مقالات وآراء سياسية

حمدوك.. رئيس كل السودانيين

محمد وداعة

طلب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني الأستاذ كمال كرار من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تقديم تفسير حول لقائه برئيس الجبهة الوطنية العريضة د. غازي صلاح الدين لتوضيح كيف تم اللقاء وما هي مناسبته قائلاً ان غازي جزء من انقلاب الانقاذ والمنظومة التي حكمت (30) عاماً مؤكداً ان حوار قوى الحرية والتغيير مع الاسلاميين خيال بعض الناس ،

في نفس الاتجاه اعلن تجمع المهنين بأن اللقاء كان بمثابة صدمة .. ربما هناك اراء اخري ناقدة لهذا اللقاء في الطريق الي الاعلان عن معارضتها وربما هناك من يؤيدون هذا اللقاء لعلهم سيعلنون عن تأييدهم .. وتعتبر حتي الآن مواقف المهنين والحزب الشيوعي هي الابرز في انتقاد اللقاء ..

اللقاء حسب ما رشح تم بطلب من د.غازي وغض الطرف عما دار في اللقاء فلا يمكن لاي سياسي ان يرفض مثل هذا اللقاء خاصة وان مخرجاته لم يتم الاعلان عنها علي الاقل بواسطة حمدوك .. وكان علي الارجح صوابا ان تطلب هذه القوى تنويراً عن اللقاء ولها ان تحكم بعد ذلك رفضاً أو قبولاً ، ومع ذلك فان البعض ربما نسيى ما جاء فى خطاب حمدوك الأول بعد اداء القسم وأنه سيكون رئيساً لكل السودانين .

لا شك ان المهنين والشيوعين لهم كامل الحق في أن يكون موقفهم رافضاً لأي لقاء يجريه رئيس الوزراء مع أي كان ولكن ليس من حقهم فرض الوصاية على رئيس الوزراء وحظره من مقابلة أي شخصية أو مجموعة سياسية سودانية خارج قوى الحرية والتغيير خاصة إذا تعلق الموضوع بأمور الدولة ومستقبل البلاد بعد الفترة الانتقالية .. لأن التصرفات القانونية والدستورية لرئيس الوزراء تتعدى فترة تكليفه إلى مابعد الفترة الإنتقالية ..

النظرة الضيقة لبعض قوى الحرية والتغيير ليست وقفاً على الاسلاميين بل تتعدى ذلك إلى قوى ثورية شاركت في الثورة لم يتم قبول عضويتها في الحرية والتغيير وتم تهميشها وسميت (بالقوى الموافقة على اعلان الحرية والتغيير) دون حسم امر تمثيلها في هياكل الحرية والتغيير بل أن التهميش تجاوز ذلك إلى قوى اصيلة مؤسسة للحرية والتغيير وشاركت في الثورة على قدم وساق مع بقية القوى الاعلى صوتاً الآن والتي تتحكم في كل أمر يخص الحرية والتغيير دون سواها…

حمدوك مسؤول عن تنفيذ برنامج الفترة الانتقالية وسط صعاب وتعقيدات لا تخفى علي احد ويتوجب علي الجميع مساندته وموازرته حتي ولو لم يكونوا حرية وتغيير . ذلك ان نجاح الفترة الانتقالية ليس مسؤلية قوى الحرية والتغيير وحدها .. كما ان نتائج نجاها او فشلها تتحملها البلاد بأسرها.

حمدوك ادي القسم رئيس لجمهورية السودان وشعبها ولم يحدد القسم انه سيكون رئيساً للوزراء (قطاع الحرية والتغيير ) ،وليس لزاماً عليه ان يكون في قطيعة مع قوى علي الاقل فارقت النظام السابق قبل سقوطه بسنوات .. وعليه نذكر الجميع بأن التصنيف الذي كان محل اجماع هو النظام وحلفاؤه اللذين معه وسقطوا يوم سقوطه و يجب القول ان هذا التصنيف استثني من شاركوا النظام عبر اتفاقيات السلام في فترات مختلفة ..

استمعوا لحمدوك فهو الآن يدير الدولة بحكمه وصبر ونضج سياسي .. اتركوهوا يعمل .. السيد حمدوك وفقآ للدستور رئيس كل السودانيين.. المؤيدين و المحايدين و المعارضين..

محمد وداعة

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. رجعت للولوة مرة تانية بعد لقائك مع صلاح قوش تحاول تنفيس الثورة؟.
    بلاوي السودان ليس الإسلاميين فقط بل العروبيين امثالك

  2. نعم هذا هو الرأى السديد حمدوك وإن أتت به قحت فهو لكل السودانيين بما فيهم الكيزان فى كوبر والمسجونين والمتمردين ، السياسة فيها كل شئ فهى فن الممكن فيها صديق اليوم عدو الغد وعدو الغد صديق اليوم لانها تخضع للغة المصالح وتوازنات القوى فقط ، وماذا يضير ان يلتقى حمدوك بشخصيته الإعتبارية باى قوى او جماعة من اجل ان لا ينفرط عقد الوطن وان يحقق أستقرارا أكثر ففى النهاية الكيزان التائبين وغير التائبين لن يذهبوا للمريخ او يمحو من الكرة الأرضية فهم موجودون وبما أنهم موجودين فلابد من التواصل مع الافراد والشخصيات الكيزانية التى تابت وإنسلخت منهم بل وناصبت المؤتمر الوطنى العداء وفضحته وكشفت اوراقه وذاقت مر السجون والتعذيب فى المعتقلات ثم قدمت الشهداء مرتين ، مرة عام 2013 ومرة أخرى فى ثورة ديسمبر المجيدة الكيزان المعنيين بالقطيعة الذين أفسدوا البلاد والعباد ومصوا دماء الشعب السودانى واسبتاحوا حرائره وأذاقونا الويل والثبور ، امثال هؤلاء يقدموا لمحاكمات كل على قدر جرمه وإن خرجوا من السجون يعاملوا مواطنين يمارسون حق المواطنة مثلهم مثل غيرهم وإن عادوا سيطالهم القانون مرة أخرى ، اما أن يؤخذ البرئ بذنب المجرم فهو الظلم وعدم العدالة والثورة قامت لإقامة العدل وصون كرامة المواطن السودانى سواء كوز او شيوعى او بعثى او شئ تانى…. الرؤية الإيجابية وأخذ الامور بموضوعية بعيدا عن التشجنات العاطقية الجارفة والعقلانية هى التى تقود البلاد إلى بر الأمان وتؤسس لدولة العدل والرفاهية والمساواة ودولة القانون والنظام وليس دولة الغوغائية والظلم و هضم حقوق الناس والإستعلاء والتمكين .

  3. قانون العزل السياسي يمنع رموز نظام البشير من ممارسة النشاط السياسي في السودان لمدة لا تقل عن عشر.. و حدد القانونُ الرموزَ بأنهم “أي شخص شغل منصباً في ما يسمى “مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني” أو أي شخص كان عضواً بمجلس شورى الحزب أو عضواً بالمجلس القيادي للحزب بمن فيهم من شغلوا منصب رئيس الجمهورية أو نائب رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس التشريعي أو والٍ أو وزير اتحادي أو ولائي أو مدير لجهاز الأمن أو نائب عام أو نقيب للمحامين أو رئيس للقضاء أو للمحكمة الدستورية لجمهورية السودان إبان نظام الإنقاذ”.

    * و طالما غازي صلاح الدين من أولئك الذين شغلوا أكثر من منصب من المناصب المشمولة في قانون العزل السياسي.. فليس من حق د.حمدوك تجاوز هذا القانون بلقائه (سياسياً) مع رمز من رموز نظام البشير و التحاور معه في شئون (سياسية) بحتة..؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..