تأشيرة البشير.. قيمة المواجهة ووهم البريستيج

تأشيرة الرئيس البشير لدخول أمريكا للمشاركة في قمة الأيدز ليست تهويمة دبلوماسية أو قصيدة شعرية مثل تلك القصيدة الاحتجاجية الشهيرة قصيدة (التأشيرة) للشاعر المصري هشام الجخ، بل هو مطلب جاد من جانب السودان حيث أن البشير سيذهب بالفعل إلى أمريكا لو توفرت عند أمريكا شجاعة بإصدار إذن دخوله إلى أراضيها.
وبمجرد تقدم الخارجية السودانية من جديد بطلب إصدار تأشيرة للبشير للمشاركة في قمة الأيدز وتلبية دعوة كي مون فإن ذلك الطلب قد أدخل أمريكا في موقف صعب حقاً.. (كدا ووب وكدا ووبين)، دون وجود خيارات أخرى بالنسبة لها..
فهي – أي أمريكا – إما أن تلتزم باتفاق المقر الذي أشرنا اليه في مقال سابق طالبنا فيه الخارجية السودانية بعدم التنازل عن حق مشاركة المسؤولين السودانيين في الاجتماعات الأممية.. وإما أن تمتنع أمريكا وتخالف مرة أخرى بنود اتفاقية المقر أو خيار ثالث مستبعد هو أن تصدر التأشيرة وتقوم بالتعرض للرئيس البشير دون حق قانوني لأنها ليست عضواً في اتفاق روما ولا تملك سنداً قانونياً بتنفيذ أوامر الإستدعاء التي تصدرها هذه المحكمة.
وبالنسبة لأمريكا فإن طلب السودان إصدار تأشيرة البشير هو أمر محرج جداً لها إعلامياً وسياسياً خاصة بعد انسحاب المسؤولين الأمريكيين من حفل تنصيب موسيفيني بسبب وجود البشير في كمبالا الأسبوع الماضي.
ومثلما أنه كان من واجب البشير كرئيس أفريقي أن يشارك جاره اليوغندي هذه السراء فقد التزم الجار اليوغندي بالوفاء للموقف ومؤازرة السودان في ضراء ملف المحكمة الجنائية فرد موسيفيني تحية البشير بمثلها وهاجم المحكمة ولم يكترث لموقف المسؤولين الأمريكيين والذي ستثبت ورطة قمة الأيدز لهم أنه كان موقفاً متهوراً، وأنهم لم يكونوا في حاجة لإدخال بلدهم في هذا الحرج وهي الدولة الملزمة بمنح تأشيرات الدخول لجميع رؤساء الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
الآن لو امتنعت واشنطون عن إصدار تأشيرة الدخول للبشير فستكون قد خالفت المواثيق الدولية للمرة الثانية في حالة الرئيس وحده، ولو أصدرت التأشيرة فإنها ستبصق على موقفها أو موقف المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا قد انسحبوا بحماقة غير مدروسة من احتفال تنصيب موسيفيني..
أعتقد أن مواجهة البشير للمحكمة الجنائية الدولية لن يقرأها التاريخ بهذه البساطة التي يتعامل بها البعض حين يحصرون آثار هذه المواجهة في بعض الأغبرة وخدوش الحرج الطفيفة على جدار سيادة الدولة واسمها وتلك الآثار الجانبية التي تنتج عن تلك المواجهة ولا يتعمقون في القيمة الحقيقية لها.. فقيمة هذه المواجهة أكبر وأهميتها التصحيحية التأريخية لنظرة الغرب للقارة الأفريقية ستكون كبيرة.
القضية ليست بالبساطة التي يتحدث بها البعض بأنها مجرد مواجهة محرجة وتحدٍ يمس ب (البريستيج) الخاص باسم السودان في محافل العالم.
هذا غير دقيق، لأن هذا العالم الآن يحتفظ معظم قادته خاصة القادة الأفارقة بهذا (البريستيج) الظاهر في المحافل الدولية لكن تذبحهم الغبينة من استعلائية الغرب وظلمه واحتقاره المستمر لهم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

تعليق واحد

  1. الظاهر في تعميم امني بالكتابة عن نفس الموضوع بصيغ متشابهه تماما

    يا جمال انت علي حسب معرفتي القديمة بيك زول كويس ومحترم وفاهم ومثقف فما تكسر الصورة الجميلة دي

    تحياتي ليك وللاسرة

    المواضيع الانصرافية كترت الظاهر بقينا شعب انصرافي من الدرجة الاولي بامتياز

  2. استحلفكالله يا جمال على حسن لغة النسوان دي ما تكتبوها لينا هنا..(ووب وكدا ووبين) قبلك كتبها منو كدا ما عارف المكاشفي.. أمريكا شنو الزي البو دا بدخلها في ورطة.. انتا لو مالي هدومك بجد أكتب في البهم الشعب السوداني أو شوف ليك شغلة تانية .. إنتو الغيرة ما بتجيكم من فارس اسمو شبوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووونة

  3. #(بل هو مطلب [التأشيرة] جاد من جانب السودان حيث أن البشير سيذهب بالفعل إلى أمريكا لو توفرت عند أمريكا شجاعة بإصدار إذن دخوله إلى أراضيها.)أهـ
    * لن يذهب الرقاص – الربذاء الجافل من صفير الجنائية و الأسد علي شعبه – إلي أمريكا (بالخيال، دعك عن (بالفل) حتي لو منحته جواز سفر دبلوماسي أمريكي؛ و أغلقوا الـICC، و سلموه مفاتيحها في يده.

  4. إقتباس – فإن ذلك الطلب قد أدخل أمريكا في موقف صعب حقاً.. (كدا ووب وكدا ووبين)، دون وجود خيارات أخرى بالنسبة لها..
    سجمي يا يمه حسه إمريكا شن راح تسوي ؟؟؟؟
    يا جمال علي حسن كان عليك عدم الخوض في هذا الموضوع فعن أي موقف صعب تتحدث ؟؟؟ لقد جعلت من رئيسك مسخرة بهذه الكلمات ولا يسعني إلا تخيل الحديث التالي في مسرحية هزلية
    بان كي مون – هل وصل البشير ؟
    هيلاري كلينتون – لو وصل ما بتسمع نهيقه ؟

  5. منطق وواقع مؤلم . انه سحر البيان ام السياسة . نقول قدر الله وما شاء فعل مرجع الامور لله المهم نحن الشعب المستبد عليه الواجب الاحتساب وبعلم لكى نحظى بالاجور او على كفارة الذنوب فامر المؤمن كله خير . وقربت القيامة .

  6. يا أخ جمال علي حسن الولاء والانقياد الاعمى لنظام البشير دائما ينعكس فى مقالاتك بحجب الحقائق عن القارئ وتحاول دائما ان ترى القارئ ما تراه أنت.

    نعم اوافقك بعض الرأى عن عدم رفض امريكا منح تأشيره لزيارة مقر الامم المتحده ولكنك تناسيت ما ادرى عمدا ام جهلا الجزء الاخر من الاتفاقيه.
    توقيع إتفاقية او قانون المقر كما تسميها فى 26/6/1947 بين بين الولايات المتحده والامم المتحده ألزم الولايات المتحده بعدم رفض منح تأشيره للدبلوماسيين لزيارة مقر الامم المتحده…فى نفس الوقت حفظ للولايات المحتده الحق فيما يتعلق بالأمن والارهاب او حتى السياسه الخارجيه للدول تجاه الولايات المتحده…ولذلك نجد هذا واضحا عندما رفض اوباما منح ابوطالبى مرشح ايران كمندوب فى الامم المتحده رجع لقانون 1947 وبالطبع اوباما ليس بالغباء ان يقول للايرانيين زولكم ده ما عاجبنا…وابوطالبى يااستاذ جمال كان العقل المدبر لأزمة الرهائن الشهيره واحتلال السفاره الامريكيه فى طهران عام 1979 والايرانيين كانوا عارفين حيكون فى رفض لأنهم ما اغبياء لأن الجرائم لا تسقط بالتقادم….والامور ما بتمشى بالعنتريه بتاعتك دى على حسب قولك البشير سيذهب بالفعل إلى أمريكا لو توفرت عند أمريكا شجاعة بإصدار إذن دخوله إلى أراضيها…عندك مثال راشد الغنوشى فى تسعينات القرن الماضى كان محظورا من السفر للولايات المتحده بسبب تبنيه خط مناهض للولايات المتحده وحاول بتقديم طلب تأشيره بكل قوة عين كذا مره ورفض طلبه ولكن بعد الثوره التونسيه إعتدل فى خطابه السياسى وتقدم بطلب تأشيره ومنحت له.
    أما كلامك بأن امريكا ليست عضو فى الجنائيه ولايحق لها القبض عليه فهذا والله يا أخى قمة السطحيه وتكرار لأسطوانه مشروخه…أعطيك مثال بسيط لو إنت جمال علي حسن شخصيا قبضت على مجرم وقلت للمتحرى هذا هو الشخص الذى ارتكب الجريمه هل حيقول ليك إنت دخلك شنو هل انت بوليس ام حيقبض على المجرم ويشكرك للتعاون مع العداله.
    إذا أجبت على السؤال ده بصدق يكون مافى داعى لهذا المقال من الاساس
    وشكرا

  7. إقتباس:
    (الطلب قد أدخل أمريكا في موقف صعب حقاً.. (كدا ووب وكدا ووبين)، دون وجود خيارات أخرى بالنسبة لها..) .

    هاهاهاهاهآآآآآآآآآي ,
    و لنفرض إنه أمريكا أعطته تأشيرة دخول فهل سيسافر مشيرك ؟؟
    و هل ستتوفر عنده الشجاعة بالدخول لأراضيها؟؟
    إذن الحكاية بالعكس , الطلب أدخل البشير في موقف صعب حقاً..

    امريكا بها عشرات الآلاف من ضحايا البشيرو نظامه , فلو وضع المشير أرجله فى الاراضى الامريكية يحق لأى من ضحاياه فتح بلاغ فى أى محكمة أمريكية لتوقيفه لمحاكمته . و محاكم أمريكا مستقلة عن الحكومة الامريكية , و حتى اوباما الرئيس لا يستطيع التأثير عليها . و عندها يكون مشيرك راح فيها .

    عموماً المشير سوف لن يرى أمريكا أو أوروبا غير فى اطلس الجغرافية فقط طالما هو إختار خطة الهروب و عدم المثول أمام محكمة الجنايات الدولية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..