الديمقراطية وحجوة ام ضبيبينة

الديمقراطية وحجوة ام ضبيبينة

يحيى العمدة
[email][email protected][/email]

كثير من ساسة السودان ينتقدون الحكومات العسكرية ويتهمون العسكر بالانقضاض على الديمقراطية ، وكانهم لا يميزون بين الديمقراطية التى تجزرت فى العديد من بلدان العالم وماحدث فى بلادنا عقب الانتفاضات الشعبية التى حدثت فى اكتوبر 64 وابريل 85 فالتجربتين لا علاقة لهما بالديمقراطية غير الاسم ، فالاسلوب والمنهج مختلفان تماما والمواعين هى الاخرى مغايرة تماما ، فاحزابنا التى ولدت من رحم الطائفية صممت على معاداة التطور ، وتصر قياداتها على السير فى درب الاربعينات والزعيم الراعى يمسك بكل خيوط اللعبة،ومخالفتة فى امر سياسى رجس من عمل الشيطان ،يقابل بالرفض وربما يصل الامر فى كثير من الاحيان الى الطرد من الحزب ، فرؤية الزعيم ينبغى ان تتحول الى رؤية الحزب وكيف لا اذا كان الزعيم بيدة المال والقرار ،فالتجربة الحزبية فى بلادنا تجربة متفردة، فاحزابنا ليست احزاب مؤسسات على شاكلة الاحزاب الاوربية ، فالقرارات والبرامج تصدر من خلال مؤتمرات تشارك فيها كل القطاعات والفئات ويراعى فيها كثير من الجوانب ، ولكن عندنا شكل المؤتمرات مختلف تماما وغالبا ما تقوم تلك المؤتمرات لامور شوفونية على شاكلة ( اقمنا مؤتمرنا العام ) او قد يكون الغرض الاساسى منهاهو تعزيز قبضة الزعيم واخراس الاصوات المنادية بالاصلاح ، فدعوات الاصلاح تعتبر مروقا ونشاذا ! ولا ندرى اين هى تلك الديمقراطية التى نتباكى عليها ونتحسر على ضياعها ؟ هل شهدت بلادنا فترات ديمقراطية ام حكومات طائفية ؟ اللهم الا اذا اعتبرنا الانتخابات التى اجريت هى الديمقراطية نفسها ، فالديمقراطية هى نظام حكم متكامل لا يختزل فى عملية اجرائية ، فالفرق بين العسكر وقادة الطوائف ليس كبيرا وربما لا يتعدى غير الزى ، فالجميع اعتمد المواجهة العسكرية فى حلحلة المشاكل ،
واذا جاز لنا ان نتسائل عن الانجازات التى حققتها تلك الفترات التى نتباكى عليها ؟ الم تكن صفرا كبيرا وفى كل الاصعدة وظللنا نعتمد على الهبات والقروض !قالديمقراطية التى يتشدق بها هؤلاء هى اشبه يحجوة ام (ضبيبينة)
ان احزابنا تحتاج الى اصلاحات تواكب المتغيرات التى حدثت فى عالم اليوم ، العالم الذى تحول الى قرية صغيرة والسودان ليس ببعيد او كما يعتقد البعض انه (جزيرة معزولة) والاصلاح اضحى شرط صرورة ، فالقيادات التى تعمل على الامساك بكل الخيوط لم يعد ممكنا ،ولمصلحة المجتمع ينبغى عدم ربط السياسة يالقداسة ، فالسياسة صراع مصالح ، فالمرجعية الدينية ينبغى ان لا تدخل فى معترك السياسة لان دخولها سيكون خصما على مكانتها لكونها صمام امان اجتماعى حين يحتدم الخلاف
انى على يقين ان مقالى لا يعجب البعض وخاصة متطرفى الطوائف ، ولكن قد يكون العلاج مرا فى كثير من الاحيان.

تعليق واحد

  1. في البدء ليست تلك حكومات عسكرية – باستثناء حكومة عبود ? (مع موافقة الحزبين عليها ومباركتهم لها) حيث أنها أحزاب سياسية تامرت على الديموقراطية وهم مجرد ادعياء ، ففي الفترة الأولى (حكومة نميري) أحزاب اليسار كانت هي خلف الإنقلاب وفي المرة الثانية (حكومة البشير) الجبهة الإسلامية القومية (المؤتمر الوطني فيما بعد) كانت خلفه وهذه الحكومات كانت وأدارت البلاد عن طريق حزب أو أحزاب سياسية وليست المؤسسة العسكرية والتي تعتمد في التعين للمناصب على الأقديمة العسكرية Senior Officers .
    ثم الأمر المهم بانسبة لأحزابنا السياسية (وليس حباً في حكم العسكر) لم تكن بارة بالديموقراطية بالدفاع عنها ورفض أي تدخل سياسي عن طريق البزة العسكرية ، فلم تقم الأحزاب في تاريخها أن جابهت الحزب الذي انقلب على السلطة ، بل مقتضى الأمانة والتكليف الملقى على عاتقهم وأصوات وآمال الشعب السوداني الذي أوصلهم إلى سدة الحكم هذا كله يفرض عليهم الدفاع عن الديموقراطية ولكن مرمي الله مابترفع .
    والملاحظ أن الأحزاب السياسية اليوم كلها قد هادنت النظام الذي إنقلب عليهم وأهال التراب على رؤوسهم مما يعطي إنطباع أنهم جميعاً سواء همهم فقط المناصب والمكاسب الشخصية أو الحزبية الآنية ، وفي تقدير أن هذا هو السبب الذي يقعد بالشعب من الثورة على هذا النظام رغم أنه أسوء نظام مره على السودان والشعب .
    أما المخرج في ظني فقط يكون في قوة أخرى غير هذه الأحزاب صادقة ،أمينة، واعية، حكيمة، درسة الماضي ، ومدركة للواقع وناظرة للمستقبل ومستصحبة لمكونات المجمتمع وأخلاقه.
    والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..