
نواصل مع جيبسون.. يرى جيبسون أن :
1ـ جغرافية القرآن تثبت أن بيت الله الحرام (المدينة المقدسة للمسلمين) هي البتراء وليست مكة.
2 ـ يدعي أنه حتى سنة 724 ميلادية (حوالي 106 هـ) [و هي السنة التي توفي فيها يزيد بن عبد الملك و تولى الخلافة هشام بن عبد الملك] كان اتجاه القبلة للمساجد كلها يشير نحو البتراء في جنوب الأردن، وليس في القدس أو مكة. و حسب رأيه أنه يُستبعد احتمال خطأ بناة المساجد القديمة ، بسبب دقة هندستها وكذلك تجمعها جميعاً في نقطة واحدة وهي البتراء. في عام 1977 ادعى كل من كرون وكوك ، أن أقدم المساجد لم تكن موجهة نحو مكة المكرمة.
3ـ بعد عام 822 ميلادية (حوالي 207 هـ) [في خلافة المامون التي امتدت من 814 إلى 833 ميلادية] ، اتجهت جميع المساجد لمكة المكرمة دون استثناء.
4 ـ لا تتشابه أوصاف مكة بالقرآن والأحاديث النبوية مع واقع مكة . كما لم تكن مكة المكرمة تقع على أي طريق تجاري في زمن الرسول محمد ، وهذا ما ادعته باتريشيا كرون سنة 1987. بالاضافة لذلك لا يوجد أي سجل أثري لمكة منذ القرن السابع الميلادي . وذكرت الأبحاث التي أجريت على النباتات ، أن النباتات المذكورة في القرآن لم تنمو أبداً في مكة.
5 ـ البتراء في الأردن تتطابق تماماً مع أوصاف القرآن في كثيرٍ من التفاصيل. وكانت البتراء أيضاً مركز الحج العربي قبل نشأة الإسلام.
6 ـ ادعى جيبسون أن المخطوطات الأولى للقرآن لا تحتوي على الآيات التي تدل على تغيير القبلة مثل الآية (144 سورة البقرة)، والآية الوحيدة التي ذكرت فيها مكة بالقرآن (الآية 24 من سورة الفتح).
7 ـ كان هجوم المكيين على المدينة المنورة من الشمال، في حين أن مكة تقع إلى الجنوب من المدينة.
8 ـ المسافات المذكورة بالقرآن تكون أقرب بالمعنى للبتراء.
استنتج جيبسون أنه تم نقل الحجر الأسود من البتراء إلى مكة بعد انتصار العباسيين على الأمويين ، ثم بنى العباسيون المنتصرون المساجد باتجاه القبلة الجديدة. وبدأت البتراء تفقد ذاكرتها وأهميتها تدريجياً ، وأصبحت غير صالحة للسكن بعد زلزال كبير أصابها. أما تاريخ البتراء فتم القضاء تدريجياً عليه من قِبل العباسيين ، وأحرقوا الكتب التي تذكرها. وجميع التقاليد والكتب والمراجع التي تذكر بدايات الإسلام كانت مستمدة من العصر العباسي ما عدا القرآن ، لذلك في إطار الدراسات الإسلامية العلمية تعتبر هذه المراجع العباسية مشكوك فيها وغير تاريخية من نواحي كثيرة ، حسب نظرية جيبسون.
قبل فحص نظرية جيبسون يجب المرور على نظرية المؤرخين و المفسرين الجدد . بدأت المسالة بصورتها الحالية في نهايات القرن العشرين عندما استند البعض (منهم نادر قريط)على بعض الاكتشافات الأثرية لمسكوكات مكتوب عليها اسم معاوية (معوية) و تحمل في إحدى وجهيها علامة الصليب و استندوا على بعض كتابات المسيحيين الذين عاصروا تلك الفترة (و التي تستحق مناقشة موسعة ليس هنا مكانها و هي تحكي عن حاكم اسمه معوية “معاوية” يقوم بطقوس مسيحية في القدس) .
يتبنى المؤرخون الجدد أغلب ــ إن لم يكن كل ــ آراء جيبسون و يمكن تلخيص وجهة نظرهم في النقاط التالية و التي اقتبس التسعة الأولى منها من صفحة الأستاذ محمد المِسَيّح https://m.facebook.com/permalink.php?story_fbid=533790723637992&id=263584180658649 :
1 ـ آيات سورة الصافات (وَ إِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (136) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (137)) فقول القرآن (وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ . وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) يحكي عن مرور القرشيين صباحا و مساء بسدوم قرية قوم لوط و لا يمكن حسب رأي المؤرخين الجدد أن تخاطب قوما يسكنون مكة فيستحيل عليهم المرور بها صباحا و مساء لأنها تبعد حوالي 1300 كيلومتر عن مكة ، و قدموا نقدا للتفسير التقليدي الذي يقول إن المخاطبين هم التجار القريشيين فقالوا إن الخطاب لعموم القرشيين و لم يخص فئة التجار .
2 ـ الأحرف العربية الأولى التي نسخت بها المخطوطات القديمة جاءت بما يسمى “الخط الحجازي” وهو لا يشبه الخط الثمودي الذي كان يكتب به عرب الصحراء لكنه شبيه جدًا بالخط النبطي الذي وجد عند عرب البتراء .
3 ـ بعض المقاطع في النص القرآني تفيد أن البيئة التي ظهر فيها النص القرآني تعود لعرب البتراء ، كالآية 27 من سورة فاطر:… وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ . فخطوط الألوان الثلاث الأحمر والأبيض والأسود موجودة على صخور البتراء و لا وجود لها في صخور جبال الحجاز!
4 ـ قصة أصحاب الفيل تتحدث عن المعركة التي دارت بين الفرس والبزنطيين سنة 591 م لاسترجاع عرش خسرو الثاني .
5 ـ قصة الكهف وفتية أفسس من الموروث السرياني في بلاد الشام بعيدة كل البعد عن مكة .
6 ـ انتصار العرب على أقوى أمبراطورية في ذلك العصر أي الروم في الشمال ، يعزز فرضية أنهم كانوا بالقرب من الحدود البيزنطية ولم يقطعوا مسافة أكثر من ألف كيلومتر لقتالهم .
7 ـ أسماء الآلهة التي وجدت في البتراء مثل اللات والعزى ومناة وذو الشعرى (تعزز الفرضية) ، لماذا لم نسمع أو نرى ولو فتات من هذه الأصنام وجد مدفون تحت الرمال بين مكة والمدينة ولو حتى من باب أن هذه الآلهة كانت فعلا تُعبد في هذه البقعة! أليس هذا غريبا”؟
8 ـ حضارة العرب أساسها نابع من حضارة أقدم ، فلا شك أنهم أحفاد هؤلاء الأنباط الذين كانوا أسياد القوافل التجارية بامتياز ، والبتراء كانت هي ملتقى القوافل التجارية كما ذكر العديد من المؤرخين ، أين ذكر مكة كمدينة قبل 78 للحكم العربي؟
9 ـ العملات والنقوش تحمل أسماء وعبارات كـ “عبد الله معاوية” أو “عبد الله الزنبيل” وعبد الله اسم شرفي كأمير المؤمنين وبالتالي الحاكم الزنبيل (من الزبيل) أصبح في الرواية الإسحاقية عبد الله بن الزبير! حفيد أبو بكر، وابن الزبير بن العوام!
10 ـ جاء في سورة الروم ( غلبت الروم في أدنى الأرض) يمكن أن تعني كلمة أدنى الأقرب ، الدنو هو القرب، معنى ذلك أن معركة الروم و الفرس كانت قريبة من أرض البعثة و بذا تكون هي البترا و ليست مكة.
زين العابدين حسن
لا أدري ما الغرض من عرض كاتب المقال لرأي متهاو لأحد المستشرقين و اعني رأي دان جبسون الذي لا وزن له بأن موقع مكة المكرمة الأصلي هو البتراء و بالمناسبة يحاول دان جبسون هنا محاكاة المؤرخ اللبناني الذي الف كتابا سماه التوراة جاءت العرب و خلاصة الكتاب ان هناك مواقع اماكن في التوراة لا تتطابق مع جغرافية ارض فلسطين و تتوافق مع جغرافية اماكن في جزيرة العرب ليس في الجغرافيا فقط بل حتى في اسماء تلك الاماكن اذا تم مراعاة فارق النطق بين العربية و العبرية .
لكن في حالة كمال الصليبي فان الموضوع يقبل النقاش بغض النظر عن خطئه او صحته , بينما في حالة دان جبسون فالموضوع لا يستساغ , فمن غير المعقول ان يحدث حدث مثل تغيير موقع مهبط الوحي و محج المسلمين بعد حوالي ستين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه و سلم و يتم محوه من التاريخ كليا !!!
الامر الاخر هو بما ان البتراء ( موقع مكة الاصلي حسب جبسون) قريبة من حدود الدولة الرومانية في ذلك الوقت , فمن غير المتوقع ان يتم تغيير موقعها بمسافة حوالي الف كيلومتر الى الجنوب من دون ان يلاحظ المؤرخون الرومان ذلك !!!
اما النقاط التي ذكرها جبسون كشواهد فهي كلها ضعيفة , و على سبيل المثال لا الحصر نلاحظ ما يلي :
• لم يذكر في القرءان الكريم ان مكة كانت على طريق القوافل التجارية و كل ما ذكر هو ان قريش كانت تتاجر بين اليمن و الشام ( رحلة الشتاء و الصيف) و أيضا ذكر في القرءان الكريم ان مكة يجبى اليها الثمرات من مختلف البلدان .
• كانت مكة المكرمة مركزا دينيا للعرب حيث كان العرب يحجون اليها و لكن هذا الامر لا يهم الرومان و لذلك لم يرد ذكرها في كتب المؤرخين الرومان
• قال كاتب المقال في النقطة رقم 6 ((6 ـ انتصار العرب على أقوى أمبراطورية في .. )) العرب انتصروا ايضا على الفرس و وصلوا الى بلاد السند ( في باكستان حاليا) و الهند في نفس الفترة فهل يعني هذا أن موقع مكة الاصلي هو الحيرة ( في العراق) مثلا ؟؟
• قال كاتب المقال ((قصة الكهف وفتية أفسس من الموروث السرياني في بلاد الشام بعيدة كل البعد عن مكة . )) لم يرد في القرءان ان أصحاب الكهف عاشوا في اماكن كانت قريبة من مكة المكرمة , فعلي اي اساس تم الربط ؟؟ ايضا لدينا قصة موسى عليه السلام و ابراهيم عليه السلام و ذي القرنين و لقمان , فهل كل هؤلاء عاشوا بالقرب من مكة المكرمة ؟؟؟
• قال كاتب المقال (( جاء في سورة الروم ( غلبت الروم في أدنى الأرض) يمكن أن تعني كلمة أدنى الأقرب ، الدنو هو القرب، معنى ذلك أن معركة الروم و الفرس كانت قريبة من أرض البعثة و بذا تكون هي البترا و ليست مكة.))
المقصود بالقرب هنا هو القرب من أرض العرب و من لديه فهم سليم يدرك ذلك لأن الحديث عن قوم ءاخرين و هم الروم يختلفون عن العرب عرقا و لسانا و بالتالي القرب هنا هو عن ارض العرب و ليس عن مكة المكرمة.
ملاحظة : نلاحظ ان جبسون لكي ينتصر لرأيه يتحدث دائما عن مكة المكرمة فقط مع أن القرءان الكريم نزل أكثره بمكة و المدينة و بالتالي لا يمكن الحديث عن مكة فقط حين نتحدث عن القرءان الكريم.
لا أدري ما الغرض من عرض كاتب المقال لرأي لأحد المستشرقين وهو دان جبسون بأن موقع مكة المكرمة الأصلي هو البتراء و بالمناسبة يبدو أن دان جبسون يحاول هنا محاكاة المؤرخ اللبناني الذي الف كتابا سماه التوراة جاءت العرب و خلاصة الكتاب ان هناك مواقع اماكن في التوراة لا تتطابق مع جغرافية ارض فلسطين و تتوافق مع جغرافية اماكن في جزيرة العرب ليس في الجغرافيا فقط بل حتى في اسماء تلك الاماكن اذا تم مراعاة فارق النطق بين العربية و العبرية .
لكن في حالة كمال الصليبي فان الموضوع يقبل النقاش بغض النظر عن خطئه او صحته , بينما في حالة دان جبسون فالموضوع لا يستساغ , فمن غير المعقول ان يحدث حدث مثل تغيير موقع مهبط الوحي و محج المسلمين بعد حوالي ستين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه و سلم و يتم محوه من التاريخ كليا !!!
الامر الاخر هو بما ان البتراء ( موقع مكة الاصلي حسب جبسون) قريبة من حدود الدولة الرومانية في ذلك الوقت , فمن غير المتوقع ان يتم تغيير موقعها بمسافة حوالي الف كيلومتر الى الجنوب من دون ان يلاحظ المؤرخون الرومان ذلك !!!
اما النقاط التي ذكرها جبسون كشواهد فهي كلها ضعيفة , و على سبيل المثال لا الحصر نلاحظ ما يلي :
• لم يذكر في القرءان الكريم ان مكة كانت على طريق القوافل التجارية و كل ما ذكر هو ان قريش كانت تتاجر بين اليمن و الشام ( رحلة الشتاء و الصيف) و أيضا ذكر في القرءان الكريم ان مكة يجبى اليها الثمرات من مختلف البلدان .
• كانت مكة المكرمة مركزا دينيا للعرب حيث كان العرب يحجون اليها و لكن هذا الامر لا يهم الرومان و لذلك لم يرد ذكرها في كتب المؤرخين الرومان
• قال كاتب المقال في النقطة رقم 6 ((6 ـ انتصار العرب على أقوى أمبراطورية في .. )) العرب انتصروا ايضا على الفرس و وصلوا الى بلاد السند ( في باكستان حاليا) و الهند في نفس الفترة فهل يعني هذا أن موقع مكة الاصلي هو الحيرة ( في العراق) مثلا ؟؟
• قال كاتب المقال ((قصة الكهف وفتية أفسس من الموروث السرياني في بلاد الشام بعيدة كل البعد عن مكة . )) لم يرد في القرءان ان أصحاب الكهف عاشوا في اماكن كانت قريبة من مكة المكرمة , فعلي اي اساس تم الربط ؟؟ ايضا لدينا قصة موسى عليه السلام و ابراهيم عليه السلام و ذي القرنين و لقمان , فهل كل هؤلاء عاشوا بالقرب من مكة المكرمة ؟؟؟
• قال كاتب المقال (( جاء في سورة الروم ( غلبت الروم في أدنى الأرض) يمكن أن تعني كلمة أدنى الأقرب ، الدنو هو القرب، معنى ذلك أن معركة الروم و الفرس كانت قريبة من أرض البعثة و بذا تكون هي البترا و ليست مكة.))
المقصود بالقرب هنا هو القرب من أرض العرب و من لديه فهم سليم يدرك ذلك لأن الحديث عن قوم ءاخرين و هم الروم يختلفون عن العرب عرقا و لسانا و بالتالي القرب هنا هو عن ارض العرب و ليس عن مكة المكرمة.
ملاحظة : نلاحظ ان جبسون لكي ينتصر لرأيه يتحدث دائما عن مكة المكرمة فقط مع أن القرءان الكريم نزل أكثره بمكة و المدينة و بالتالي لا يمكن الحديث عن مكة فقط حين نتحدث عن القرءان الكريم.
زعم دان جيبسون أنه في القرن الأول الهجري كانت كل المساجد التي درسها، تتجه أو يتجه محرابها –بدقة ملحوظة- نحو البتراء –عاصمة الأنباط – ووجد المساجد التي بنيت في القرن الهجري الثاني أتجه 12% منها نحو قبلة البتراء والنصف نحو قبلة مكة، والباقي وهم 38% إما في وجهة بين البتراء ومكة، أو في إتجاه موازي للخط بينهما. ووجد المساجد التي بنيت في القرن الثالث وحتى اليوم اتجهت كلها نحو مكة.
طبعا لم يذكر كاتب المقال هذه المعلومة و لكن ما يهمنا هو أن دان جبسون درس بعض المساجد و ليس كلها و لقد قرأت انا في مصادر اخرى انه اعتمد على وصف مؤرخ ذكر ان القبلة في الاسكنرية كانت الى الشرق و مصدر ءاخر وصف القبلة من العراق بأنها تقع غربا و استنتج جبسون ان البتراء هي التي يمكن ان تكون غرب العراق و شرق الاسكندرية و ليست مكة!!
للرد على هذا نلاحظ ما يلي :
1.هذه المساجد تشكل نسبة ضيئلة جدا و بالتالي حتى لو كانت المعلومات دقيقة فهي غير كافية
2. يصف الكثير من الناس في الخرطوم القبلة بأنها في اتجاه الشرق ( وهو وصف غير دقيق) بينما في الواقع نجد القبلة في الخرطوم تميل من الشرق بزاوية في اتجاه الشمال اي في الشمال الشرقي و ليس الشرق تماما و اذا طبقنا هذا الامر على وصف الاسكندرية لاصبح الجنوب الشرقي اي منطقة الحجاز ( مكة ) و بالنسبة للعراق لاصبح الجوب الغربي اي منطقة الحجاز و بالتالي استنتاج جبسون غير صحيح
3. لم يبحث دان جبسون عن مساجد في اي منطقة بين مكة و البتراء مثل المدينة المنورة حيث انه في هذه الحال من المستحيل ان يحتمل الوصف غير الدقيق المدينتين مكة و البتراء ففي هذه الحال ام ان يكون اتجاه القبلة الى الجنوب و لو بزاوية مما يعني انها مكة او الى الشمال مما يعني انها البتراء او بيت المقدس و هو القبلة الاولى للمسلمين
أخيرا : في المساجد التي بنيت قبل تغيير القبلة الى مكة فان الاتجاه الى بيت المقدس هو قريب جدا من الاتجاه الى البتراء و بالتالي يمكن لجبسون ان يدلس على الجهلاء بهذا لان هؤلاء ربما لا يعلمون ان المسلمين كانوا يتجهون في صلاتهم الى بيت المقدس في بداية الاسلام و بعد ذلك تم تغيير القبلة الى مكة المكرمة
معلوم أن المستشرقين لا ينتهجون النهج العلمي في تحليلاتهم للآثار الإسلامية سواء كانت جغرافية أو نقوش أو مرويات مأثورات شعرية. وعموما تقوم تصنيفاتهم وتحليلاتهم في دراساتهم للآثار الإسلامية على خلفية نهجهم مع الديانة اليهودية والمسيحية على سبيل المقارنة والتشبيه ومن ثم إطلاق الأحكام تفنيدا أو تقريرا.
فمثلا نجد يوري روبن Uri Rubin في كتابه: FROM JAHIUYYATO ISLAM
في فصل الكعبة ووظائفها التعبدية ، يركز على أن الكعبة في الأصل كانت عريشة أو راكوبة على هيكل خشبي كعريش موسى أو هي أصلاً كانت عريش موسى وأن الجزء الأهم في هذا العريش هو الكسوة أو الغطاء الذي يلف به كبيوت الشعر أو كعريش أهلنا البقارة الظاعنين يحملونه معهم ويغطونه بالبروش والسعف والشعر عندما ينصبونه للإقامة المؤقتة. بل لم ينس أن يذكر أن تلك الكعبة العريشة كانت مظلة البهائم تبول تحتها وتبعر. وغالط في مكان الحجر وقال إن مكانه الحالي ليس صحيحا مع أنه يقر بأن الحجر جزء لا يتجزأ من الكعبة. فقد زعم أن الحجر مكانه أمام أو في واجهة الكعبة أي ناحية الباب والحجر الأسود والمقام وزمزم. وقد قرر ذلك استناداً إلى بيت رثاء جاهلي لأمرأة تبكي موت عبد الله بن جدعان (بين زمزم والحَجَر) وبيت شعر لرجل من زبيد أتى مكة قبل الاسلام لأداء العمرة فسُلِب بضاعته من قبل أحد المكيين فصعد إلى جبل أبي قبيس وأنشد بعض الابيات يناشد قريشاً لنصرته ذكر فيها بأنه تم خداعه (بين الحِجر والحَجَر)، وفي رواية أخرى (بين المقام وبين الركن والحَجَر). مسارعا بإضافة شرحه وفهمه بكل ثقة بأن المقصود بالحَجَر هو الحَجَر الأسود وما دزى أن الحَجَر يقصد به الجبل كذلك! كما أن الحِجر َ فل كان حائط مبكى يُرثىَ عليه الاموات أو مجلساً للتجارة وعرض البضاعة؟ كما أنه إذا كان هذا هو مكان الحِجْر فلماذا لم يسمِّ مكان رثاء المرأة ومكان أخذ بضاعة الزبيدي باسمه تحديداً دون وصف مكانه بالنسبة للحجر والمقام وزمزم؟ فكل هذه في واجهة واحدة من الكعبة ومكان رثاء ابن جُدعان وسَلْب الزبيدي لا يناقض مكان الحِجر الحالي !