذا كانت الجبهة الثورية جادة فيمكنها من الغد البداية فيه ، فهي في الأساس عضو قوى اعلان الحرية و التغيير كما أن الشارع السوداني المتطلع للسلام و إيقاف الحرب سيكون سعيدا جدا بحراك الجبهة الثورية السلمي داخل السودان بدل الحراك خارج الوطن او الحراك عبر السلاح و الحروب .

لا تحتاج الجبهة الثورية لزيادة مدة الفترة الانتقالية بحجة مخاطبة الشعب السوداني و تعريفه ببرنامجها، فهذا أمر لا يحتاج كثير من الوقت . اجل الفترة الانتقالية محدد بواسطة الوثيقة الدستورية و لا يجوز تجاوزه، و مدة الفترة الانتقالية المقررة كافية جدا لتنفيذ كل اهداف الثورة ، و كافية جدا لكل حزب سياسي و كل جماعة مسلحة لكي ترتب نفسها و تتواصل مع جماهيرها و تستعد للانتخابات التي تعقد بنهاية الفترة الانتقالية .

حتى الآن فقط حزب الأمة القومي و حزب المؤتمر السوداني هما من بدأ الطواف في الولايات من أجل التواصل مع جماهيرهما، و هو فعل حزبي جاد و مطلوب جدا في هذه المرحلة من كل الاحزاب السياسية حتى لا تتكرر بعد قرب نهاية الفترة الانتقالية الدعوات من أجل تمديدها و بالتالي نسف مصداقية الوثيقة الدستورية.

ليس من مهام حكومة الفترة الانتقالية تعليم الاحزاب السياسية و الحركات كيفية الاستعداد للانتخابات ، و إنما مهامها هي تهيئة الجو للانتخابات باحلال السلام و إنجاز قانون الانتخابات و وضع الدستور الدائم الذي يحكم البلاد ، فعلى كل حزب القيام بمسؤلياته و عدم التحجج بعامل الوقت و قصر الفترة الانتقالية ، فهذه الفترة الانتقالية هي أطول فترة انتقالية في تاريخ السودان منذ الاستقلال و هي كافية جدا لإنجاز كل الملفات .

يوسف السندي
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. كذلك تمديد الفترة الانتقالية تعتبر من ضمن عناصر تهيئة المناخ لللانتخابات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. لا بد من تكوين حزب جديد يمثل شباب الثورة. .الأحزاب التقليدية و الحركات المسلحة لن تقدم جديد للوطن و هي في مجملها فاشلة و غير ديمقراطية وليس لها رؤية و الأهم من ذلك ليس لها قاعدة جماهيرية

  3. ربط دعاوي تمديد الفترة الانتقالية بخشية بعض الأحزاب من المنافسة الانتخابات تحليل سطحي وزلنطحي! وجولات الصادق المهدي وتطوافه على معاقل طائفته السابقة هي حرث في البحر ولا تخيف أحدا لأن دعوى تمديد الفترة الانتقالية ليست مرتبطة ببعض مكونات الجبهة الثورية أو أحزاب قحت كما حصرها تحليلك الساذج. إنها دعوى ثورية تعبر عن رغبة الثوار أصلاً في فترة انتقالية كافية ليس فقط لكنس آثار النظام البائد وفلوله وأشياعه من زعماء الهبوط الناعم، بل لتعليم الأحزاب خاصة الطائفية والعقائدية أصول الديمقراطية الحديثة والحقيقية التي تحظر الولاءات الطائفية والمذهبية العقائدية والجهوية والقبلية والعنصرية وكيفية بناء أحزاب حديثة خالية من هذه الموبقات وترسيخ ثقافة حب الوطن والتحزب لأجل خدمته وليس لخدمة المصالح الذاتية والحزبية الضيقة الأمر الذي كان على الدوام مبررا للانقلابات العسكرية وسببا لفشل إقامة الديمقراطية الحقة في البلاد منذ الاستقلال.
    كان هذا هو حلم الثورة والثوار الشباب الحقيقي والذين انفصلوا عن انتماءات آبائهم التحزبية بما في ذلك أبناء حزب الأنجاس الحاكم، فقل لي لماذا خرجوا مع جيلهم لإسقاطه؟ ألا يدل ذلك على سأم الجيل الحديث ورفضه التام لإعادة الحكم الحزبي الذي فشل منذ الاستقلال ولم يمكن إلا للعسكر المغامرين وجماعات الهوس الديني واللصوص الجوعى الشرفانين فأضاعوا عمر جيل كامل من معاصريهم أو حولوهم إلى لصوص مثلهم شاركوهم في نهب ثروات البلاد.
    هذا كان هدف الثورة بالأساس إلا أن ارتباط العسكر بالنظام السابق ومصالحه ومن ثم تعنتهم ورغبتهم في تنفيس الثورة بفترة انتقالية قصيرة لتمكين الفلول من استعادة الحكم من خلال انتخابات يشرفون عليها وهم يعلمون قدرة الفلول على تزييفها بأساليبهم وبأموال الشعب المنهوبة لمدة ثلاثين عاماً – كل ذلك حال دون الاتفاق على فترة انتقالية أقلها ست سنوات.
    إن من يريد فهم وتحليل دعوى التمديد فليفهم أن سببها المعلن اليوم هو إتمام الكنس والتنظيف الكامل لكل آثار ومخلفات الأنظمة الحاكمة منذ الاستقلال ديمقراطية مزعومة كانت أو شمولية عسكرية أو مدنية لا فرق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..