أحداث وادي الصنقير .. الوالي يتهم الأهالي

كشف والي ولاية نهر النيل اللواء حقوقي حاتم الوسيلة السماني، عن تفاصيل جديدة لأحداث وادي الصنقير التي حدثت مؤخراً بالمنطقة. وقال في برنامج )حوار مفتوح) بقناة النيل الأزرق، إنَّ مواطنين حاولوا التعدي على معسكر الشركة الروسية التي منحتها الحكومة حق التنقيب عن الذهب في إحدى مربعات الوادي، وتصدت لهم الأجهزة العسكرية السودانية الموجودة بالمنطقة، توفى مواطن واحد وأصيب 5 آخرون هم الآن بمستشفى عطبرة وحالتهم مستقرة. وأبان الوالي أنَّ المربع ممنوح لروسيا منذ فترة من الزمن وتم تفعيله إبان الزيارة الأخيرة للسيد رئيس الجمهورية لروسيا، ووصلت إلى المربع آليات ضخمة لبداية العمل عبر الشركة الروسية، الأمر الذي أدى إلى تخوف مواطني المنطقة، أن يؤدي عمل الشركة إلى تأثيرات في المراعي والبيئة والمياه والسكن. ووصل وفد من مواطني الولاية إلى رئاسة الولاية منتصف فبراير الماضي، للجلوس مع حكومة الولاية والعمل على إمكانية تجاوز الأمر. وأشار الوسيلة إلى أنه يقف بجانب مواطنيه إلا أنه قال إنَّ منح مربعات التنقيب قرار اتحادي وليس ولائياً، وأنه لا يستطيع إبعاد الشركة الروسية إلا بعد مناقشة الأمر مع الحكومة الاتحادية. وأبان أنَّ الشركة الروسية التزمت عبر مكاتبات ومذكرات رسمية بالقيام بدورها كاملاً تجاه المسؤولية الاجتماعية، عبر إنشاء طرق وتطوير التعليم وتأهيل بنيات الصحة والمياه والكهرباء، وأنها تسمح للمواطنين بالتنقيب عن الذهب في المنطقة بدون استخدام آليات. وقال الوالي إنَّ أهالي المنطقة استعجلوا الأمر وتعدوا على موقع الشركة الروسية دون انتظار مكاتبات الشركة والتزاماتها التي أقرتها، وتأسف الوالي للأحداث وجدد تأكيداته أنَّ كافة مواطني الولاية بمن فيهم أهالي وادي الصنقير، تحت مسؤوليته أخلاقياً ودينياً ودستورياً. وأكد أنَّ الأوضاع الآن مستقرة تماماً وأنَّ مناديب من الشركة وصلوا من الخرطوم إلى المنطقة لتجاوز آثار الأحداث مستقبلاً. وأشار الوسيلة إلى أنَّ أكثر من 20 شركة تعمل في إنتاج الذهب بنهر النيل، وأنَّ 65% من إنتاج الذهب بالولاية مما جعلها أكبر الولايات المنتجة للذهب. وأبان أنَّ الولاية تركز في أولوياتها على توفير المياه النقية وبرامج محو الأمية والكهرباء التي تمضي فيها الولاية بخطوات ثابتة لإنارة كل القرى والمدن، مشيراً إلى أنَّ كهرباء أبو حمد وعبر التمويل القطري بتكلفة 210 ملايين دولار جاهزة للافتتاح وكهرباء قرى أبو حمد 120 مليون جنيه عبر بنك الادخار، إضافة إلى كهرباء الشريك وكهرباء البحيرة بتكلفة 124 مليون جنيه. واستعرض الوسيلة جهد الولاية في بناء الطرق، وقال إنَّ المسار الثاني لطريق التحدي الجيلي ? شندي ? عطبرة اكتملت دراساته وينتظر توقيع العقد مع وزارة المالية الاتحادية، إضافة إلى العمل في طريق النيل الغربي أم درمان ? المتمة ? كبري عطبرة والذي يربط الولاية بطريق أم درمان ? بارا وطريق أبو حمد ? كريمة وبربر ? أبو حمد. وفي مجال الصناعة قال الوسيلة إنَّ الولاية تعتبر الأولى خاصة في صناعة الأسمنت بنسبة 95% الذي يساهم مباشرة في دعم الاقتصاد السوداني .

وحول مستقبل الزراعة في نهر النيل أكد الوالي أنَّ ولايته بفضل الجهود المبذولة ستقود الزراعة في السودان، وذلك عبر الاهتمام المتواصل بتطويرها وتأهيلها بدءاً من تحويل نظام الري التقليدي إلى المحوري بمشروع الشهيد والتوسع في مشاريع الأمن الغذائي بالدامر وعطبرة ورصد 100 مليون جنيه لكهربة المشاريع، بجانب الاهتمام بالمشروع القومي البستاني وهو شراكة اتحادية وولائية وسيحدث نقلة نوعية كبيرة لإنسان الولاية. وقال إنَّ قانون مشروع الهواد الزراعي تمت إجازته من مجلس وزراء الولاية وسيتم وضعه أمام المجلس التشريعي لإجازته النهائية، مشيراً إلى أنَّ مشروع الهواد الزراعي تبلغ مساحته أكثر من 2 مليون فدان، وهو ممتد من حجر العسل إلى كبوشية وإلى البطانة شرقاً وهو مشروع متعدد الأغراض الزراعية والحيوانية وغيرها. وعن التعليم قال الوسيلة إنَّ ولاية نهر النيل تراجعت قليلاً في مستوى الشهادة السودانية رغم تقدمها في التحصيل، إلاَّ أنه أكد أن العمل جارٍ لإكمال النواقص في مدرسة عطبرة الثانوية والمدرسة الصناعة ومدرسة بانقا الفنية. وعن الصحة أشار الوالي إلى جهود الولاية في توطين العلاج خاصة جراحة القلب والأشعة التشخيصية، فضلاً عن ترقية الكوادر والأجهزة الطبية بكل أنواعها ومستوياتها. وحول استعدادات الولاية لموسم الخريف والفيضانات قال حاتم الوسيلة، إنَّ جهوداً مبذولة لإنشاء سدود بوادي الهواد بين شندي وكبوشية، للاستفادة منها في مشروع ?زيرو عطش? إضافة إلى الاستعدادات الصحية والوقائية. وأقر الوسيلة بضعف مساهمة السياحة بالولاية في الإيرادات، ولكن بالرغم من ذلك نسعى لتوفير البنيات الأساسية للسياحة منها طريق التحدي السبلوقة والنقعة والمصورات. وأشار إلى أنَّ 30 قرية سياحية بمقرات ومواقع سياحية أخرى ببربر، وأبان أنَّ الولاية شاركت في مهرجانات داخلية وخارجية للترويج للسياحة والآثار بنهر النيل. وحول الادعاءات التي تشير إلى أنَّ ولاية نهر النيل تدار من الخرطوم عبر أبنائها بمراكز القوة، فند الوسيلة الادعاء وقال إنَّ أبناء نهر النيل منتشرون في كافة الأجهزة الرسمية، على رأسهم السيد رئيس الجمهورية وغيره، وأنه منذ تسلمه قيادة الولاية ما من أحد على الإطلاق (رفع سماعة التلفون) وتدخل في إدارة شؤون الولاية. وقال إنَّ إنسان الولاية واعٍ ومدرك تماماً حجم الجهود المبذولة، وأشار الوسيلة إلى أنَّ عدداً من الهيئات والمؤسسات بقيادة أبناء الولاية، ظلت تساهم مساهمات غير مباشرة في إنشاء المدارس والمراكز الصحية. وأكد أنَّ مواطن نهر النيل صبر على ضعف الخدمات فترة من الزمان، الأمر الذي أدى إلى هجرات واسعة من الولاية إلى مناطق أخرى. وأكد أنَّ العام الحالي يعتبر عام المفاجآت لإنسان نهر النيل.

التيار.