مقالات وآراء سياسية

الشعب  يتطلع إلى شخصيات ثورية جديدة يا الصادق المهدي

علاء الدين محمد ابكر

طالب الامام الصادق  المهدي باعطاء حزب الامة الأغلبية في تعين الولاة أو قيام انتخابات مبكرة في حالة تعذر ذلك ، وعزا ذلك الي أن حزبه يمتلك تأييد شعبي كبير ،وفاز في أخر انتخابات ديمقراطية عام 1986م ،

لكن هل يعلم السيد الامام ان مابين العام  1986م الذي شهد فوز حزب الامة باغلبية برلمانية كبيرة ولكن هل يعلم السيد الصادق المهدي  ان البلاد حدثت فيها تغييرات كثيرة في شخصية الإنسان السوداني  الذي كان في الماضي يبجل قادة الاحزاب العقائدية وينصاع لهم وذلك من منطلق ديني فتلك الزعامات السياسية الدينية  كانت في نظر الشعب محل تقدير واحترام ولايجوز تكسير كلام مولانا او سيدنا ولكن اليوم اختلف الامر فقد ظهر شباب ثوري جديد  لا يؤمن الا بمن يحقق له الحرية والتغير فكانت ثورة ديسمبر هبة.  شعبية خالصة جل قيادتها من الشباب  لا من قادة تلك  الاحزاب السياسية القديمة التي عمل حزب الموتمر الوطني علي تجزئتها الي احزاب سياسية صغيرة وحتي حزب الامة نفسه  تعرض الي الانقسام والتشرذم اذا حديث السيد الامام الصادق المهدي حول امتلاك الاغلبية في الوقت الحالي لا يتطابق مع الواقع  فحزب الامة نفسه  انقسم  الي احزاب كثيرة  تحمل نفس الاسم و من الصعب عليها الاندماج مع بعضها البعض من جديد في حزب واحد بسبب اختلاف التوجه السياسي والفكر

كان الحراك في بداية الثورة بقيادة  تجمع المهنيين هو الذي كان ينظم المواكب في الشوارع واستطاع  في وقت وجيز ان يقنع الناس بضرورة احداث  تغيرواسقاط  النظام واجتثاث منظومة الكيزان ومن معهم من احزاب كرتونية لاهم لها الا لهط ما يتساقط من مائدة حزب الموتمر الوطني المحلول ولكن مع مرور الوقت  ادرك قادة بعض  الاحزاب السياسية خطورة تجمع المهنيين عليهم لذلك اتخذو قرار بالانحاء امام العاصفة  والانخراط في تحالف واسع مع تجمع المهنيين بغية الصعود الى سفينة الثورة وفي نفس  الوقت هناك احزاب اخري  تضمر الخيانة لسرقة الثورة التي مهرت بدماءالشهداء الشباب  الذين كان حلمهم في هذه الدنيا ان يعيشوا بكرامة وحرية في ظل  نظام البشير القمعي الذي  لايرحم ولايحب الشعب السوداني والكيزان ليسوا غرباء عنا فهم من نفس شاكلة تلك الاحزاب السياسية القديمة التي هي علي استعداد علي فعل اي شي  في سبيل الوصول الي السلطة ولو كان ذلك علي جثث الشعب السوداني ويعود بنا التاريخ الي العام1971م عندما دبر الحزب الشيوعي انقلاب عسكري ضد الراحل النميري  تحولت بعدها الخرطوم الي حمام للدماء وقد كان هذا اول عمل مسلح ضد نظام قائم وفي سنة 1976م كانت احداث موسفة وقعت في الخرطوم مابين الجيش الحكومي  وقوات مدنية( المرتزقة ) عناصرها من احزاب سياسية والتي كانت قد اتخذت من ليبيا مقر لها للتدريب بدعم من نظام معر القذافي الذي كان يناصب النميري العداء في ذلك الوقت  وبعد الاطاحة بالنميري سنة1985م وتشكيل  حكومة برئاسة السيد الصادق المهدي تعرضت  حكومته الي ازمات طبيعية بسبب اثار الجفاف والتصحر الذي ضرب البلاد في سنة 1984م اضافة الي كارثة السيول والأمطار التي حدثت سنة 1988م ومع استمرار حرب الجنوب الطاحنة والتي كانت اصلا مندلعة منذ العام 1983م حاول الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا محم عثمان الميرغني ابرام سلام مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق ولكن انقلاب الحركة الاسلامية علي الديمقراطية سنة 1989م عطل الحياة السياسية فحملت الاحزاب السياسية البندقية مرة اخري عبر منصة التجمع الوطني الديمقراطي في العام 1995م  الذي خاض حروب استنذاف ضد حكومة الجبهة الاسلامية  في الخرطوم  وفي العام 2005م  وافق التجمع الوطني الديمقراطي علي الحل السياسي المصلحي الشخصي وليس الحل الذي يضمن للشعب ان يمارس حقه في انتقال سلمي للسلطة بمثل وهي اشبه  باتفاق المصالحة الوطنيةعام 1977م بين النميري والاحزاب السياسية  وقد استخدم. النميري حينها  ذكاء سياسي بارع برفضه مفاوضة الاحزاب مجتمعة وكان يفاوض كل  حزب علي حدة وهذا ما ساعد علي اضعاف اي عمل سياسي ضده

وفي سنة 1985م تحركت نقابات العمال والاطباء علي غرار تجمع الهيئات الذي ساعد علي تنظيم الصفوف لاسقاط نظام المرحوم الفريق ابراهيم عبود في ثورة اكتوبر1964م التي كانت مصدر الهام لانتفاضة ابريل 1985م وعلي اساس ذلك عمل تجمع المهنيين لااسقاط البشير سنة2018م وكالعادة اطلت الاحزاب السياسية القديمة برأسها من جديد ولكن هذه المرة وجدت في الساحة السياسية قوي ثورية جديد مسلحة بالعلم والمعرفة العلمية وتستوعب الماضي وعلي وعي كامل بضرورة نقل السودان من مرحلة الولاء للشخصيات الي مرحلة العمل للوطن لذلك لااستبعد تحالف يجمع مابين فلول الموتمر الوطني مع الاحزاب السياسية القديمة التي سوف تجد نفسها خارج المشهد السياسي حال اجراء الانتخابات فالشعب السوداني يعرف ماذا يريد وخذوها مني سوف ينجح السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رغم المتاريس التي يضعها اعداء الثورة وسوف يعم السلام  وسوف يجد  دعم  منقطع النظير من عموم الشعب السوداني لدرجة المطالبة بالتمديد له ليكون رئيس وزراء توافقي وذلك نزول  لرغبة الشعب ويمكن اجراء انتخابات تشريعية قبل انتهاء الفترة الانتقالية وتشكيل برلمان منتخب يقطع الطريق علي كثرة الخلافات حول المسائل الخلافية ومنها علاقة الدين بالدولة وعلاقة الدولة الخارجية ونظام الحكم في السودان ويجب  الاسراع في  انعقاد موتمر قومي للسلم الاجتماعي للخروج بتوصيات تعمل علي رتق النسيج الاجتماعي فاكبر مهدت الوحدة الوطنية للسودان هي تفشي القبلية وعدم  القبول  بالتفاوض مع النظام المقبور فهذا  يعني اجهاض الثورة وخيانة لدماء الشهداء ويجب الاسراع في تنفيذ القصاص العادل لقتلة الشهداء وكشف الحقائق عن احداث فض اعتصام القيادة العامة حينها سوف ترتفع اسهم السودان دوليا بالسير على طريق دولة القانون  بالتوقيع علي ميثاق روما وتسليم البشير وجميع المتهمين في قضايا الابادة الجماعية التي وقعت في حق شعبنا في دارفور ان اي دعوة الي انتخابات مبكرة قبل القصاص تعني الرقص علي جثث الشهداء

ترس اخير

شهداءنا ما ماتوا عايشين مع الثوار

المات ضمير خائن حالفين نجيب التار

 

علاء الدين محمد ابكر

[email protected]

 

تعليق واحد

  1. اقتباس:-
    التاريخ الي العام1971م عندما دبر الحزب الشيوعي انقلاب عسكري ضد الراحل النميري تحولت بعدها الخرطوم الي حمام للدماء !!!!!!
    اولاً هو ثورة او (انقلاب )تصحيحي لان الشيعيون اتوا بالنميري وليس العكس وهل كل الشيعيون كانوا مع التصحيح ومن كان مسئول من الدماء التي سفكت في بيت الضيافة هل ابو الدهب ام صلاح عبدالعال ام المأئيويون.لاتنجروا وراء الدعاية الكيزانية والرجعية لان هذا الجزء من التاريخ تستر عليه الاحزاب الكبيرة والكيزان.واخيرا انا ليس بشيوعي ولا مناصر لهم ولكن احترمهم.ومن مصلحة الوطن ان تقبل لغيرك كما تفبله لنفسك.الشيعيون معروغون بيننا بسلوكهم ومواقفهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..