لن يكتب الازدهار لكلا البلدين إلا…

٭ الان غولتي دبلوماسي بريطاني عرف السودان منذ سبعينيات القرن الماضي.. وشغل منصب سفير بريطانيا في الخرطوم عام 5991 لمدة اربع سنوات وفي عام 2002 أصبح مبعوثاً خاصاً لبريطانيا الى السودان.. ومثل بلاده خلال المفاوضات التي جرت في مشكل جنوب السودان ونتجت عنها اتفاقية نيفاشا.. وفي عام 5002 عاد الان الى السودان ليمثل بريطانيا في مفاوضات وقف الحرب في دارفور.
٭ بمناسبة ذكرى نفصال استقلال الجنوب اجرت معه صحيفة الشرق الاوسط حواراً او مقابلة نقلتها كثير من الصحف السودانية.. والمقابلة أو الحوار شكل لي محطات كثيرة للتأمل والوقوف عند كيف يرى الان غولتي الذي عرف السودان في ظل انظمة مختلفة فهو في عهد ثورة مايو كان احد اعضاء السفارة البريطانية وفي عهد الانقاذ جاءها سفيراً ومع بداية الالفية الثالثة كان ضمن مطبخ المفاوضات الماراثونية في مشكل الجنوب ثم في مفاوضات دارفور.. وحوار الشرق الاوسط سلط الاضواء على قضايا محورية كشفت كيف ينظر هذا الرجل الذي اصبح خبيرا في الشأن السوداني في مناطقه التي كانت ملتهبة وسكنت بالانفصال كما يرى البعض وبالاستقلال كما يرى ايضاً بعض أهل الجنوب..
٭ عندما سألت صحيفة الشرق الاوسط الان غولتي ان يصف جنوب السودان عشية الذكرى السنوية الثانية لاستقلاله. كان رده أنه لا يستغرب ان تعاني دولة جنوب السودان من مشكلات كثيرة، لكنه في الوقت نفسه منبهر بالانجازات التي تحققت على الرغم من افتقار هذه الدولة للموارد المادية والبشرية ولوجود النزاعات الجارية مع السودان. يستحق شعب جنوب السودان دعمنا المستمر وهو يواجه تحديات بناء امة جديدة التي لابد ان تعتمد على المصالح المتبادلة مع السودان، وليس على العداء له فقط.
٭ واصلت صحيفة الشرق الاوسط اسئلتها للمبعوث البريطاني السابق للسودان قائلة ما الذي تقوله حول المشكلات المستمرة بين البلدين؟ وجاءت اجابته بمثابة مربط الفرس.. قال: لن يكتب الازدهار لكلا البلدين دون علاقات حُسن جوار وتعاون عملي.. لا يعني هذا فقط حل مشكلة النفط.. ولكن هناك حل كل المشكلات العالقة ومن بينها فتح الحدود وحرية تنقل الاشخاص وحق المواطنين في العمل والتملك في كلا البلدين، بالاضافة الى قضايا التجارة الحرة بين البلدين وترتيبات الهجرات الموسمية للرعاة ومواشيهم وغير ذلك اعتقد ان هذه الترتيبات اذا نفذت ستفيد المواطنين في البلدين خاصة الذين يعيشون في الولايات الحدودية للدولتين أو ما يعرف بدويلات التمازج.
لكن للاسف يبدو ان مصالح الشعب في كل بلد تحتل مرتبة متأخرة في اهتمامات الحكام والسياسيين فالنزاع الآن حول الحصول على اكبر قدر من الغنائم وليس توزيعها بشكل عادل، والالوية في السودان الآن يجب ان تنصب على وقف القتال في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وضمان وصول المساعدات الانسانية والبدء في المصالحة الوطنية واعادة العمران، ودون هذه الاشياء لن يكون هناك سلام داخل السودان او بين السودان وجنوبه.
٭ والحوار طويل ولكن قصدت ان اشير الى أهمية هذه الاجابات من رجل عاصر مشاكل السودان ويبدو انه كان موضوعياً.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. الجنوبيون صوتوا بالإجماع مع الانفصال، وهو مكسب كبير لنا أيضا ، إذ لم يكن من الحكمة امتداد الحرب 50 سنة أخري بعد تدمير اقتصادنا وزهق أرواح شبابنا. وبعد هذا نسمح لهم بالتنقل والعمل والتملك؟! عجبيّ التعاون بين البلدين لخدمة المصالح المشتركة ألف نعم أما العودة للانتفاع بالسودان وإمكاناته ببند الحريات بعد نبذه بالإجماع، فهذا مرفوض، مع تقديري للأستاذة أمال عباس، التي شاركتها في أعمال المؤتمر العام للأدباء والكتاب الثاني يوما.

  2. الاستاذه امال تمتلكينه رؤية ثاقبة وتجيدي رسم الكلمات ولديك كريزما فقط نرجو منك ان تستخدمي موهبتك الصحفية وخبرتك الطويلة في فضح الحقائق وكشف المستور بكل جراءه وقوة بدون اي تردد ولك كل الشكر … وما قصة الظرف الشهري ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..