مقالات وآراء سياسية

الهروب مسموح عبر المطار

صباح محمد الحسن

يقول الخبر الذي يجعلك أنت وخيالك في رحلة طويلة من التفكير وقبل أن نتحدث عن المنظمات والواجهات الدينية التي تحمل اسم القرآن الكريم ولكنها لا تلتزم بسماحة الأخلاق التي يوصى بها، فالخبر يقول (خرج مالك منظمة الشفيع بالسودان ورجل الاعمال الكويتي احمد حمود بن جاسم الدبوس مُهرباً ببوابة المسؤولين الى خارج السودان وكشفت مصادر، حسب الانتباهة أمس، عن تورط مسؤولين في عملية تهريبه للخارج وأضحت ان رجل الأعمال الكويتي متهم في قضية خيانة الامانة والاستيلاء على اكثر من 2 مليون دولار تخص رجل اعمال سوداني صاحب شركة لتصدير الذهب حيث افاد الشاكي انه كان يعمل مديراً للاستثمار بمنظمة الشفيع لخدمة القرآن (لاحظوا.. مديراً للاستثمار بمنظمة خدمة القرآن) وانه بعدها قام بتأسيس شركة لتصدير الذهب ومكتباً عقارياً بالخرطوم بصدد استيراد معدات تنقيب وفي احدى المرات قرر السفر الى تونس وقام بتسليم حقيبة بها المبلغ الى رجل الاعمال الكويتي والمدير العام للمنظمة وعند عودته طالبهما بالمبلغ الا انهما ظلا يماطلانه، وفي العام 2019 قام بتدوين بلاغ والقى القبض على رجل الاعمال الكويتي عقب عودته للسودان بجانب مدير المنظمة وتم ايداعهم في حراسة قسم الحاج يوسف ليتفاجأ الشاكي بعد زمن ان بالمتهم رجل الاعمال الكويتي قد غادر البلاد واتضح له بأن الشرطة سلمت المتهم الكويتي جواز سفره وهرب الى الكويت وقال الشاكي انه وبالرغم من تقديمه طلب للنيابة بحظر المتهم من السفر الا ان النيابة لم تستجب له

القضية أعلاه وبعيداً عن أوجه التناقض مابين خدمة القرآن والاستثمار تكشف عن مجموعة من أوجه الخلل التي كنا نعاني منها إبان حكم النظام البائد ومازلنا، فكيف لشخص حبيس داخل حراسات الشرطة يتم اخراجه معززاً مكرماً ويسلم جوازه ليذهب الى مطار الخرطوم وعبر بوابة المسؤولين ويسافر الى بلده وهو يحمل معه أكثر من 2 مليون دولار دون ان يتم توقيفه ومساءلته من المبلغ الذي بحوزته وكأن مطار الخرطوم مفتوح لكل هارب ودونكم رموز النظام الذين سافروا عبر بوابة المطار ولا نسمع بهم الا عبر نشرات الاخبار في قنوات خارجية والشرطة البريئة التي ترى اننا نستهدفها كيف لافرادها بالقسم المعني ان يعطوا الشاكي جوازه وماهو المقابل فشخص أجنبي متهم ومتعدي على مواطن سوداني كيف لك ان تسمح له بمغادرة الحبس ويفوت عليك انك تتعدى على كل القيم والاخلاق والمبادئ وتضرب نزاهة الشرطة في مقتل

ومما لايدع مجالاً للشك ان الاجنبي الذي هرب، ولا أقول خرج، لاشك انه يضحك ملء شدقيه على سذاجتنا فكيف له ان يكون سارقاً ومحتالاً ويكرمه السودانيون بكل هذا الكرم العظيم يخرجونه من الحبس ويعطونه جوازه ومع ذلك يهربونه عبر بوابة المسؤولين ام انه يضحك على ان ماكان يحدث من فساد في هذه المؤسسات كان ومازال ويمكنه ان يقسم جازماً ان لا تغيير حدث بالسودان ولا في أجهزته الشرطية، فالشرطة والنيابة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هروب ذلك المحتال الخليجي وربما يكون هذا واحداً من جملة حكايات مؤلمة شهدها مطار الخرطوم الذي يفتح ابوابه مشرعة للهاربين والمفسدين وغيرهم في أقبح عملية سماح مخجلة.

طيف أخير :

وقد كان حسن الظن بعض مذاهبي فأدبني هذا الزمن وأهله.

صباح محمد الحسن

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة.

    هكذا في المقامات التي فيها الكثير المفيد.

    أسلوبك قاعد يتطور واصلي أتمنى لك التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..