صحيفة بريطانية تحذر من انزلاق السودان إلى هاوية انعدام الأمن الغذائي

حذّرت صحيفة «الجارديان» البريطانية من انزلاق السودان، سلة غذاء العالم العربي، إلى هاوية انعدام الأمن الغذائي المزمن، حيث يعاني حاليًّا ربع السكان من الجوع بسبب تداعيات فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة: “يواجه حاليًّا حوالي 9.6 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء في السودان، وهو أعلى رقم تم تسجيله في التاريخ الحديث للبلاد، حيث يعيش العديد من المتضررين في مناطق النزاع جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، لكن جميع الولايات الثماني عشرة تقريبًا سجلت مستوى من الجوع، بما في ذلك الخرطوم”.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، التحذير من أنّ عددًا كبيرًا من الأشخاص سيحتاجون إلى مساعدة غذائية طارئة حتى سبتمبر على الأقل حيث تؤدي أسعار الأغذية المرتفعة للغاية والإجراءات لمواجهة فيروس كورونا إلى الحد بشكل كبير من الوصول للغذاء خلال موسم الجفاف”.
وحذّرت وكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد من العواقب الوخيمة، وقال “وو جونج كيم” مسؤول الاتصالات في برنامج الغذاء العالمي في السودان: “إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات، فقد ينزلق السودان إلى انعدام الأمن الغذائي المزمن والفقر”.
كما نبّهت الأمم المتحدة إلى أنّها غير قادرة على الوصول إلى بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا بسبب قيود كورونا، وعدم الاستقرار، وقال مصدرٌ في الأمم المتحدة، إن الموظفين يجدون صعوبة في الحصول على تأشيرات أو إذن من الحكومة للسفر داخل البلاد.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد سجل السودان حتى ، حتى 27 يوليو الجاري، 11424 حالة إصابة، و 720 حالة وفاة.
ونقلت الصحيفة عن بثينة النور، بائعة شاي من قرية حجر الطير في جنوب كردفان قولها :إنها اضطرت إلى تقليص ساعات عملها بسبب الوضع الأمني في المنطقة، مما جعلها تكافح من أجل شراء طعام”.
وأضافت “لا يمكنني البقاء طويلا في السوق بسبب الرجال المسلحين الذين قد يسرقونك ويقتلكون، معظم الناس الذين أعرفهم يمكنهم تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، ولا أحد يقدم أي مساعدة، ولكن نقول فقط “الحمد لله أننا على قيد الحياة”.
قالت وصال أبو الشام، التي تساعد زوجها في زراعة أراضيهم في قرية أم جاب في شمال كردفان للصحيفة إنها تكافح من أجل الحصول على ما يكفي من الغذاء لإطعام 13 طفلاً يعيشون مع العائلة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الأمطار.
وأضافت: “في بعض الأحيان لدينا وجبتان، ولكن في كثير من الأحيان وجبة واحدة فقط في اليوم، أعددنا أرضنا لزرع السمسم والذرة الرفيعة لكنها لم تمطر بعد، وكان علينا أن نأكل بعض بذورنا التي كان من المفترض أن تزرع”.
وظلت الحكومات السودانية المتعاقبة منذ استقلال البلاد عام 1956 ترفع شعار “السودان سلة غذاء العالم”، انطلاقاً مما تملكه البلاد من مقومات أساسية تتيح له تحقيق هذه الأمنية، لكن ظل هذا الشعار حبيس الخطط والاستراتيجيات التي توضع مع بداية كل حكم مدني أو عسكري من دون جدوى.
الإنزلاق سببه عدم الأخلاق . ففي الوقت الذي يهدر فيه جزء مقدر من حصة السودان في مياة النيل رغم تواضعها مقارنة بحصة مصر. لازالت هنالك مشاريع نهضة زراعية تنتظر الوطني الغيور من المسئولين للشروع في تنفيذها فهنالك ترعتي سد مروي وترعة كنانة والرهد وترعة أعالي نهر عطبرة وستيت علما بأن السدود التي سوف تغذي هذة الترع بالمياة قائمة كل المطلوب وهو عملية شق هذة القنوات ولكن يبدو أن هنالك جهة ما تعمل علي حرمان السودان من موارده ففي الوقت الذي يذهب فيه جزء من حصة السودان لري الصحاري المصرية ها هي الأراضي الخصبة السودانية تنتظر من يعيد لها دورة الحياة ولكن لا حياء لمن تنادي .
تبقي الحقيقة التي يتعامي عنها الجميع ان الزراعه لن يقوم بها اقتصاد فالسودان الان لا يصدر منتجات غذائية فهل العالم جائع في انتظار السودان؟؟ اذا انتعشت الزراعه للاخر فهل ستدر ما يكفي من عملات صعبه؟ الاجابه هي لا فالسودان وحده اذا انتج قطن ثلاثه اضعاف انتاجه الحالي فمباشرة ستنقص اسعار القطن في الاسواق العالمية اللي اساسا نازله وده بنطبق علي السمسم والفول السوداني والزيوت. يجب بناء اقتصاد قوي قائم علي الخدمات بصورة اساسية وعلي السياحه والتعدين ثم اخيرا الزراعه والانتاج الحيواني