على جثة الشعب

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
بالطبع لو أن العبدلله قال وصرح بأن فترة الإنقاذ كانت (أحسن) مما نعيشه اليوم لإنهالت عليه عدد لا يستهان به من (البراطيش) واللكمات هذا فضلاً عن الإساءات التي من الممكن أن تكون أكثرها (رقة) ولطفاً بان العبدلله (مندس) ومنتفع ! ولكن مهلاً أيها الناس فالحسنة التي أقصدها هي كون أننا في عهد القوم على الأقل كانت الأشياء واضحة بالنسبة لنا .. (نظام فاسد) وعاوز تغيير وإنتهى (التشخيص) والعلاج معروف !
أما اليوم وبعد (الثورة المباركة) فلم نعد قادرين على (التشخيص) ولا نملك وصفاً محدداً للعلة والمرض هل هو فايروسي أم بكتيريي أم خلايا غير حميدة عوضاً على أننا لا ندري كيفية العلاج هل بتناول العقاقير أم بعملية جراحية أم بإستخدام الكيماوي !
لقد كنا نظن وليس كل الظن إثم أن هنالك طاقم جااهز وعلى أهبة الإستعداد ,وأتم الكفاءة والتجرد لإجراء عمليات جراحية هامة ومعقدة لعلاج كل الأمراض التي يعاني منها الوطن وذلك فور إلخروج من غرفة (الولادة) وإنتصار الثورة ولكن فوجئنا بان مسألة تحديد الطاقم الطبي (ذاااتا) مشكلة كبيرة فالجميع يود الدخول إللى حجرة العمليات والمشاركة حاملاً أجندته غير المعقمة بينما حالة المريض تتأزم كل يوم !
نعم لقد كانت الأشياء واضحة ونحن نرزح تحت حكم القوم … كان الحل يكمن في إزالتهم .. غير أن الحلول الآن باتت وإن كانت معلومة لدي الجميع غير أنها عصية على التنفيذ بسبب تنافر الجهات (الحاكمة) وتناقض مصالحها مما جعل ذات الأمراض التي كنا نعاني منها تتفاقم وتزداد والمريض في (غرفة العناية) بينما أبناء الوطن يفترشون الأرض خارجها في إنتظار الفرج
إن ما يحدث الآن هو أزمة (تشخيص وعلاج) ولم يكن تشخيص الأمراض التي أصيب بها الوطن إثناء حكم القوم مجهولة بل هي معلومة للجميع كما أن العلاج لم يكن مبهماً فروشتته معروفة وهي القضاء على فيروس الفساد وعزل المصابين وتنظيف دواوين الدولة والأجهزة النظامية منهم ومحاكمة المتورطين في مختلف الجرائم (خاصة مذبحة القيادة) وإعادة الأموال المنهوبة وتفكيك المليشيات والحجز على المنظمات والإتحادات التابعة للقوم .
• هل تم إتباع ما جاء في (الروشتة)؟
• بالطبع لا؟
• طيب هل لديك ما يؤكد ذلك؟
• ألا تشاهد هذه السلحفائية المملة في تنفيذ متطلبات الثورة الفوق دي؟
• خليك أكثر تحديداً ..
• معقول الشخص الوحيد الذي تمت محاكمته (بعد سنة) من الثورة هو الرئيس الخلوع وفي (قضية عملة) !! .. هل يعقل أن يكون هذا كل ما تم (فعلياً) في أمر محاسبة رموز النظام السابق على الرغم من (كثرة الفاسدين) وحجم الأموال والممتلكات المنهوبة ؟
• طيب هل تم تفكيك المليشيات التابعة للقوم كالأمن الشعبي والأمن الطلابي وووو
• (بالطبع لم يحدث) !
• طيب هل تم تنظيف مؤسسات الدولة من تعيينات التمكين ؟
• ما زال الكثيرون في مواقعهم
• هل تمت إعادة أي أموال منهوبة ؟
• يطرشنا … ياها بس قروش (الغمتة) ديك !
• هل تمت محاكمة أي فاسد (هيثرو / الناس الباعت الجوازات/ المدينة الرياضية / الما عارف شنووووو؟
• لا ما ظنيت
• هل هنالك سفراء ومدراء وضباط وأفراد تبع النظام المدحور لسه؟
• كتار ما يدوك الدرب !
• الناس الكانت بتضرب الشعب وتدخل البيوت وهي ملثمة وراكبة عربات بدون نمر مشت وين؟ قبضوهم ؟
• لا شوفنا ولا سمعنا !
• والناس الشاركت في مذبحة القيادة والخططو ليها والناس الصورهم واااضحة في الفيديوهات؟
• علمي علمك ! قالو في تقرير
• والناس المقبوضين في كوبر ديل؟
• محتفطين بيهم … إحتمال عاوزين (يخللوهم) !
• بمناسبة (الإحتفاظ ده) … أخبار الكتلو الأستاذ شنو؟ التنفيذ متين؟
• في علم الغيب .. غايتو نحيا ونشوف !
نعم من أخطاء الثورة أنها لم تنجح في إجراء عمليات النضافة و(التعقيم) اللازمة حتى تبدأ في إجراء إزالة التشوهات (الإقتصادية) والإلتفات إلى (مسألة السلام) وإستكمال هياكل الحكم ، وتركت الملعب خاليا لتلعب عليه (فايروسات) القوم التي لا تألو جهداً في زعزعة إستقرار البلاد وجر المواطنين إلى (الكفر) بثورتهم في ظل تفاقم الأزمات الحياتية التي أخذت بتلابيبهم !
إن الخطة التي وضعها أزلام النظام المدحور تسير بسلاسة منقطعة النظير ولاأحد يجادل أن الثورة قد تم تقليم (أظافرها) مما جعل الطريق ممهداً لإنجاح هذه الخطة بقليل جداً من الخسائر التي لن تكن الأرواح (جزءاً منها) وخليكم منتظرين تنفيذ الإعدام في قتلة الأستاذ محمد خير وتقرير لجنة الأستاذ (نبيل) … بالله عليكم دلوني على ثورة واحدة في العالم سقط فيها مئات القتلى والجرحى وعند إنتصارها لم (يحاكم) قاتل واحد ؟!
كسرة:
نهنئ اللجنة الأمنية للنظام المدحور على قيامها بالمهمة خير قيام ونبارك لها مقدماً مساعيها الحثيثة لإستلام السلطة .. ولكن على جثة هذا الشعب !
كسرثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة
يا استاذنا الفاضل ،الواضح انو الوضع اللي صاير هسه و اللي معروف ليهو رأسه من قعره دي الحكايه دي كلها حبكه مدروسه من الكيزان و اصلو هم دايرين الناس دي تصل للنقطه دي بالذات بتاع الناس ترجع تقارن عشان يجبروا الناس ترجع ليهم و زي ما قلت الرجعة دي تاني مستحيله عشان ناسنا ديل بجعبتهم بنقدر نستعدلهم و نقومهم و نصلحهم واللي ما نافع منهم نغيرهم و بمطلب شعبي عارم و دي سهله بدل نفتح باب للأوغاد يدخلوا منها و تاني ما يطلعوا منها حتي و ان كتلوا مننا نصنا مش تلتنا زي زمان عشان هم معروفين بقوه العين و الجرأه حتي علي محرمات الله ناهيكم من قهر الناس .
و انا قبل شهرين تقريبا و بالظبط في يوم ١٥ ديسمبر ٢٠١٩ م ، عملت تعليق في الراكوبه دي ذاتها و قلت فيها ان الكيزان ديل ما ح يخلو الحكايه باخوي و اخوك حتي يبهدلوا البلد و الحكومه الانتقالية دي و يخطوا الناس أمام خيارات صعبه و يجبروهم علي الحنين لزمنهم عشان يمرروا بيها نفوذهم . و قد حصل ما توقعته بالظبط قبل شهور .
و التعليق كان كل الآتي : في يوم ١٥ ديسمبر ٢٠١٩ م : و اللي قلت فيه :
فمن وجه نظري و تحليلي المنطقي ، الذي سيصير في الأيام القادمة ان لم يتحرك الثوار بدرايه و حنكه و بسرعه في كبح و شل دسائسهم و مكايدهم ، سيحصل الآتي :
– أولا سيعملون جاهدين علي تفتيت الحركات المسلحه و تشتيت توحيد رؤاهم و قبولهم للمفاوضات خاصه و ان هذه الحركات كلها مزروعه استخباراتيا من قبل المؤتمر الوطني يعني فيهم غواصاتهم بالكوم ، بحيث سيشوشون علي الدوام علي عبد الواحد ليظل خارج الاتفاق لحساباتهم المستقبلية و سيقنعون جبهه الشرق بالانشقاق هذا اذا لم يثيروا النعرات القبلية بالشرق مره اخري بالذات مع النوبه ، ثم سيوسوسون علي أهل جبال النوبه حتي يصروا علي تقرير المصير او يذهبون للحرب مره اخري ، و في النيل الأزرق سيثيرون نزاع مسلح باي شكل و في دارفور سيقنعون جبريل بالخروج تماما من المفاوضات و كل ذلك من اجل انهيار السلام الشامل المنطلق من جوبا او علي الأقل مماطلتها الي حين انتهاء الفترة الانتقالية بحيث انهم يريدون بان يصلوا للانتخابات و هولاء خارج منظومه الدوله لاعاده السودان القديم ثانيه .
– ثانيا سيعملون بكل ما أتوا من دسائس لايصال رسايل سالبه الي الأمريكان و المجموعة الأوربية حتي لا يرفع اسم السودان من قايمه الإرهاب باي شكل من الأشكال حتي و ان اقتضي الأمر الي عمل تفجيرات و تصريحات لجماعات اخوانه دوليه بالسودان او او جهاديين دولين في تسجيلا مفبركه لإتمام معاربهم الخبيثة ، كما انهم في نفس الوقت سيعملون جاهدين حتي يصلوا رساله الي البسطاء من هذا الشعب بان امر لا يمكن يديره الا الكيزان .
– ثالثا سيعملون علي قبح الاقتصاد بكل أتوا من خلال أذرعهم المسيطره علي مصادر المالية علي انهيار الجنيه و تحويل حياه الناس الي جحيم بسبب ارتفاع الأسعار حتي يضع البسطاء تقارن هذه الفترة بتلك الذي كانوا فيها و يحنون اليها .
– ثالثا سيستخدمون أذرعهم الامنيه لإحداث البلبله و الفوضي و القلاقل و احداث نهب و سطو ، طبعا هذه من ابسط ما يمكن ان يفعلوه اذا كان القتل عندهم اهون عند احدهم من شربه ماء فما بالكم بالسطو و النهب في وضح النهار حتي يصلوا بالأمر الي حافه الانهيار الأمني ليضعوا البسطاء يقارنون هذا بفترتهم.
و هذا كله ليهيئوا البلد أما لانقلاب او لاجبار الناس في الانتخابات القادمة بإرجاعهم للحكم مكرهين .
اذا ، ما هي الوسائل الناجعة لشل ممارساتهم الخبيثة من المساس بوحده البلد و أهله و السيطره علي دفه تنميه البلد و عدله :
– أولا إرسال رسايل قويه الي المجتمع الدولي و الأمريكان بالاخص بانهم مسيطرين تماما علي دفه الأمر و ذلك من خلال تغيرات جزريه و بأسرع ما يكون لكل القوانين الكابحه للحريات التي كانت تحافظ علي الفساد و المفسدين و الزج بالرؤوس المفسده و محاكمتهم محاكمات ثوريه فوريه ناجزه و إرجاع الاموال المنهوبه في محاكمات بالجملة و في وقت واحد حتي لا تعطي المفسدين فرص التلاعب بالقوانين و المماطلة كما جري في محاكمه المخلوع عمر البشير ثم الإسراع في تفكيك حزب المؤتمر الوطني و إرجاع جميع أموال المنهوبه الي خزينه البنك المركزي في مهله لا تتعدي شهر .
– ثانيا ضبط الإعلام و إيقاف جميع وجوه الإعلامي الكيزاني خاصه بعد ظهورهم في زحفهم المزيف هذه و الزج بهم في المحاكم بتهمه تقويض حكم الشعب و رأي الاغلبيه و الثوره و حمايه المفسدين و تهم خيانه العظمي لامساسهم بوحده البلد لإسكاتهم و الي الأبد ثم التوجه الي المساجد لضبط الخطاب الكراهيه من هناك و جعلهم يعملون علي ارساء السلام و العدالة الاجتماعيه بدل ذرع النزاعات الاجتماعيه و الكراهيه العرقيه و الاثنيه بين مكونات الشعب السوداني ، حتي يكون ذلك حافذا للمجتمع الدولي برفع اسم السودان من قايمه الإرهاب و الإسراع في دعم اقتصاد السودان.
– ثالثا الإسراع بأسرع ما يكون علي إنهاء المفاوضات و تكريس السلام و دمج مناطق النزاع العرقي و الجهوي في كيان العام للبلد مع أتاحه جميع الفرص للمارسه السياسيه العادلة بين مكونات الوطن دون محاباه لجهه دون جهه او اثنيه علي حساب اثنيه و جعل المواطنه هو المعيار الأساسي لتسيير دفه البلاد .
– رابعا وضع سياسات اقتصاديه ناجعه و سريعه الأجل لزيادة الإنتاج القومي و تشجيع العطالا المكدسين في الخرطوم من زوي الأعمال الهامشية من سمسرة و فهلوه للذهاب الي مناطق الإنتاج الزراعي و الحيواني خاصه بعد ظهور عوايد فوريه للذين هم هناك و انتشار الأخبار فسيذهبون بأنفسهم و خاصه بعد تذليل العقبات و الجبايات بحيث تذهب الحكومه بنفسها الي المزارعين و الرعاه في اماكنهم لشراء منتجاتهم دون ان يتكلفوا في دفع جبايات الطرق و الترحيل ثم فتح أبواب الصادر كمرحله اولي الي حين قيام التصنيع الزراعي و الرعوي و فك ارتباط الجمارك من الداخلية و جعلها جسم قايم بذاتها و موصوله بالبنك المركزي و إرجاع رياسه هيئه المواني الي بورتسودان كما كانت لسرعه الإجراءات بدلا عن وجودها الحالي في الخرطوم .
– خامسا الإسراع في دمج الجيوش و تكوين جيش وطني يمثل هذا الوطن حقيقه و إخراجه من عقيده حرب مواطنيه و جعله جيشا تريننا بطولاته في النزاعات الإقليمية و الدولية و حفظ الحدود بدلا عن بطولاته الزائفة في الحروب الأهلية و الجهوية و عرقيه طيله الستون عاما السابقة و ترك مهامه الحقيقية في الحدود ، في وقت تسلب أراضي سودانية في كل من حلايب و شلاتين و عوينات و الفشقه و هم يتفشخرون في دارفور و الجبال و الذي كان من باب اولي من ان يكون من صميم عمل الشرطه و السياسين ليس الا و لا حتي حربا كان سينشب ان كانت المعالجات علي أساس المواطنه من عقول سياسيه و ليس عسكريه .
، ثم تكوين جهاز امني و شرطي يفخر به الوطن بخدمته و حفظ أمنه و مكتسباته و ثرواته بدلا من جعلها أجهزه قمع شعبي لا هم لها غير اهانه بني جلدتها. و قبل كل ذلك القيام بتزويب جميع المكونات الغير قانونيه من شرطه شعبيه و امن شعبي و دفاع شعبي و كتائب عثمانيه و نافعيه و و طلابية غيرها و تجريدهم جميعا من الاسلحه بحيث لا يسمح بحمل السلاح الا للجهات الرسمية بنص الدستور . و كل ذلك يجب ان يتم من خلال مفوضيات عاجله التكوين من الثوار لتعمل علي ذلك بأسرع ما يمكن .
ان تم كل ذلك في فتره لا تتجاوز السته اشهر من عمر الثوره ، فمرحبا بدوله السودان العظمي الذي سيدع لها العالم الف حساب و سيكون محل تقدير و احترام اقليميا و دوليا . و الا فتلكمو الطامه الكبري .
منشي .
و تمت التعليق القديم .
و شكرا ليك يا استاذنا المخضرم و نحن دوما بنعتبر آراءك جهاز ضبط البلد و مؤشر نبض الشارع و من مقالاتك الهادفه بنتحسس مواضع البلد و كم كنت اتمني بان تكون لك مركز دراسات محاربه الفساد و التشخيصات الاستراتيجية للبلد ، و دمتم .