أخبار السودان

جمعيِّة قدامى المحاربين!!

عثمان ميرغني

الدكتور علي الحاج ? الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي- جمع على مائدة عشاء بمنزله عشرات من قدامى قيادات الحركة الإسلامية.. انتهى اللقاء بعبارة واحدة اتفقت عليها كل الصحف التي نقلت الخبر (وحدة الإسلاميين)!!

وقال علي الحاج بإلحاح للمدعوين (يجب أن نتوحد وأن نكون على كلمة سواء، وألاَّ تكون وحدتنا مبنية على عاطفة وإنما على بينة وحُجَّة قوية.. يجب أن نحث بعضنا بعضاً على الوحدة والاتفاق).

بالله عليكم هل رأيتم أكثر من هذا فداحة في خلل وعطب في المفاهيم.. لو كان المدعوون قدامى لاعبي فريق كرة قدم.. أو قدامى نادي.. أو حتى قدامى المحاربين يستعيدون ذكرياتهم ويغنون مع أم كلثوم (لو عاوزنا نرجع زي زمان.. قول للزمان أرجع يا زمان..) لاستحق الخبر عن جدارة بوصة مربعة في الصفحة الأخيرة.. لكن الخبر هنا عن (قيادات الحركة الإسلامية!!).. على خلفية موسيقى تصويرية بصوت الناي الحزين يحكي للتاريخ كم أنشبوا أظافرهم الحادة في أجساد بعضهم البعض.. وكم أولغوا في دماء بعضهم البعض.. بديباجة (ذُبح على الطريقة الإسلامية)..

جميل أن يحتفي الناس بذكرياتهم.. لكن من باب (هيجتني الذكرى) وليس من باب إعادة تدوير التاريخ ومحاولة إجبار المستقبل أن يلد ماضياً ولى وفات.. فعبارة (حركة إسلامية) ذهبت أدراج التاريخ.. وما تبقى منها مجرد ذكريات على مائدة عشاء.

وبصراحة؛ السيرة الذاتية لما قدمه هؤلاء القادة لا تؤهلهم إلاَّ لكتابة خطاب اعتذار طويل موقع بالدموع للشعب السوداني عن كل الأفاعيل التي جربها من تحت أيديهم.. فبعد حكم حصري واحتكاري لقرابة الثلاثة عقود تبدو الفاتورة مثقلة بالفشل الذريع ليس في إدارة الدولة فحسب، بل حتى مجرد تقديم الأنموذج والقدوة الصالحة.. والحال الشاخص الآن لا يحتاج إلى بيان.

ثم؛ وهو الأهم أي (وحدة إسلامية!!) هذه التي يطالب بها الدكتور علي الحاج! كل سنوات الخبرة ألم تكشف له حتى الآن أن كلمة (إسلامية!) هي محض بضاعة مزجاة تبيع بطاقة لا علاقة لها بالاسم الحقيقي للدين الإسلامي.. استتار خلف القداسة التي تحجب النظر عن التحديق في الممارسة!

(الإسلام) ليس توصيفاً لحزب أو جماعة أو فئة مهما اعتمرت بجلبابه.. فالنسبة إليه بكلمة (إسلامي) تحوله إلى مجرد بطاقة Label أو علامة تجارية تنتحل موجبات الشعور المقدس تجاه الإسلام.. فالإسلام قيم ومفاهيم لا يقاس الارتباط به إلا بقياس الارتباط بهذه القيم والمفاهيم.. فالإحسان، والعدل، والرحمة، والصدق، والنزاهة هي من القيم التي تحدد إلى أي مدى يقترب المرء أو الدولة من الإسلام أو يبتعد.. لا العكس..!!

ولهذا قلنا كثيراً إن (الدين قيمة صفرية).. تماماً مثل صفرية (سطح البحر) في قياس الارتفاعات.. منه يبدأ قياس الارتفاع.. فيكون السؤال (أين الارتفاع) لا (أين سطح البحر).

سؤال عن قِيم الدين.. لا عن بطاقة الدين!!

التيار

تعليق واحد

  1. (( ولهذا قلنا كثيراً إن (الدين قيمة صفرية).. تماماً مثل صفرية (سطح البحر) في قياس الارتفاعات.. منه يبدأ قياس الارتفاع.. فيكون السؤال (أين الارتفاع) لا (أين سطح البحر). ))
    كلام جميل ، أحسنت …

  2. نقول لديناصورات الظلم والفساد تتوحدون لماذا؟ وانتم لم تختلفوا اصلا عشان تتوحدوا؟

    انتم متفقون تماماً اسودكم واحمركم متعلمكم وجاهلكم صغيركم وكبيركم .. كلكم متفقون تماماً في اذية الشعب ومتفقون في الفساد والظلم والكنز واللهث وراء المنصب والسلطة والجاه.

    علام تريدون التوحد ؟ ما انتوا اصلا ” توحديون ” وتحتاجون فقط من يقودكم الى المصحات النفسية للعلاج ..

  3. كمان معلقين خلفية..إنما المؤمنون إخوة ..

    والله أنتم الإخوان المجرمين …ماشفتوا الإسلام ولا جيتوا بى جنبه خلى الإيمان الصعب داك ..
    غايتو أحلى حاجة قالها عنكم الشعب السودانى قريب ده ….

    ديل الحرامية وفاطمة دغرية …

  4. (( ولهذا قلنا كثيراً إن (الدين قيمة صفرية).. تماماً مثل صفرية (سطح البحر) في قياس الارتفاعات.. منه يبدأ قياس الارتفاع.. فيكون السؤال (أين الارتفاع) لا (أين سطح البحر). ))
    كلام جميل ، أحسنت …

  5. نقول لديناصورات الظلم والفساد تتوحدون لماذا؟ وانتم لم تختلفوا اصلا عشان تتوحدوا؟

    انتم متفقون تماماً اسودكم واحمركم متعلمكم وجاهلكم صغيركم وكبيركم .. كلكم متفقون تماماً في اذية الشعب ومتفقون في الفساد والظلم والكنز واللهث وراء المنصب والسلطة والجاه.

    علام تريدون التوحد ؟ ما انتوا اصلا ” توحديون ” وتحتاجون فقط من يقودكم الى المصحات النفسية للعلاج ..

  6. كمان معلقين خلفية..إنما المؤمنون إخوة ..

    والله أنتم الإخوان المجرمين …ماشفتوا الإسلام ولا جيتوا بى جنبه خلى الإيمان الصعب داك ..
    غايتو أحلى حاجة قالها عنكم الشعب السودانى قريب ده ….

    ديل الحرامية وفاطمة دغرية …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..