مقالات وآراء سياسية

هيبة رأس الدولة!

زهير السراج

* ليس من الحصافة واللباقة والدراية السياسية ان يخرج وزير على أجهزة الاعلام ليتهم زميلاً له بالكذب، دعك من توجيه الاتهامات الى رأس الدولة ونقل رسالة سيئة جداً للداخل والخارج بوجود خلافات كبيرة في أجهزة السلطة وصلت لدرجة توجيه تهمة الكذب من وزير في الحكومة لأرفع مسؤول في الدولة، يمكن جدا ــ بل من المؤكد ــ ان تنعكس سلباً على علاقات السودان بالخارج وتهز ثقة المواطن في الدولة، وتقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض لهذا الطرف او ذاك، خاصة تحت ظل الاوضاع المعقدة والازمات الحادة التي تعيشها البلاد، بالإضافة الى تأثيرها السلبي على العلاقة بين مكونات السلطة الانتقالية كمجموعات وافراد، وعلى تناغم الاداء الذي سيتحول الى نشاذ ومواجهات، إن لم يكن الى صراعات حادة تعصف بالفترة الانتقالية نفسها قبل انتهاء أجلها!

* لا يمكن القبول بتوجيه تهمة الكذب من وزير لرأس الدولة، علناً وامام اجهزة الاعلام وبلغة فيها الكثير من التحدي حتى لو كان احدهما كاذبا والآخر صادقا، وإلا توجب ان يرحل الكاذب ويبقى الصادق، ولكن لا يمكن أن يبقى الاثنان فيتأثر دولاب العمل ويصبح ميدانا للتحديات والصراعات وإثبات الذات، وينعكس ذلك على الاداء العام!

* حتى لو فرضنا ان رئيس المجلس السيادي كذب بالفعل في حديثه أمام أجهزة الاعلام عندما قال بأنه أخطر رئيس مجلس الوزراء بلقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يومين من حلول موعد اللقاء، وهو لم يفعل ذلك، فإن المعالجة لا يجب ان تكون بالطريقة الشاذة التي لجأ إليها وزير الاعلام والناطق الرسمي للحكومة ــ سواء بتوجيه منها أو التصرف بشكل فردى ــ بالخروج الى اجهزة الاعلام وتكذيب ما قاله رئيس المجلس السيادي، وكأن الطرفين أعداء أو خصمان في ميدان معركة، أو مسؤولان في دولتين مختلفتين وقع بينهما خلاف واختلاف وملاسنات، وإنما بطريقة تجنب الدولة الحرج والوقوع في اتون الصراع، وتحافظ على ثقة المواطن في النظام الحاكم وتحفظ لكل طرف احترامه، مع الاحتفاظ بحق مساءلة المخطئ بالطريقة التي ينص عليها الدستور والقانون، أما التراشق الإعلامي وتوجيه تهمة الكذب من وزير في الدولة الى رأس الدولة، فهو أمر غير مقبول وغير معهود في العمل السياسي في اية دولة في العالم حتى ولو كان نظامها السياسي نموذجا يحتذى به في الديمقراطية والشفافية.

* يستحيل ان يوجه وزير بريطاني أو أمريكي أو فرنسي تهمة الكذب الى رأس الدولة ويبقى في منصبه حتى لو كان رأس الدولة كاذبا بالفعل، ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال عدم مساءلة ومحاسبة رأس الدولة على كذبته إذا ثبتت، بالطريقة التي ينص عليها دستور وقانون كل دولة، ولكن يجب ان يذهب الوزير أولا، إذ لا يستقيم عقلا أن يظل مسؤولا لدى رئيسه الذي وجه إليه اتهامات علنية بالكذب وأساء الى سمعته أمام كل الناس، ويظل يتعامل معه وكأن شيئا لم يكن، إلا إذا كنا في عالم آخر تقطنه الملائكة او الشياطين، أو أنه لا يُهمنا أمر المصلحة العليا للبلاد التي تتطلب وجود سلطة متناغمة، او على الاقل وجود ثقة واحترام متبادلين بين أطرافها المختلفة حتى لو كانت بينهما خلافات في وجهات النظر .. ولكن أن تصل هذه الخلافات الى مرحلة توجيه تهمة الكذب عياناً بياناً من وزير الى شخص يجلس على قمة الدولة فهو أمر غريب، لا يجب أن يمر بدون مساءلة وحساب .. وإلا أصبح رأس الدولة مثاراً للسخرية واطلاق الاتهامات، وضاعت هيبة الدولة!

* قد يكون مقبولاً من صحفي أو مواطن أن يتهم رأس الدولة أو أي مسؤول آخر بالكذب أو أية تهمة أخرى، وعليه تقع مسؤولية إثباتها أمام العدالة إذا اشتكى صاحب الحق القانوني، أما أن تصدر التهمة من وزير لرئيسه، فإما أن يرحل أحدهما، أو كلاهما .. أو علينا أن نقبل العيش في دولة لا نعرف فيها المسؤول الصادق من الكاذب، تختلط فيها الاكاذيب بالحقائق، وتتحول الى ساحة ملاكمة يتبادل فيها الخصمان اللكمات والشتائم واللعنات، بينما نحن نتفرج ونصفق ونزغرد، لا تُهمنا دولة ولا وطن!

زهير السراج

الجريدة

‫20 تعليقات

  1. انت فيصل محمد صالح ده حكايتك معاهو شنو … لو قال السلام عليكم تقول ليهو قلتها غلط … هو فيصل ده شغال براهو … يقوم من الصباح يطلع بيانات على كيفو .. مش في مجلس وزراء والبيتفقوا عليهو هو بيصرح بيهو … يا راجل خليك أمين مع نفسك .. وسيبك من فيصل وخليك في تطبيلك للشرطة والبرهان

    1. والله كلامك صاح. الزول ده من ما فيصل محمد صالح ده بقي وزير الأعلام يس شغال يترصد فيهو. يمكن كان عاوز يكون هو الوزير. بعدين ياخي انت تمسك في الزول الكان واضح وقال الحقيقه وله تمسك في الزول الماأحترم سنه ولا وظيفته ولا أحترم دينه البينهيو عن الكذب. ياصحفي ياالاسمك زهير نحن زمان كنا بنحترمك لما كنت بتقول كلمه الحق ضد الكيزان. لكن اسي تقول كلام غلط عشان عندك حاجه في نفسك ده طرفنا منك

  2. ليس صحيحا ان وزير وجه اتهام للبرهان بالكذب انه بيان صادر من مؤسسة هى مجلس الوزراء
    ثم ان ماجاء فى بيان مجلس الوزراء انه تحدث عن رئيسه حمدوك بأنه لم يخطر ولم يعلق على كذبة رأس الدولة
    هيبة بتاعت شنو
    شفت كيف السيدة بلوسى شرطت الورق لى ترمب

  3. ” …. ولكن أن تصل هذه الخلافات الى مرحلة توجيه تهمة الكذب عياناً بياناً من وزير الى شخص يجلس على قمة الدولة فهو أمر غريب، لا يجب أن يمر بدون مساءلة وحساب .. وإلا أصبح رأس الدولة مثاراً للسخرية واطلاق الاتهامات، وضاعت هيبة الدولة!..”
    يا راجل خليك منصف . كان بنفس الطريقة التي تدين بيها وزير الإعلام ان توجه اللوم اولا لرئيس مجلس السيادة الذي اعلن ، اولا، على الملأ كذب رئيس الوزراء . بالعكس مقالك كله ، باللفة، تغطية لفعل البرهان . وواضح من مقالك الأول انك مع التطبيع مع اسرائيل وتعتبر خطوة البرهان ، ايا كان منهجها ، صحيحة ولكنك تخجل من القول بذلك صراحة .
    كان الأجدر بك ان تركز على موضوع المؤسسية في العمل التنفيذي لأن مخاطر تجاوز هذه المؤسسية وما يترتب عليها يمكن ان تجر البلاد الى كوارث قريبة . ولكنك آثرت الحديث “الملفوف” عن الكذب للتغطية على رأيك المساند للبرهان … الكذب من مخرجات الفعل ولا يمس الفعل نفسه .
    يجمع الكثرون على ان طرح موضوع التطبيع على الملأ وفي نقاش عام وفي مداولة مداولة للمجلسين هو السبيل الوحيد للبت في الأمر وتجاوز شمولية القرار الذي كان يتبعه الكيزان .

  4. I am trying to underhand the reason behind your massive attack on the so-called Minster of Newspapers

    Until then, let me partly agree with you that the so-called Minster of Newspapers along with the one for Industry are weak
    .
    Overall, I would argue that most of the so-called Minsters and Civilian members of the so-called Presidential Council are inappropriate.

    However,

    Why did not you attack the unauthorized person who attended the meeting?
    Why did not you criticize the whole cabinet if you believe they were wrong
    Why did not you attack the so-called Agreement between civilians and Army that empowers the Kizan
    Why did not you hold the so-called Freedom and Change Forces responsibility as they accepted involvement of the Islamists via their Army, Janjaweed, Security gangs, police, etc.

    Do you have some objective information about the so–called Minister of Newspapers that we do not know and you would love to share with us

    Is there any hidden reason

    Our Sudan is funny. I can see your short stay in Canada has taught you the Western style of management.

    This is great

  5. زي ما قال الفنان براي سويتها في روحي، الموضوع في غاية البساطة يا زهير: الكذاب يطلع ويروح في ستين ألف داهية غير مأسوف عليه، أما فيصل فما قال إلا الحق وأكد للناس أنه البرهان الخاطئ دا مجرد واحد كذاب أشر…. بعدين يا زهير ما أهو دا الشيخ ترامب رئيس أكبر دولة في العالم الحاجة سارة بيلوسي بتاعة الكونقرس قالت الشيخ دا واحد كذاب، فيها إيه يعني لو فيصل قال الرقيب اول برهان كذاب وهو فعلاً كذاب ونحن عارفين وانت عارف وهو ذاته عارف حتى كضباشي عارف وزعلان لأنه كان مفتكر نفسه هو الوحيد الكذاب في الشاويشية ديل!!!!

  6. جانبك الصواب تماما ..نحن في مرحلة ارساء حكم المؤسسة والسيطرة على دكتاورية العساكر ..اسي حركة البرهان دي فرقها شنو من تحركات الطاغية البشير؟ ما فعله فيصل اقل واجب وكان يجب اصدار قرارات اقوى على رأسها منع التصريح لاسرائيل

  7. اؤيدك يازهير مائه المائه .. هذا المدعو فيصل تصرفاته اشبه بالكيزان .. هذا الشخص خذل الناس من اول ايامه بالوزاره ، والان عامل نفسه فلسطيني اكثر من اصحاب الشان. هذا الشخص يجب ان يستقيل او يقال لانه لا يعمل لمصلحة البلاد العليا ويريد تطبيق ايدولوجيته على الاخرين. ماذا يستفيد محمد احمد الممكون من وقوفه مع الفلسطينيين؟؟؟ لقد تخلفت هذه البلاد منذ الاستقلال بسبب الافكار العروبيه المستورده والاعراب لا يعترفون بكم يامن تدعونهم. على فيصل وامثاله الهجره لفلسطين للجهاد معهم .. اما السودانيين الاخرين فقد وعوا الدرس الاليم منذ الاستقلال الى يومنا هذا ،،،

  8. كفيه يااخوان تعبنا خلونا يافيصل من مهاتراتك وين المعايش انت نايم الثوره شبابيه ابعد نفسك شكرا ارحل بيتك كفايه الكيزان عواليق الله فكانا منهم لاداعى للمهاترات نحن صناع الثوره امش كويس ولاارحلوا

  9. Nobody knows who’s the liar.
    Burhan claimed Hamdok had been informed of the arrangements to meet Netanyahu and had given the green light .
    Minister of information claimed the PM had no any idea about the meeting. Anyway, the days will uncover the truth soon.

  10. رغما عن المرحلة المعقدة التي تمر بها البلاد،إلا أننا في مرحلة جديدة، حيث انتهى عهد الدسدسة والتبعية العمياء خصوصا في قضايا مصيرية من المفترض أن يتم إتخاذ القرار فيها بشكل مؤسسي وليس بواسطة”دويلات صغيرة”.
    الشق المدني في منظومة الحكم مغيّب تماما، وغياب اللباقة السياسية أو “النفاق السياسي” كما يحلو للبعض ربما يكون سببه إستمرار نفس التصرفات وعدم التشاور مع طاقم منظومة الحكم في قضايا مصيرية وحساسة، لذا اضطر وزير الإعلام للتصريح بذلك للشعب وللثورة التي أتت بهم هو ومن يرأسه، فمن حق الشعب والثوار معرفة الحقيقة الكاملة.
    وفي رأيي الشخصي أن رأس الدولة تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة خاصة فيما يتعلق بفض الإعتصام ومحاولة الإلتفاف على ثورة ديسمبر المجيدة، وهذا الذي ربما أثر سلبا بشكل كبير على الواقع السياسي وعلى السياسة الخارجية للسودان، حيث ماذال الغرب ينظر إلى السلطة في البلاد على أنها إمتداد للنظام السابق.

  11. فيصل معروف أنه قومجي ناصري وفلسطين اهم لديه من دارفور وحلايب و يلتقي مع الكيزان في هذه النقطة…وقد كان مستفيدآ من نظام الكيزان بعمله في (طيبة برس ) التي يمتلكها صهر المخلوع البشير

  12. انت تحاول استعداء العسكر ضد الوزير فيصل لو عندك قضية شخصية مع فيصل حلها بطريقة اخلاقية غير دى

  13. هذا أغرب مقال اقرأه لك أذ أنه يفتقر إلى أبسط قواعد أي منطق إذ انك تحاسب من ذكر ماحدث حقيقة وليس باسمه وحده بل باسم مجلس الوزراء بأكمله وتبرر الكذب إذا صدر من رأس الدولة وهذا لعمري من أخطر ما يمكن أن يقال لأن كذب الإنسان العادي غير مضر بالعلي مثل كذب راس الدولة الذي قد تكون له نتائج كارثية كما تعلم أنت علم اليقين فارجع البصر مرتين وأعد قرأت مقالك مرة أخري فقد بتبين لك الخيط الأبيض من الاسود واخيراه أنت قصتك مع فيصل دي شنو وقالو ألما بتريدو خاف الله في

  14. لما بديت اقرا مقالك جا في بالي اني أسألك في ردي عليك انك كأنك بتكتب عن حاجة حصلت في بريطانيا و انو فيصل محمد صالح دا وزير الإعلام البريطاني. لقيتك يا سيدي كاتب: ” يستحيل ان يوجه وزير بريطاني أو أمريكي أو فرنسي تهمة الكذب الى رأس الدولة”!!!
    يعني تجاهلتا تماما سياق الأحداث. تجاهلتا تماما و في قمة التضليل انو الحكومة دي حكومة ثورية فُرض عليها تقاسم السلطة مع الثورة المضادة التي وظفت نفسها لخدمة قوى إقليمية. طيب يا سيدي نذكرك – أو قرائك بالأحرى – انو الكلام دا في السودان حيث تجري معركة مستمرة بين قوى الثورة و الثورة المضادة، و الثورة المضادة تساوي الإنقاذ في آخر إصداراتها ناقص عمر البشير و الحركة الإسلامية. تلك هي الإنقاذ التي كانو يريدون لولا لطف الله، الإنقاذ الدائرة مع مصر و البحرين و جزر القمر إلخ في فلك الامارات و السعودية، تخوض لهم حروبهم في اليمن و ليبيا و الله اعلم أين القادمة.
    حركتك ما دسيسة يا زهير.

  15. يا اخوانا فى ناس اسست اكل عيشا ومن ثم فهما على ايدلوجيه معينه وما عندو إستعداد يتنازل منها فجيل فيصل محمد صالح نشاؤا وتربوا وهم يعبدون حاجه إسمها الناصريه كما تربى الكيزان على الافكار الانتو عارفنها وفيصل ده كان سآلناهو علاقتك شنو بالضبط مع القضيه الفلسطينيه حيستدعى ليك فورا كلام كان يمضغهه محمد حسنين هيكل عراب النظام الناصرى وجمال عبد الناصر ما كان بخصه غير تزعمه للعالم العربى وادخل فى نخاشيش قطاع كبير جدا من الشباب وصاروا يعبدونه وبسبب طوحه اضاع بلده وشعبه المازال يتنكب حتى يومنا هذابسبب بطولات زائفه ، وتماما كما يعبد الاخوان شيخهم ومرشدهم حسن البنا وفيما بعد سيد قطب ومازالوا يسجدون لاى مرشد واتحدى هذا الفيصل ان يخرج الينا فى احدى البرامج ويقدم لينا مرافعه يقنعنا بيها لماذا لا نعترف ولانطبع مع اسرائيل او اى دوله فى العالم وسوف يقول لكم انو مع التحرر العالمى وفيصل هذا لا علاقة له بالمسجد الاقصى السبوبه التى يتسربل بها الكيزان وتنظيمهم الدولى والسلفيون الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيه وإذا لهم فيه لجندوا جنودهم وساروا نحو الاقصى ويفوزا باحداها يا النصر او الشهاده بدل ما يقعدوا يتفتفو لينا وده كارهم !! يا عالم الشعب عايز (المم) والضرورات تبيح المحظورات إذا كان الاعتراف بالدوله اليهوديه من الضروريات وتُشبع جائعا و تُكسى عريانا وتستر عفة واهو الدنيا ما بتنتهى كون ان دولتنا إعترفت باسرائيل وإذا ما نفع يادار ما دخلك شر ممكن نتسبب باى حجه ونقول ليها إنتى فى سكه ونحن فى سكه والارضه جربت الحجر فما بالكم ونحن بشر !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..