(أنا جبت حاجة من عندي)؟!

طرفة شهيرة تحكي عن سوداني في زياراته إلى القاهرة، ذهب إلى أستديو للتصوير الفوتوغرافي.. وبعد تصويره احتجّ أن الصور (شينة).. ردّ عليه المصور المصري (لا سمح الله.. أنا جبت حاجة من عندي..).
يبدو أن وزير الإعلام يعيد إنتاج هذه الطرفة في سياق تصريحاته الأخيرة.
نقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان قوله.. إن الحكومة وفرت دورات تدريبية للملحقين الإعلاميين الجدد.. الذين وقع عليهم الاختيار ليحلوا محل أسلافهم ممن أكملوا مدتهم في الخارج..
ولا أحد يعترض على كلمة (تدريب)- حيث ما وجدت.. لكنها هنا في حديث الوزير تبدو من الإعراب في موقع (حل مشكلة الإعلام الخارجي).. فكون أن الوزير يتحدث عن الحاجة الماسة إلى عكس صورة مشرقة للسودان في مقابل صورة مناقضة يعكسها الإعلام الأجنبي.. فذلك دليل على أن الوزير أو الحكومة افترض أن (الثغرة) كانت في مستوى تأهيل هؤلاء الملحقين الإعلاميين.. ويصبح- تلقائياً- العلاج في (التدريب)..
وحتى لا ينتظر الوزير ثماراً لن تأتي.. الأجدر أن يدرك منذ الآن أن التدريب لا ولن يجدي.. ليس لأنه غير مفيد بل لأن المشكلة لم تكن في التدريب.. من الأصل..
صحيح صورة السودان الخارجية ممعنة في القتامة.. لكن الأصح أنها ليست بسبب عجز الملحقيين الإعلاميين أو تواضع خبرتهم.. فالصورة الخارجية للبلاد لا تلتقط من سفاراتنا في تلك الدول.. ولا من ألسنة ملحقينا الإعلاميين.. بل من هنا داخل السودان.. كفاحاً.. وكأني بالإعلام الأجنبي يتمثل قول المصور المصري.
المطلوب لتصحيح صورة السودان في الخارج.. إصلاحها في الداخل.. ممارسة أكبر قدر من نقد الذات لملاءمة المعايير المتسقة مع عصرنا، وواقعنا العالمي اليوم..
نحن نعاني من أزمة سياسية متطاولة أهدرت الإحساس بالوطن الواحد.. وبتنا شعباً واحداً في وطنين (نفسياً) كل وطن يدعو على الآخر بالهلاك..
وتخاصمنا السياسي أورثنا فواجع إنسانية ماحقة، جعلتنا واحداً من الشعوب المستحقة للصدقات والإغاثات الدولية.. تلك المساعدات التي تجرح كرامتنا الوطنية، وتريق ماء وجهنا أمام أنفسنا قبل أن تكون أمام المجتمع الدولي..
صورتنا الإعلامية في الخارج تحتاج إلى (تدريب) لكن ليس للملحقيين الإعلاميين، بل للساسة في المقام الأول.. فلو أحسنوا في سياستنا لتحسنت صورتنا.. الداخلية أولاً قبل الخارجية..
حتى لا يقول لنا العالم (أنا جبت حاجة من عندي.. لا سمح الله
التيار
تسلم يا عثمان
كلامك عين العقل والمنطق
يا أستاذ التدريب سيكون على تزييف الحقائق و (قلب) الصور!!
يا شيخ عثمان منتظرين رايك فى الوالى الجديد .. وتصريحه العجيب والغريب
الجماعه باعوا كل الحتات .. انت ما كنت حاضر القصه دى فى خيمة الصحفيين الرمضانيه ..!!
باشمهندس عثمان رمصان كريم
نعم ياستاذ اصبحنا شعبا مستحقا للصدقات والتبكيت . تستفزنى الصور التى تنشرها الصحف للسودانيين وهم يتكدسون فى الساحات العامة بل وفى بعض المقار الرسمية (السجون) وهم ينتظرون فى تهافت وصول الوجبات التى تقدمها لهم بعض السفارات الخليجية – صور اعلامية مهينة وتعكس منة واذى يذهب اجر هذه الصدقات – المزمزم التباهى بها اعلاميا عند المولى سبحانه – ولكننا اصبحنا امة محتاجة على آخر المدى وهذا الاحتياج اسقط فينا كل الخصائل الكريمة التى اشتهرنا بها حتى الامس القريب . جزى الله الكان السبب = الذي زرع فينا الفقر المزدوج – فقر المادة وفقر الكرامة = هل تكرمت بالعودة الى ظاهرة اطعام بعض السفارات الاجنبية لعوام السودانيين وتصويرهم ثم اذاعة الامر فى منة سخيفة وولى الامر لا يشعر باى غيرة سياسية او اخلاقية ازاء هذا الامر – هل تسمح دول هذه السفارات بتقديم الطعام لبعض مواطنيها من دول اجنبية وتصوير ذلك الحدث واذاعته = نعم ، لقد انكسرنا تحت ثقل الحاجة –
ياعيب الشوم كما تقول حاجة ست المنى فى باديتنا الملغومة بالكبرياء حتى اليوم والى أن يرث الله الارض ومن عليها
تصوم وتفطر على خير
غير مناسب أن تورد كلمات مصرى والقاهرة في الطرفة أعلاه فهى بايخة وتتضمن إساءة للشعب السودانى وعدم إيرادها سوف لن تقلل من قيمة الطرفة وتبقيها في وضع محايد،، قليل من الذوق لا يضر.