مقالات وآراء سياسية

خداع الشعوب

عبدالمنعم على التوم

رفع الدعم و الجمارك و الضرائب و الخصخصة  ليست نظريات فى علم الاقتصاد !!!

خداع الشعوب أصبح سمة  من سمات العصر ، وظلم الانسان لأخيه الانسان صار هدفا استراتيجيا  و الانانية  وحب النفس و السباق المحموم نحو تحسين الاوضاع الاقتصادية  هلع اصاب جميع الناس  فى الكرة الارضية الكل يبحث لتحسين الوضع للافضل !!! و  يظهر ذلك  جليا فى الغاية تبرر الوسيلة – لا يفرق كثيرا ان تقتل امة بحالها فى سبيل المصالح الاقتصادية !!ولا يفرق ان تسرق مال مسكين ولقمة عيش إنسان وان تبنى قصرا !!!أو ان تلهث و تقاتل  وتجرى نحو سلطة لتؤمن مستقبل حياتك !! ليس لخدمة الناس ولكن اصبح الوصول للسلطة مصدر من مصادر الارزاق  !!!او أن تعبر البحار  و تجاذف بحياتك بحثا عن حياة افضل  !!! لذلك ظهر فى منظومتنا الشمسية مدرسة رجال المال و الاعمال الذين لا يهمهم سوى مملكتهم وزيادة ثرواتهم المالية عن طريق تاجيج الصراع وزرع الفتن  والترويج لبيع السلاح  – هم يريدون السيطرة على كل شئ هم تجار الذهب هم تجار البترول وهم تجار  الصناعة هم المصدرون للمنتجات الزراعية  – وهم الذين  يستغلون  الشعوب و المنتجون على وجه الخصوص !!!- هم الذين فرضوا على حكومات دول العالم الثالث  وزينوا لهم المدرسة الرأسمالية وصيروا  لهم الضرائب حق !!!وما يسمى فى المصطلح الحديث برفع الدعم حق !!!!و الخصخصة  حق !!! و الجمارك حق !!!وان لا تعمل الحكومات فى دول العالم الثالث وتصبح حكومات عاطلة تماما عن العمل همها الاول جبايات المواطن لا تشارك فى إنتاج و لا تشارك فى توزيع الانتاج هى بؤر للفساد و المفسدين يبيعون الارض و يخزنون الاموال فى العقارات و اصبحت العقارات مخزن للقيمة  لقد فرضوا عليها ان تقمع شعوبها بالآله الامنية وتدعى حفظ الامن!!! وصيروا الحكومات تعمل على  تعطيل الانتاج هل تعلم ايها القارئ الكريم بأن الجمارك و الضرائب و الخصخصة ورفع الدعم ليس بنظريات فى علم الاقتصاد و إنما هى قرارات سياسية تفرض من قبل المنظومة العالمية للهيمنة الاقتصادية الرأسمالية  وحتى تصبح  الحكومة عاطلة تأكل رزقها من جيب المواطن  ذهبت بهم الوقاحة و اللوثة العقلية وفرضوا على الحكام خصخصة التعليم و خصخصة الصحة فصاروا يتاجرون فى تعليم الناس و ارواح الناس !!!!

أضاعوا هيبة عملاتهم المحلية وصاروا يلهثون وراء العملات الاجنبية وخاصة العم سام  – وإنتهكوا بذلك  سيادة عملاتهم المحلية على حساب الاوطان و الشعوب و يعملون على إضعاف  قوة عملتهم الشرائية عن طريق إملآءآت  فرض الضرائب و الجمارك و الجبايات وكما ذكرنا بان تلك الوصفات  تضر بالاقتصاد الكلى للدولة ويتحمل عبئها  المواطن وهى اموال لا تنبع من إنتاج حقيقى  وإنما تنبع من ظهر المواطن الغلبان  مهما إجتهد المواطن وعمل و إشتغل وتحصل على دخل لا يستطيع ان يوفر فلسا واحدا بسبب فهلوة و فلسفة الدولة فى قوانينها الاقتصادية  تستطيع الدولة ان تسحب عنه هذه الاموال بطريقة غير مباشرة فيما تفرضة من جبايات ورسوم  وتعليم خاص و علاج خاص و رسوم و أتاوات توضع على السلع فصار المواطن يلهث العمر كله لمقابلة هذه المصروفات التى تفرضها الدولة !!!

و أما المواطن الطفيلى الذي يعمل فى الخفاء مثل تاجر العملات و تاجر العقارات وتاجر الصادرات والذي  يستفيد من أخطاء الدولة فى قوانينها الاقتصادية قد لا يتأثر كثيرا من جراء تلك السياسات  العقيمة !!!!

صاروا يتاجرون فى الاعلام و يروجون الاشاعات ويحاولون إقناع الناس و يصطادون الطبقات المتعلمة وحاملى الدرجات العلمية الرفيعة  المضروبة ويغسلون عقولهم ويعلمونهم كذبا و خداعا بأن الجمارك مورد اقتصادى و بان الضرائب  فى القيمة المضافة ذات جدوى اقتصادية كبيرة وهى صمام وامان الاقتصاد فى العالم الاول وان رفع الدعم وتعويم العملة هى من ابجديات علم الاقتصاد فى العالم الغربى هم الذين يريدون ان يستخفوا بعقول الناس هؤلاء الدكاترة الذين ليس لهم خبرات عملية و اقعية على  ارض الواقع  و إنما لديهم شهادات و أوسمة و انواط من العالم الاول والذي تخصص فى مص و شفط موارد العالم الثالث عن طريق القروض و الارباح المركبة وإذا جمعتك الظروف بأحد هؤلاء الفلاسفة العظام قد يبين   لك و يحدثك  ويذجرك بأن الضرائب و الجمارك موجودة فى كل العالم الاول – و كأن موجودة فى  كل العالم الاول هذه نظرية فى علم الاقتصاد !!!!- ونحن لابد  ان نكون مثلهم فى محاكاتهم و تقليدهم و نفعل كما يفعلون !!دون تفكير!!! و دون رؤية للمواطن المسحوق!!!  و المواطن -الذي ليس لديه شئ و ليس لديه عمل و هو مكلف بدفع الجمارك و الضرائب و التعليم و العلاج و الدعم بطريقة مباشرة و غير مباشرة ويأتى من يحدثك كذبا و نفاقا بان رفع الدعم يصب فى صالح الفقراء و المساكين ودعم التعليم و الصحة !!!!

يقول رب العزة و الجلال فى سورة النساء فى الاية (29) (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضى منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ومن أصدق من الله قيلا !!!! إن القتل الاقتصادى الذى يحدث لهذه الامة هو جراء هذه الجبايات التى يحدثونا عنها بأن رفع الدعم يدعم التعليم و الصحة ولا يؤثر على الطبقات الفقيرة !!!و إنما المقصود به الطبقات الغنية وأصحاب العربات الفارهة !!!هذا كلام و كذب بواح فمثل هذه السياسات تزيد الاثرياء ثراءا و تزيد الفقراء فقرا ولقد تمت تجربة هذه السياسات من قبل وكان الفشل حليفها و سوف يظل حليفها إلا ان  تقوم الساعة لان رب العزة و الجلال و رب العالمين قد حذرنا من اكل اموال الناس بالباطل !!!!

كل الذين تقلدوا منصب وزير المالية فى الحقب الماضية و حتى اللحظة يحملون درجة الدكتوراة وكلهم او معظمهم رفع الدعم و خصخص و زاد الجمارك وزاد الضرائب وزادوا المرتبات و الحال من سئ  الى أسوأ  – أليس بينكم  رجل عاقل رشيد ؟؟!!!

كل وزراء المالية الذين تعاقبوا منظرين فى علم الاقتصاد الرأسمالى الغربى وهم الذين يريدون ان يدار الاقتصاد فى فلك و نظم الرأسمالية المحلية و العالمية وهو الجناح المتخصص فى ثراء الاثرياء المحليين و حتى يكونوا من ضمن الدورة و المنظومة العالمية و المحتكرة لموارد الشعوب فى العالم !!!!

فى تقديرى كل من يدعى بأن رفع الدعم و الجمارك و الضرائب و الخصخصة  تدعم النمو الاقتصادى كذاب أشر!!!و أفاك مخادع !!!وجاهل فى علم الاقتصاد !!! ساذج ومفسد ومعوق ومعطل للدورة  الانتاجية لرأس المال  فهو سياسى و ليس إقتصادى !!!وهو مبرمج تحت المنظومة الاقتصادية الراسمالية – وحتى تعلم صدق حديثى عليك بقراءة كتاب (الاغيتال الاقتصادى للامم) للكاتب الامريكى الدكتور جون بيركنز) !!!!

فيا وزير مالية الثورة السودانية ننصحك بمقاومة الروشتات الخارجية للمنظومة العالمية وأن لا تجرب لنا المجرب !!!! و أن لا تصغر خدنا للديون فطلب الدين هو الذى يجلب لنا الخراب و الدمار  و البوار و عليك بالصمود و المخرج موجود  !!! و السودان يجلس على كنز من الثروات فمواردنا الاقتصادية الموجودة كفيلة بسد العجز متى ما أحسنت إستغلالها ووضعت يدك عليها !!!! وحتى لا تضيع الثورة و الثروة وتضيع مجهود الشعب و الشباب أبعد من المجرب وعليك بقلب الطاولة !!!

عبدالمنعم على التوم

[email protected]

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..