مقالات وآراء سياسية

كانت في الكراع بقت في الوش

حيدر المكاشفي

من أمثالنا السودانية التي تعبر عن الموقف المحرج الذي يجد فيه نفسه من يتقاعس عن أداء واجب اجتماعي وانساني مهم ثم يتفاجأ بلقاء صاحب الواجب وجهاً لوجه (كانت في الكراع بقت في الوش)، وفيه أيضا يقول مثل شهير آخر (الفضيحة والسترة متباريات)، ومؤدي هذا المثل ان هناك خيطاً رفيعاً بين السترة والانفضاح، ويضرب في حالة ان يكون بمقدور شخص تأدية شئ بكل سهولة ويسر بينما يتسسب عدم ادائه في فضح حاله، ولشقائه رغم سهولة اداء هذا الشئ الا انه لا يؤديه، فيقال في مثل حال هذا الشخص (السترة والفضيحة متباريات)، ومناسبة ايرادنا لهذين المثلين هى ان ثلاثة من الشباب ذوي صلة رحم بشهيد حادثة طائرة الجنينة ضابط العمليات الجوية محمد اسماعيل حمزة وزوجته الدكتورة حليمة ابكر زكريا وطفليهما حمزة وحذيفة، زاروا الاول من أمس هذه الصحيفة (الجريدة) لبث شكواهم والتعبير عن امتعاضهم الشديد للتجاهل الذى وجدته اسرة هؤلاء الشهداء من كل القيادات الرسمية على المستويين الولائي والاتحادي، وكانوا أكثر امتعاضا من رئيس الوزراء حمدوك وعضو مجلس السيادة حميدتي ووزير العدل نصرالدين، وكعهدها ودأبها دائما منذ اطلالتها الاولى قبل نحو عشر سنوات بأن نذرت نفسها لتكون صوتا للجماهير وصوت من لا صوت له، استقبلتهم الصحيفة بكل الاريحية والترحاب المعهودين فيها مع كل قاصديها من اصحاب القضايا والمشاكل، وانا على ذلك من الشاهدين، اذ لا تخلو الصحيفة يوميا من اعداد منهم تستمع اليهم في أناة وصبر وترصد ما يبثونها من الام او امال يجدونها في اليوم التالي منشورة على صفحاتها، ولهذا صارت موئلهم وملاذهم وحاضنتهم الاساسية، وهذا ما فعلته مع زائريها هؤلاء الشباب، اذ جعلت قضيتهم احد مواضيعها الرئيسية ونشرتها أمس مينشيت ثاني..

وأكثر ما أهمني في قضية هؤلاء الشباب مع القيادات الثلاثة حميدتى وحمدوك ونصر الدين، ان ثلاثتهم ورغم وجودهم بمدينة الجنينة عند وقوع الحادث المحزن لم يكلفوا نفسهم بزيارة منزل الشهداء واداء واجب العزاء ورفع الفاتحة مع ذويهم ترحما على أرواحهم بما يخفف عنهم مصابهم الجلل، وقد اوجد هذا التجاهل في انفسهم موجدة وحسرة، خاصة وان اسرة هؤلاء الشهداء استقبلت مجموعات من خواجات برنامج الغذاء العالمي الذي يعمل فيه الشهيد محمد اسماعيل توافدوا زرافات ووحدانا لاداء واجب العزاء للاسرة والاهل مما كان له وقع طيب في نفوسهم، بل ان برنامج الغذاء العالمي نشر عزاء الشهيد في موقعه الرسمي بكل اللغات المعتمدة لديه، ومعروفة حساسية السودانيين تجاه من لا يحفل ولا يهتم بأداء مثل هذه الواجبات الاجتماعية والانسانية، وما كان على حمدوك وحميدتى ونصر الدين ان يفوت عليهم اداء واجب العزاء لاسرالشهداء من اهالى مدينة الجنينة، وما كان اسهل عليهم التعزية من اللوم الذي طالهم بعدمها، والرأي عندى ان يستدرك المعنيون باللوم ما فات عليهم ونقول بحسن الظن سهواً..

حيدر المكاشفي

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. اتلوموا بلحيل …
    ياخ الخلعة الدخلت في نصر الين مابتطلع بالساهل
    كان من المفترض باسمهم تقوم حكومة الولاية بالواجب
    وبرضو ماعندهم عذر طالما كانوا متواجدين
    اللوم بجي الغفلات ي حيضر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..