الخَسَارات في السَفَارات !!

@ من الاخبار  المحبطة لدرجة الفجيعة ما أعلنته وزارة  الخارجية  عن إفتتاح عدد من السفارات بالقارة الافريقية في مطلع العام المقبل  وقد بدأت بالفعل كل الترتيبات لافتتاح  سفارات في كل من  الكاميرون بعاصمتها ياوندي و في كوناكري عاصمة غينيا  بالإضافة الي دولة النيجر  . تفتخر وزارة الخارجية علي لسان وكيلها أن السودان يأتي ثالث دولة في  الانتشار الدبلوماسي  بالقارة الافريقية  إذ توجد للسودان 22 سفارة في أفريقيا (صفقوا ليهم بالله) . في الوقت الذي تعيش فيه البلاد ازمة إقتصادية طاحنة و مركبة ذات أبعاد مالية و نقدية تستوجب في المقام الاول خفض الانفاق الحكومي توفيرا للعملة الاجنبية  لمقابلة الاحتياجات الضرورية للمواطن ، تقوم  الحكومة بزيادة إنفاقها  ، بافتتاح سفارات تحتاج  أصغر وحدة بطاقم 5 من العاملين علي الاقل الي مبلغ 50 الف دولار شهريا من رواتب و اجور غير إجارات ومنصرفات واشياء أخري  تقترب من 700 الف دولار سنويا . 
@  في الظرف الحالي للازمة  الإقتصادية ، الي جانب ضعف الاداء الدبلوماسي  و حصاده الصفري ، كان من المفترض تخفيض كل السفارات بالخارج والاكتفاء بالتمثيل الدبلوماسي  في افريقيا  علي دولتين أثيوبيا و مصر و توفير  المنصرفات  من الاستغناء مؤقتا عن  20 سفارة وكذلك الحال بالنسبة  لأروبا   في ظل ثورة  الاتصالات و سهولة التواصل ، يمكن الاكتفاء بسفارة لندن و بعثة السودان في جنيف و موسكو والاستغناء حاليا عن كل هذا (الخمج الدبلوماسي) وما يرتبط به من (بزنيس)  في  عدد من البلدان  خاصة معظم جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق . ماذا يستفيد السودان بربكم  من سفارات باكو وعشقباد و طشقند  وألماتا و ملدوفا وبيلوروسيا ؟. إذا استثنينا سفارات السودان في الصين وماليزيا و الهند تكون  الخزينة قد وفرت اموال ضخمة  كانت تذهب نهباء منثورة علي من يسمون أنفسهم بدبلماسيي الغفلة الانقاذية ، لم يحققوا نجاحات تستدعي الاحتفاظ بهم ، معظمهم جاء بالكوسة و التمكين و تكسير الثلج و (التقريش) والبعد من صحيفة سوابقهم في بيوت الاشباح وجرائم القتل و التعذيب  و الغالبية فاقد تربوي و بدون كفاءآت.
@ هنالك العديد من الأقطار حول العالم لا يوجد لديها تمثيل دبلوماسي مع السودان لعدم حوجتها، بعض الدول إكتفت بتعيين سودانيين ليكونوا قناصل معتمدين مكلفين للقيام بما يلزم من مهام و معظم تلك الدول التي توجد بها سفارات لا تستحق كل ذلك  الخبوب من طاقم و إجارات و منصرفات و (مخالفات و تحرشات ) . علي سبيل المثال يمكن إختصار أعداد الدبلوماسيين والعاملين في سفارة السودان بواشنطون الي جانب بعثة الامم المتحدة بنيويورك وتكليفهم  بالاعباء الدبلوماسية في كندا و أمريكا الجنوبية و الوسطي وبالتالي يكون قد تحقق خفض الانفاق الحكومي بالإضافة الي (صون) سمعة السودان و السودانيين .
@الحكومة تتمادي في غيها متجاهلة توصيات المطالبة بخفض إنفاقها للخروج من الازمة الاقتصادية الراهنة و قد ثبت للجميع فشل برنامج إصلاح الدولة  الذي إصطدم بمراكز النفوذ في مواقع و مفاصل الدولة و الذين يمانعون الامتثال  بتنفيذ أي قرار من شأنه خفض الانفاق لأنه يتعارض من مصالحهم  الذاتية في المرافق الحكومية  التي أصبحت (ضيعة) خاصة  بهم و أن أي برنامج إصلاح  أصبح يتحمله المواطن لوحده من زيادات ورفع دعم إن وجد بينما  لا  تتجاوب الحكومة مع أي مطالب للإصلاح ويكفي أنه في عام 2013 وعقب احداث رفع الدعم عن الوقود تم إقرار خفض الانفاق الحكومي بنسبة 25% إلا أن تقرير المراجع العام أورد أن الإنفاق الحكومي زاد بنسبة 40% . كل ذلك يؤكد أن الحكومة ينطبق عليها المثل الشعبي (يبخروا فيها وهي تفسي) وبعد كل ذلك لا تملك الحكومة أي خطة واضحة المعالم للإصلاح في إنتظار أن يتم ذلك  ذاتيا عبر الانفجار الشعبي  بالخروج الي الشارع كما تشير كل التوقعات الحتمية .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..