تدوير السيد الوزير

شهب ونيازك
تدوير السيد الوزير
كمال كرار
من ( عمايل ) المؤتمر الوطني بعد نيفاشا تلك الظاهرة المسماة بالتدوير للسيد الوزير . ويقصد بها تجهيل و ? مطوحة ? الوزراء الذين لا ينتمون للمؤتمر الوطني والذين أتوا للوزارة بناء علي إتفاقيات سياسية .
ولكل وزير من خارج المؤتمر الحاكم وزير دولة يحبس عليه أنفاسه ويمسك بكل الملفات الهامة بينما لا يجد الوزير الوافد ما يقوم به سوي تشريف الحفلات الرسمية أو عقد المؤتمرات الصحفية ثم استلام مرتبه آخر الشهر .
وللمزيد من الكنكشة يقوم وكيل الوزارة بباقي المهام التي هي من صميم اختصاص الوزير وفي النهاية يكون السيد الوزير غير المنتمي للمؤتمر الوطني ضيف شرف علي الوزارة أو شخص غير مرغوب فيه في معظم الأحيان .
ومن أساليب التدوير المعروفة الحرص علي أن ينشغل الوزير ? الصورة ? بأي موضوع ميت وهايف علي حساب القضايا الهامة .
من ضمن الملاحظات في هذا الشأن تلك القضايا الهامة المتعلقة بموضوع البترول السوداني ومن ضمنها الإشارات الحمراء حول الإنهاك المتعمد لحقول هجليج والجنوب بفعل التكنولوجيا المتخلفة وطمع الشركات الأجنبية والذي سيقود لنضوب الحقول في المستقبل القريب .
ومن ضمن القضايا الشائكة موضوع ملكية خطوط الأنابيب والتي من المفترض أن تؤول للسودان منذ مدة لكنها إلي الآن في حضن الأجانب بعائداتها الدولارية الكثيرة .
ومن أمور البترول المعقدة تلك الكميات الكبيرة من مشتقات البترول التي تعطي بدون قيمة لجهات استراتيجية خصماً علي نصيب الشريكين وميزانية البلاد ككل .
ولا يخفي أيضاً هذا الدمار الواسع للبيئة في مناطق الإنتاج والتصدير والتكرير دون أن تبذل الشركات الأجنبية جهداً يذكر في هذا الشأن .
ومن المآسي القديمة المتجددة حقوق الأهالي الذين كانوا يقطنون في مناطق البترول فأبعدوا منها دون أي تعويض مجزي .
وكانت منظمة قلوبال ويتنس قد أشارت لاختلافات جدية في أرقام الإنتاج المعلنة من قبل الشركات الأجنبية وتلك التي تعلنها وزارة المالية وتعهدت الحكومة منذ أكثر من عام بتعيين مراجع مستقل يحسم هذا الجدل ولكن التعهد ذهب مع الريح .
كل هذه وتلك أمور معلقة بشكل متعمد لأن فتحها والغوص فيها يكشف المستور في الجحور .
ولكن الوزارة ? النعسانة ? من نسايم النيل تدور في حلقة مفرغة إسمها حقل ? الفولة ? وزيادة إنتاجيته وفصل الخام الجيد عن الخام الردئ في حقل ثارجاس .
هي قضايا مهمة لكن هنالك قضايا أكثر أهمية استعرضناها في صدر هذا المقال ولكن الوزير في حالة تدوير .
ومن مؤتمر إلي ندوة إلي ورشة عمل سيباع البترول السوداني بسعر البصل ، وبالمناسبة يمكن الإطلاع علي الأسعار التي يباع بها مزيج دار للتيقن بأن النفط السوداني ? الكوسة ? أرخص من برميل الموية في بابنوسة .
في التقسيمة الوزارية الكائنة بموجب اتفاقية السلام الموقعة في ? كاجو كاجي ? للعام 2020 رفض الشريك ? الداقس ? أن تعطي له وزارة البترول بسبب نهاية الحكاية ونضوب الحقول وطالب بوزارة شؤون الخرفان والعجول .
الميدان